دور المطوفات ينحسر في "الترفية" والتوعية.. وأبرز المعوقات "اللغة"

دور المطوفات ينحسر في "الترفية" والتوعية.. وأبرز المعوقات "اللغة"

تشهد مهنة المطوفات في الوقت الحالي تحولاً جذرياً في مهامها وطبيعتها ورغم أن دور السيدات فيها تقلص كثيراً عن السابق، إلا أنه ظل في نطاق الترفية والتوعية، فبعدما كن مسؤولات عن استقبال الحجيج وضيافتهم في منازلهن قديماً وإرشادهم لطريقة الحج، انتقل هذا الدور إلى شركات الحج والعمرة.
وأجبرت زيادة عدد الحجيج المطوفات لترك تلك المهام للرجال، وبما أنهن عضوات في مؤسسات الطوافة قررن أن يقمن بمهام مختلفة عن السابق كان من أهمها المهام الترفيهية والتوعية، إضافة إلى إدخال دور التقنية في عملهن وحصول غالبيتهن على درجات أكاديمية.
تقول دكتورة نسرين الباني رئيسة اللجنة النسائية التوعوية في منتدى المطوفة والحاجة للمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية: "إن المطوفات بعدما أنحسر دورهن السابق نتيجة زيادة عدد الحجيج وتولي الرجال معظم المهام، وكونهن عضوات في تلك المؤسسات ابتكرن وظائف جديدة ومختلفة لهن"، مشيرة إلى أنه "من خلال ملاحظتنا للحاجات كشفنا أن معظمهن أميات أو لا يحببن القراءة، لذا فإن الاكتفاء بتوزيع الكتب الدينية عن أحكام الحج والإرشادات لا يكون مجديا، فكانت هناك طريقة التوعية بالترفيه من خلال إقامة لقاءات توعوية للحاجات وإقامة مسابقات باللعب لتركيب صورة ما أو وصل شيء بشيء أو عرض صور لهن عن الحجر الأسود ومقام إبراهيم أو صور لمحظورات الإحرام مثل النقاب مثلاً وبهذا يتم تعريفهن على صفات الحجر الذي يرجم به وطريقة الرجم وشروط سلامتهن في الحج وغيرها من أحاكم الحج المختلفة، إضافة لتعرفيهن بالمجتمع المكي و كيفية نصرة الرسول عليه الصلاة و السلام و مظاهر العيد فيه كمهرجان الشمائل المحمدية و تاريخ مكة القديم فالمهم أن تتفاعل الحاجة معنا لا أن تكتفي بالاستماع إلى المحاضرات الدينية".
وبالنسبة للشابات فإن ما يقدم لهن مختلف حيث نقدم لهن دورات حول القراءات السبع ومناسك الحج، إضافة إلى العمل على إنشاء منتدى إلكتروني سيتم الانتهاء منه قريباً للتواصل حول أمور الحج وأحكامه.
وقالت إن "المطوفات يقمن بالعمل الميداني حيث يذهبن للحجاج في أماكن إقامتهن لتوزيع الهدايا وتوعيتهن من خلال داعيات من وزارة الشؤون الإسلامية، إضافة للقيام برحلة تعريفية بمشاعر الحج قبل بداية أيام الحج كما تقوم خدمة التوعية الاجتماعية بالتعرف على الحاجات وظروفهن وأوضاعهن وفي حال كان وضعهن ليس جيدا فإننا نقدم لهن التبرعات والصدقات".
وتمنت أن تعطى الفرصة للشركات الخاصة للدخول في مهنة الطوافة لكي تصبح تلك المهنة ثابتة ورسمية ويجدن كفتيات فرصة ثابتة للعمل وليس موسمية كما هو الحاصل الآن. وقالت: "من ناحية أرباح المهنة فهي جيدة، حيث تعطى لهم الأموال على دفعتين الأولى 70 في المائة والثانية 30 في المائة ويختلف الدخل بعدد الأسهم، لكن يصل معدل الربح للسهم الواحد إلى نحو 110 ريالات سعودية".
وعن الاختلافات بين المطوف الرجل والمطوفة المرأة، فإن المطوفة لا تورث أولادها مهنة الطوافة مثل المطوف الرجل وتكتفي المطوفة بخدمة الحاجات أما المطوف فيخدم كلا الطرفين كما أن عمل المطوف الميداني أكثر منهن. نافية ما يشاع أن مهنة الطوافة مهنة وراثية فهن يسمحن بالمشاركة من الفئات كافة للحصول على شرف خدمة الحجيج.
وتأمل في حديثها أن يعطوا الفرصة لتقديم خدمات أفضل للحجيج وإعطائهن ترخيص يسمح لهن بالدخول بالسيارة دون الحاجة لترخيص خاص بالسيارة حتى لا يضطروا لمشي مسافات طويلة. وتؤكد الدكتورة وفاء مندر رئيسة اللجنة النسائية لدول جنوب شرق آسيا التي تمارس العمل منذ خمسة أعوام إن الصعوبة التي يواجهنها في تقديم برامج التثقيف والتوعية تتعلق باللغة فيضطررن للاستعانة بمترجمة تجيد اللغة الصينية لمساعدتهن أما الباقيان فيتواصلن معهن بلغة "الملاو" التي يجيدها غالبية سكان مكة، مشيرة إلى أن مفهوم المطوفة الآن تغير بطريقة جذرية ليصبح أكثر أكاديمية مقارنة بالدور الفعلي و الميداني اللاتي كن يقمن به قديماً.

الأكثر قراءة