فائض تاريخي في 2008 عند 590 مليار ريال.. والعجز يعود في 2009 بـ 65 مليارا
حققت المملكة ولأول مرة في تاريخها فائضاَ قياسياً في ميزانية العام الجاري بلغ 590 مليار ريال أي ثلاثة أضعاف ما كان عليه في 2007 في الوقت الذي توقعت فيه أن تسجل الميزانية في عام 2009 عجزاً يبلغ 65 مليار ريال، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2002 بسبب التراجع الحاد الذي شهدته أسعار النفط.
كما أعلنت المملكة عن خفض الإنفاق بنسبة 9.6 في المائة مقارنة بالإنفاق الفعلي للعام الجاري.
وتتوقع الميزانية السعودية للعام 2009 أن تصل الإيرادات إلى 410 مليارات ريال مقارنة بإيرادات فعلية بلغت في 2008 1.1 تريليون ريال.
وعلق جمال الكشي الرئيس التنفيذي لدوتشيه بنك في المملكة بقوله: "الفائض القياسي الذي حققته المملكة معقول جداً بالنسبة لما رسمت له الميزانية في وقت سابق، كما أنه طبيعي بحكم الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط".
وأضاف "جميع التحليلات تجمع على أن أسعار النفط ستسمر في وتيرة الانخفاض خلال العام المقبل، كما أن التشاؤم سيواصل سيطرته على أسواق النفط، وبالتالي فإن عجز الميزانية في العام المقبل بـ 65 مليار ريال يعتبر متحفظا جداً، وهو أقل من الاحتمالات المتوقعة، إلا في حال حدوث ارتدادات في أسعار النفط".
وأفاد الكشي أنه من المحتمل أن تكون هناك ارتفاعات في أسعار النفط في حال التزمت الدول المصدرة بحصصها، وتغيرت الأوضاع الاقتصادية العالمية، وهو ما يعني تغير وضع الميزانية السعودية من عجز إلى تحقيق فائض جديد.
وقال الرئيس التنفيذي لدوتشيه بنك في المملكة "يجب ألا يتسبب توقع العجز في الميزانية المقبلة في وجود قلق، بحكم أن الفائض الذي حققناه في الأعوام الماضية كاف ليغطي العجز في الأعوام المقبلة، والمملكة قادرة على تغطية ذلك العجز والاستمرار في الإنفاق الحكومي".
واعتبر الكشي أن ما تحقق من فوائض خلال الأعوام الماضية يعتبر كبير جداً وسيساعد المملكة على إطفاء العجز إن تم في الأعوام المقبلة، لافتاً إلى أن المملكة عمدت إلى إقامة مشاريع في مجالي الطاقة والبتر وكيماويات والتي قلت تكلفتها أخيراً مقارنة بما كانت عليه في السابق، مؤكداً أن المملكة ستستفيد منها مستقبلاً.
وأضاف "خلال خمسة أعوام يفترض أن تكون هناك بداية إنتاج المشاريع البتروكيماوية، وسيكون ذلك مع بداية الدورة الاقتصادية العالمية، وبالتالي فإن تلك الاستثمارات ستكون استراتيجية ومجدية للغاية لميزانية المملكة".
لكن الكشي قال إن إيرادات ميزانية 2009 البالغة 410 مليارات ريال تعد معقولة، إلا أنه أشار إلى أن المتوقع أن تكون أعلى من هذا الرقم، وأن الميزانية السعودية تحاول دائماً أن تكون منطقية في عرض أرقامها بعيداً عن التضخيم.