الملك سعود مهندس الرياض الحقيقي .. والأمير سلمان أعاد لها الروح
وصف الدكتور محمد آل زلفة الملك سعود بأنه المهندس الحقيقي للرياض الحديثة، وأن الأمير سلمان أعاد إلى الرياض روحها في الوقت الحالي، جاء ذلك في ثلوثية المشوح في لقائها التكريمي الأخير له.
واسترجع الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى بعضا من ذكريات طفولته وشبابه وشيئا من رحلته العلمية. متذكرا فتره صباه في منطقة عسير يوم أن كان يدرس بعيدا عن أهله في محافظة مجاورة إلى أن تخرج من جامعة الملك سعود وتعين معيدا فيها.
وقبل أن يبدأ الدكتور آل زلفة حديث ذكرياته وجه التحية إلى مضيف الثلوثية الدكتور محمد المشوح وعدد من الضيوف الذين حرصوا على مشاركته الأمسية، ثم بدأ بالحديث عن العاصمة وأيامه الجميلة فيها يوم أن وصل إليها قبل خمسين عاما وهو في الثالثة عشرة من عمره ليرافق أخاه هناك وليدرس مستمعا في البداية ، ثم لما تميز عن أقرانه أصبح دارسا منتظما.
.
وذكر الدكتور آل زلفة أن التطور الحضاري الذي تشهده المملكة هو رفيقه في درب المعرفة منذ أن لم يكن في منطقة عسير كلها لم يكن سوى مدرسة متوسطة واحدة،تبعد 46 كيلو متر عن أهله وكيف كان يعيش مع خمسة من زملائه في دكان صغير، إلى أن أصبحت المنطقة تحتضن اليوم أكثر من خمسين مدرسة ابتدائية للأولاد ومثلها تقريبا للبنات في أحد رفيدة وحدها.
#2#
ووصف الظروف المعيشية في تلك الفترة بالصعبة، حين ذهب إلى الرياض عند أخيه، وكيف كان يخرج معظم النهار ليكتشف الرياض، وكان المجمع الطبي للملك سعود هو المجمع الأحدث ولم يكن قد مر على إنشائه سوى سنتين في ذلك الوقت، فكان يزور تلك المنطقة بين الفينة والأخرى ليحتسي شيئا من الشاي، ويتصفح كتابا جديدا حين كانت الكتب الصديق يوم لم يكن له أصدقاء في رياض الغربة.
وتذكر حين رأى الفنان عبد العزيز الهزاع جالسا في المجلس قريبا منه أيام إنشاء إذاعة الرياض ثم تلفزيونها، ودور الهزاع نفسه في بناء ثقافة المجتمع ومناقشة مشكلاته حين كان الهاتف قادما جديدا، وكان المجتمع منزعجا من هذه التقنية الجديدة في ذلك الوقت، وبرنامج "من ذا بيته؟" المشهور، ومناقشة كثير من الأشياء الجديدة حين كانت مشكلتنا استغراب الجديد.
وتذكر كيف وقف بعض الناس في وجه الإذاعة والتلفزيون وتعليم الفتيات، إلى أن قررت القيادة الحكيمة المضي في تنفيذها، وحين وقف رواد الإعلام مثل الهزاع وغيره من الرواد مع المجتمع يقودونه إلى قبول الجديد، خاصة في ظل قيادة هي التي تتزعم الجديد.
وتذكر إذاعة طامي مهندس التلفزيونات والراديوهات الشاب الذي بدأ أول بث خاص في تاريخ الرياض، من دكانه الصغير في الفوطة، حين كانت حديقة الفوطة مجتمع الناس في الرياض للنزهة والتفسح، ثم لما أنشئ مسرح للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكانت الفوطة عامرة برواد المسرح والحديقة نفسها.
ووصف الدكتور آل زلفة الملك سعود - رحمه الله - بأنه هو مهندس النهضة الحديثة لمدينة الرياض، حين بدأ في عهده المهرجانات التي يجتمع فيها أهالي الرياض مثل مهرجان ملز الخير، وكذلك لحرصة على إنشاء الحدائق العامة، منها حديقة الجامعة في الملز قريبا من جامعة الملك سعود حين كانت في الملز وهي الآن قريبة من مكتبة كلية البنات، ومبنى قصر الحمراء الذي يعد آية من آيات البناء، وكان يعقد فيه مجلس الوزراء، ثم لما جاء المهندس الآخر الأمير سلمان وأعاد إلى الرياض روحها الجديدة، وجعل قصر الحمراء متحفا للفن الحديث، وأرجو أن يعاد اليوم بيتا للفن التشكيلي الحديث.
واسترجع الدكتور آل زلفة الفرق بين صورتين مختلفتين، كيف عاش في الرياض أكثر من ثلاثة أرباع عمره، والصورة الأخرى حين ذهب للدراسة الإعدادية في محافظة أحد رفيدة، في تلك المدرسة التي تعمل في بناء قديم بناه الأهالي، ولذلك حرص على أن تبقى هذه المدرسة، التي اهتم بها الملك عبد العزيز - رحمه الله - من قديم، فبعث إليها المدرسين من مكة منهم الأستاذ محمد الطيب، وذكر أنه حرص في العام الماضي أن يقيم احتفالا بالدفعة الأولى والتي عاشت ولله الحمد إلى أن كرمت إلا واحدا سبقهم إلى الدار الآخرة، لكن احتفلوا في المركز الثقافي الحضاري بالمراغة بهذه المدرسة وأبناء دفعتها الأولى، رغم أنه من أبناء الدفعة الثانية.
وتذكر موقف أزمة الحرب العالمية الثانية، يوم أن اضطر الأهالي إلى دفع رواتب المعلمين لضيق أوضاع الدولة، وفعلا فعلوا ذلك حتى عادت الأمور إلى أحسن حال.