اليوم.. الحجيج على صعيد عرفات متدثرين بالبياض
يقف اليوم حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر متدثرين بالبياض ومحتمين بيقين ناصع يقفون في يوم الحج الأكبر، لا شيء يشغلهم سوى الإيمان ولا شيء يغمرهم سوى رهبة أداء المناسك.
ويستقبل مشعر عرفات ضيوف الرحمن وسط استعدادات متكاملة وخدمات متميزة هيأتها الدولة لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم في كل يسر وسهولة.
وأكدت القيادات الأمنية المشرفة على الحج نجاح خطة التصعيد من مكة المكرمة إلى مشعر منى أمس، مشيرين إلى اكتمال التجهيزات الخاصة بالحركة المرورية وحركة تنظيم المشاة، حيث أعدت قوات أمن الحج خطة أمنية دقيقة تبدأ باستقبال أفواج الحجيج بمشعر عرفات بعد أن تم تأمين تنقلهم من منى إلى عرفات، حيث يتم تأمين وصولهم إلى مقار مخيماتهم لعرفات، ومن ثم يقوم رجال الأمن بالمشعر بمباشرة الوقوف على امتداد الشوارع والميادين العامة والعمل على تهيئة كل سُبل الراحة لهم للوصول بحجهم إلى بر الأمان.
ووضعت القوات الأمنية خططا خاصة لمنع دخول المتسللين الذين يربكون خطط الحج.
وأكد اللواء علي حباب النفيعي قائد قوات أمن الحج أنه تم تأهيل عدد من الضباط والأفراد المدربين والمؤهلين على أعلى المستويات التدريبية للعمل بعدد من المراكز الأمنية الموزعة بالمشعر وذلك لضبط الحالة الأمنية، وملاحظة تحركات الحجاج والحفاظ على سلامتهم.
وأضاف اللواء النفيعي أن المتابعة الدائمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، إضافة إلى الاطلاع الدائم لجميع خطط التفويج والتصعيد من قبل رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وكذلك المتابعة التي يقوم بها الأمير خالد الفيصل، رئيس لجنة الحج المركزية، وبفضل تلك الجهود والمتابعة الدائمة من قبل ولاة الأمر وبسواعد الرجال العاملين بجميع القطاعات سنصل بحج هذا العام إلى بر الأمان بفضل الله تعالى.
وأفاد اللواء النفيعي أنه تم التنسيق في إعداد الخطة مع جميع الجهات الحكومية المعنية بخدمة الحجاج مثل وزارة الحج والدفاع المدني ووزارة الصحة وأمانة العاصمة المقدسة وغيرها من الجهات الحكومية المعنية وركزت على الاستفادة من كل التقنيات والإمكانات المتاحة لتكون بالمستوى المأمول.
وذكر أن الخطة تهتم ببيان الإمكانات اللازمة للعمل الأمني في الموسم وكذا الواجبات والمهمات الخاصة بكل قطاع مع تفصيلات مهام كل موقع إلى جانب تنظيم حركة السير دخولاً إلى المشاعر المقدسة وخروجاً منها بتوقيت منضبط دقيق يأخذ فيه عملية تنظيم حركة الصعود من مكة المكرمة ومنى إلى عرفات ثم مزدلفة فمنى ثم إلى مكة المكرمة .
وأشار قائد قوات أمن الحج إلى أن اجتماعات متواصلة عقدت مع مؤسسات الطوافة ومجموعات الخدمة الميدانية الذين يعدون شركاء لرجال الأمن في إنجاح الموسم والخطط المرورية لشرح الخطط المرورية وتوضيحها والاستماع لوجهات النظر حولها للوصول إلى آلية جيدة تضمن تذليل كل العوائق، مبيناً أنه تم أخذ سائقي الحافلات التي تقوم بنقل الحجاج في جولات ميدانية على المشاعر المقدسة للتعرف إلى المداخل والمخارج لضمان إيصال الحجاج إلى مخيماتهم في يسر وسهولة.
وأبان اللواء النفيعي أنه تم منع الحافلات القادمة براً من دخول مكة المكرمة وإيجاد مواقف لها في طريق مكة جدة السريع وفي الشرائع والنوارية وجهزت المواقف بحافلات النقابة العامة للسيارات لنقل الحجاج وإيصالهم إلى مساكنهم في مكة المكرمة مع تخصيص مرشدين قامت الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف بتوفيرهم لمصاحبة سائقي الحافلات وإيصال الحجاج إلى مساكنهم في أسرع وقت ممكن .
وأعدت المديرية العامة للدفاع المدني خطة خاصة ليوم عرفة وتم تجهيزها بأكثر من ثلاثة آلاف رجل أمن من الدفاع المدني موزعين على عدد من المناطق ما بين رجال إطفاء وإنقاذ وفرق السنوركل والفرق المساندة، حيث يتوزع بالمشعر نحو 700 معدة، ولدى الدفاع المدني عدد من رجال الإنقاذ الذين سيقفون على جبل الرحمة منذ ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم، ويتمثل عملهم في حماية الحجاج الذين يرغبون في صعود الجبل والوقوف به حتى الساعات الأخيرة من النهار، ويسعى رجال الدفاع المدني للحفاظ على سلامة الحجاج ومساعدة كبار السن على تجاوز الزحام والبقاء في أماكن آمنة تقودهم لقضاء حج آمن.
ولدى الدفاع المدني خطة معدة للتعامل مع التزاحم الذي يصادف وقت دخول الصلاة وبعدها وقد أعددنا عددا من رجال الإنقاذ المدربين على جميع وسائل وسبل التدريب العالية.
وكان جموع الحجيج قضوا أمس يوم التروية في أجواء مفعمة بالطمأنينة والخشوع وسط أجواء روحانية وخدمات متميزة.