غرفة مظلمة وموقف خيالي قادا نصرانيا لاعتناق الدين الإسلامي
يقول صاحب هذه القصة إن إحدى الغرف المظلمة ... كانت سبب اتباعي طريق الحق.
ولدت في أسرة تحمل ديانتين مختلفتين بين جوانبها؛ فأمي تعتنق النصرانية وتدعوني إليها، بينما جدتي تعتنق الإسلام وتدعوني إليه، وكل منهما ترى أنها على الطريق الصحيح، ولكني فضلت النصرانية على الإسلام لما وجدت فيها من الإباحية، والدعوة إلى التحرر، والانفتاحية، وقد تكونت لدي عن الإسلام صورة حسنة من حيث أحكامه والصفات التي يتصف بها المسلم من حسن المعاملة، والعدل، وعدم الظلم، وما شابه ذلك من الأمور الحميدة وبذلك كنت أحمل فكرة جميلة عن الإسلام وأهله.
كانت المسؤولية تقع على عاتقي فيما يتعلق بعائلتي من ناحية تأمين المأكل والمشرب والمأوى ومتطلبات الحياة الأخرى، فقررت البحث عن عمل، وبعد فترة وجيزة تحقق لي ما طلبت؛ حيث حصلت على عقد عمل في إحدى الشركات، وكنت سعيداً بهذا العمل في بداية الأمر، لكن مع تداول الأيام، ظهرت المشكلات في مجال عملي، تحملت أعباء أعمال فوق طاقتي يصعب على الفرد أداؤها، وعند محاولة الكلام مع المسؤولين أجد عدم المبالاة والاهتمام هما سيدا الموقف، ما جعل التذمر وعدم الرضا أصبحا أمام ناظري، وبدأت نفسيتي تتأثر بشكل قوى وفاعل؛ فأحدثت مشكلة مع المسؤول عني في منطقة العمل.
بدأ القلق يتسرب إلى نفسي خوفاً من فقدان وظيفتي التي هي مصدر معيشتي، هذا الضغط النفسي جعلني أفكر في الصلاة من أجل تبديل الحال، والتخفيف من الهم، فخرجت من غرفة نومي متوجهاً إلى غرفة صغيرة في المنزل تستخدم لحفظ الأشياء، وذلك عن عمد مني للتخفي عن الأنظار، وضماناً للعزلة التامة عن العالم، وقمت بإطفاء الأنوار، وبدأت بالصلاة على مذهبي الكاثوليكي، وحدث ما سيكون قريباً من الخيال أكثر منه إلى الواقع، ولكن هي الحقيقة، فبينما أنا في الصلاة توارد إلى ذهني سماع صوت يحدثني عن الإيمان بالله سبحانه وتعالى ويقول لي: إنه خير معين لي في محنتي تلك، قمت بقطع صلاتي، وأخذت أنظر في أرجاء الغرفة ولكني لم أجد بداخلها سواي، وتكرر معي ذلك أكثر من مرة، وهنا طرأت لي فكرة الذهاب إلى مركز الجاليات الإسلامية، وأحضرت كتباً تتحدث عن الإسلام، لقراءتها، وعند اليوم التالي عدت إلى الغرفة المذكورة وتكررت أحداث موقف الأمس، فأحضرت مجموعة أخرى من الكتيبات، وفعلت مثل اليوم الذي سبقه، واستمر الحال لمدة شهرين كاملين، كلما دخلت إلى الغرفة يهتف بي ذلك الهاتف ويوجه لي نفس الرسالة ويدعوني إلى الأيمان، واخيرا استقر الأمر لي باتخاذ القرار بدخول الإسلام عن اقتناع كامل بعد أن قرأت تلك الكتب القيمة التي أدخلت الطمأنينة في قلبي، وهو الدين الصحيح الذي يجب على جميع البشرية اتباعه للوصول إلى الحياة السعيدة الخالية من الخوف، ومن ثم أعلنت إسلامي في مركز توعية الجاليات، وبعد أن نطقت الشهادتين جاءني شعور بأني قد ولدت من جديد، وأصبح الآن تفكيري منصباً حول كيفية إخبار عائلتي عن إسلامي، ومحاولة دعوتهم للدخول فيه.