مزاين شعر!

مزاين شعر!

تتزامن هذا العام مناسبتان للاحتفاء بالشعر المحكي في وقت متقارب, الأول هو مهرجان "أم رقيبة لمزايين الإبل"! والثاني "مهرجان شاعر المليون" فالأول يُقام على هامشه "شعر", والثاني يقام - هو- على هامش الشعر, ولو حاولنا تفكيك الدلالات اللغوية لارتباط الشعر بهاتين المناسبتين لوجدنا ارتباطاً وثيقاً جداً, فمهرجان أم رقيبة من المعلوم أنه مختص بالإبل و"جِمالها/ جَمالها"- بكسر الجيم وفتحه- فمن المعروف إن أي قصيدة بأي"هرش أو فاطر" سترفع "صيتها" وسعرها وثمنها, إذ يحضر الشعر مُلثماً أشعثاً أغبراً ويقوم بدور"دلاّل مودرن", إضافة إلى أن الشعر – حسب ارتباطه بالمكان والزمان – يتشكّل ولا يعدو كونه كلمة أًسقط منها حرف"الياء" وذلك للتفريق بين المنتجين الأدبي والاستهلاكي مع ملحوظة إن كلا منهما غير صالح للاستهلاك الإنساني- وليس الآدمي- وستبرز "الحداثة" مع "الأصالة"حيث ستكون الناقة بجانب "الهمر" والبيوت الحديثة المتنقلة بجانب بيت السدو في صلح تام, وكيف لا يكون ذلك و"الحوار" هو إبن الناقة وجمعه (حِيران)!, أما البرنامج (الآخر) فالحديث عنه ذو (سجون) –مع ملحوظة أن حرف الـ "ششش" منزوع من كيبوري العتيق لذا وجب التنبيه! - لذا فالحضور بالمهرجان الأول سيكون بروفة جميلة ومعسكرا ذهنيا لترويض الذائقة المتمردة وتهيئتها للانتقال من الشعر الهامش إلى الهامش الشعر - والقفز من الفصول العريضة إلى (الحواشي) الدقيقة, وشروحاتها الغارقة في الاستطراد- الله يرحمك يا عمنا الجاحظ لقد علّمتنا فن الاستطراد لكنك نسيت أن تخبرنا كيف نعود لموضوعنا الأصلي!- وهذا البرنامج لعمري إنه فتح جديد وجهود مُصيبة- أي صائبة أتمنى أن لا تفهموها صح!- فيكيفه فخراً أنه جال الجزيرة وما جاورها بحثاً عن الشعر الحقيقي واحتواه, وأنقه وأجلسه على كرسيٍ وثير في فندق فخم, وأعطاه ما استحق من الإصغاء والتوجيهات "الأبوية الحانية" وجمع حواليه الكفوف لإنصافه "تصفيقاً"وتبجيلاً, وجعل المتلقي يقوم بدور المشاركة ليس في فعل الكتابة فقط إنما في تقييمها وتقويمها وتسيير خطاها باتجاه الخطابية والمنبرية وممارسة صراخ- غير إيديولوجي طبعا - عالي النبرة, وتعليم السيد الشعر طُرق المخاتلة والمراوغة بدلاً من أن يُظهر ويعلن ويكشف, والشعر يكون في هذه المرحلة تحت وطأة تخدير حتى تنتهي الجعجعة, فيصحو بعد نهاية المولد سواء بحمص أو دون, ويجد نفسه بين خيارين إما أن يذعن للتدجين الجيد ويفقد طيشه وتمرده وحريته, وإما أن يعود لتمرد الشعر وطيشه ويبقى حاملاً لصفة"العيب" جزاء (لخيانته) لليد التي أحسنت إليه!.. (دايم نقولك يا فهيد لاتتعدى300 كلمة) الآن بالذات أنا مدين لكم بهذا الشرط!

[email protected]

الأكثر قراءة