الأفارقة يطبخون بأسطوانات غاز في الطرق.. ولا تعنيهم التعليمات
ضرب حجاج القارة السمراء بالتعليمات الصادرة من قبل الدفاع المدني بمنع دخول أسطوانات الغاز إلى المشاعر المقدسة عرض الحائط، وحضرت تلك الأسطوانات على جنبات الطريق، حيث استخدمها هؤلاء الأفارقة في طبخ مأكولاتهم، وبيعها على نظرائهم، في مشهد غابت عنه أعين الرقابة.
وفي جولة لـ"الاقتصادية" بين أواني الطبخ، ولفحات النيران الناشئة من مواقد الغاز، كشفت طرق تهريبهم لتلك الأسطوانات، ورصدت مشاهد وطرق طبخهم، وتوزيع وبيع المأكولات، فمنهم من استخدم أعوادا ضخمة من الأخشاب، بعد عجزهم عن شراء الملعقة الكبيرة في تحريك الأكل داخل الإناء، في صورة تغني عن أبلغ معاني الكلام.
وعن طريقة تهريبهم لتلك الأسطوانات تبين أنهم يعمدون إلى تحميلها على متن شاحنات تكون ذاهبة إلى المشاعر ومحملة بمعدات، يقومون بإخفائها بمهارة داخل صندوق الشاحنة، مستغلين ضعف الرقابة عند نقاط التفتيش.
ومن بين ذباب طائر، وروائح عوادم سيارات، أغشت الأعين بكميات كبيرة من الدخان المنفوث منها، انتشرت في أسواقهم تلك المأكولات الإفريقية على جانب الطريق في مشعر منى، والتي تئن الأواني حزنا على فقدان أغطيتها، مما جعل الميكروبات تطفو على أسطحها مستعدة للاحتفال بالدخول إلى أجساد آكليها.
الغريب في الأمر، أن هؤلاء الأفارقة جبلوا على هذه العادة منذ سنوات عدة، ونادرا ما تسمع داخل مواقع مخيماتهم صوت أبواق الإسعافات لتنذر بوجود متسمم بينهم، إذ إن أجسامهم تعودت بل ألفت تلك المأكولات المكشوفة والمعرضة لخطر التسمم، والذي قد يصيب أي شخص من غير الجالية الإفريقية الذي يغامر بحياته من أجل لقمة من أكله.
وأوضح الرائد عبد الله العرابي الناطق الإعلامي للدفاع المدني أن الدوريات ستقف مع كل بلاغ يفيد بوجود تلك الأسطوانات المخالفة، وستصادرها في الحال، مع فرض العقوبات على مخالفي تلك الأنظمة واشتراطات السلامة.
وكانت مديرية الدفاع المدني ممثلة في مديرها العام الفريق سعد التويجري أكدت أن استمرار منع الغاز في الطبخ في المشاعر المقدسة لهذا العام يأتي وفق ما ثبت لوزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للدفاع المدني من آثار إيجابية لهذا المنع نظراً لما يشكله من خطورة على ضيوف بيت الله الحرام. مشيرا أن هناك تنسيقاً مع جميع الجهات الأمنية لمنع دخول الغاز للمشاعر المقدسة، إضافة إلى قيام فرق السلامة في الدفاع المدني في الحج بجولات تفتيشية داخل المخيمات للتأكد من خلوها من أسطوانات ومواقد الغاز وضبط المخالفين ومصادرة ما بحوزتهم وتطبيق الغرامات المالية المقررة لهذه المخالفة، إضافة إلى أن هذا المنع يسري على جميع مباني ومخيمات الجهات الحكومية داخل المشاعر بدون استثناء.
وكانت وزارة الصحة قد حذرت حجاج بيت الله الحرام من تناول الأطعمة المكشوفة والمعرضة للذباب والتلوث أو شراء الأطعمة المطهية من الباعة المتجولين وغسل الفواكه والخضار جيدا قبل تناولها أو طهيها، واستعانت وزارة الصحة بمنشورات وزعت على كل طرق المشاعر المقدسة، وبعدة لغات مختلفة تبين المخاطر الصحية جراء أكل الطعام المكشوف، والذي يؤدي على أقل تقدير إلى الإصابة بحالات من التسمم.