محللون نفطيون: طرح «أرامكو» حدث استثنائي .. ومحط أنظار المستثمرين الدوليين
أكد لـ"الاقتصادية"، مختصون دوليون أهمية الطرح المرتقب لشركة "أرامكو" النفطية العملاقة، متوقعين أن يحقق هذا الطرح نجاحا واسعا في ضوء تنافس عديد من كبار الكيانات الاستثمارية الدولية على الفوز بحصة في الشركة العملاقة، التي تصل قيمتها السوقية إلى تريليوني دولار، كما أنها حجر الزاوية في "رؤية المملكة 2030".
وأوضح المختصون، أن الطرح سيكون حدثا استثنائيا في تاريخ أسواق المال العالمية، نظرا لضخامة الشركة وأصولها النفطية.
من جانبه، أوضح روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش آي لخدمات الطاقة، أن البدء في خطوات جادة وسريعة لطرح شركة "أرامكو" أمر إيجابي للغاية خاصة في ضوء التغيرات الجيدة التي جرت في وزارة الطاقة السعودية أخيرا، مشيرا إلى أهمية تحديد حجم الطرح وتوفير جميع عناصر الشفافية في هذه الصفقة العملاقة، التي تعد نقلة في تاريخ أسواق المال، وفي الاستثمار في شركات الطاقة الوطنية.
وأضاف كيندي، أن تقييمات الشركة كبيرة وواعدة، لأنها من أكبر الشركات العملاقة في هذا المجال، والتقديرات تذهب إلى أرقام قياسية، أهمها تقييم يصل إلى تريليوني دولار، لافتا إلى أن المحللين يؤكدون أن "أرامكو" يمكنها تحقيق هذا المستوى وأكثر. من جانبه، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، أن التوجهات السعودية تستهدف إدراج قائمة دولية للاستثمار في شركة "أرامكو"، مشيرا إلى أن الشركة تعد بالفعل الأكثر ربحية في العالم، وأن صناديق الاستثمار الدولية تتطلع إلى بدء الاكتتاب الدولي وإعلان حجمه الدقيق.
وأضاف يانييف، إلى أن الاكتتاب العام في "أرامكو" هو أبرز ملامح خطة التحول الاقتصادي في السعودية، كما يعد حجر الزاوية في "رؤية 2030"، التي تقوم على التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، وزيادة الاعتماد على الموارد المتنوعة للطاقة، منوها إلى أن الطرح يكتسب في ضوء ذلك أهمية بالغة ومتابعة دولية واسعة النطاق، كما يشهد منافسة بين كبار المستثمرين الدوليين. من جانبه، يعتقد جون هال مدير شركة ألفا إنرجي الدولية، أن السعودية بذلت جهودا واسعة لدعم استقرار السوق قبل هذا الطرح، وواجهت مقاومة واسعة من تصاعد حدة الحرب التجارية، التي ما زالت تداعياتها مستمرة، مشيرا إلى أن البيئة السعرية قد لا تكون جيدة، لكن الطرح بات ضرورة إلى عدم تعطيل خطط التحول الاقتصادي والتنمية. وأضاف هال، أن معرفة حجم "أرامكو" وتأثيرها يكفي أن نجري مقارنة مبسطة مع الشركات الأمريكية، حيث يقدر إجمالي الإنتاج العالمي من النفط بنحو 94.7 مليون برميل يوميا، وأن أكبر منتجي للخام في الولايات المتحدة يمثلان 4.4 في المائة، لكن "أرامكو" وحدها مسؤولة عن 100 في المائة من إنتاج السعودية، وهي تنتج بالفعل كميات نفطية أكبر من الشركتين العملاقتين الأمريكيتين"إكسون موبيل" و"شيفرون" مجتمعتين.
من جانبه, قال لـ"رويترز"، صلاح شما مدير الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "فرانكلين تمبلتون" لأسهم الأسواق الناشئة، "إنه مع إدراج "أرامكو" جزء من أسهمها سيضيف 1.8 نقطة مئوية، لوزنها على مؤشر "إم. إس. سي. آي" للأسواق الناشئة. وسيزيد هذا إجمالي وزن منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا إلى نحو 7 في المائة، ويضعها على قدم المساواة مع مثيلاتها من الأسواق الناشئة في أوروبا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند، في خطوة بالغة الأهمية بالنسبة لتقييم أسواق المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
ووصف الطرح العام، "بالهائل، الذي قد يولد ما يعادل حصيلة أكثر من عشرة أعوام من الطروح الأولية، مرجحا أن يبيع بعض المستثمرين المحليين أسهما أخرى من أجل تحويل استثماراتهم إلى أرامكو".
من جانبها, قالت مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين لدى بنك أبوظبي التجاري، إن الطرح العام الأولي الجزئي هو حجر الزاوية في خطة التحول السعودية، وسيكون الإدراج مؤشرا بارزا على التقدم في برنامج الإصلاح. من منظور اقتصادي، سيوفر أموالا للتقدم على صعيد المشاريع العملاقة الرئيسة الأساسية في خطة التحول الاقتصادي.
فيما قال، جاري روس الرئيس التنفيذي لبلاك جولد إنفستورز، إن طرح "أرامكو" يعد أهم حدث اقتصادي في السعودية منذ عقود. بداية عصر جديد سينشط اقتصادا بطيئا يعتمد بشكل كبير على النفط. المسار نحو التنمية الاقتصادية بات ممهدا، لكن هل ستقوم السعودية بالاستثمارات الصحيحة لتنشيط النمو وتوفير وظائف للشبان الذين يشكلون قوة عمل نامية لصبرها حدود؟.
أما حسنين مالك رئيس استراتيجية الأسهم لدى "تليم"، قال، إن الطرح العام الأولي لـ"أرامكو" يأتي في سياق تنويع موارد الاقتصاد السعودي عموما.