معاناة فلسطين.. بين خطط الإضعاف وتخاذل المسلمين
أكد الدكتور وليد الرشودي أهمية العناية بالواجب الشرعي في التعرف على حال قضية المسجد الأقصى ودعمها ماديا ومعنويا من خلال القنوات المخصصة لذلك ضمانا لوصول التبرعات إلى مستحقيها، خاصة أن القضية أصبحت تغيب عن الأمة بوسائل متعددة.
وذكر الرشودي في أحدية الرشيد أن جميع أحداث فلسطين سواء في عهد بوش, رابين, ديان ووعد بلفور كلها تركزت من منطلقين أساسيين، أولهما صليبي بحت والآخر مادي بحت، مبينا أن الفلسطينيين لا يزالون يحتفظون بملكية أراضيهم، نافيا الشبهة التي أثارتها بعض القنوات من أن الفلسطينيين باعوا أرضهم.
تاريخ القضية
تطرق الرشودي إلى ما يشاع - كحقيقة - من أن فلسطين أرض يهودية"، كما في مقولة "أرض بلا شعب وشعب بلا أرض"، مشددا على أن هناك جريمة تحاك ضد القدس عن طريق الاهتمام بقضية غزة التي تستحق الاهتمام ولا شك، لكن الخطة تقضي بتغييب القضية الأهم وهي قضية القدس.
وذكر الدكتور الرشودي أن التهويد وصل حتى إلى تغييب حقيقة بيت المقدس، من خلال تغييب الأسماء المشهورة إسلاميا عن القدس، موضحا أنها أرض الأنبياء التي سكنها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام منتقلا من بابل، ثم خرج إلى مصر ثم عاد إلى كنعان و بنى المسجد وأصبحت أرضا مباركة، ثم جاء ابنه يعقوب فأعاد البناء.
وأبان أن تسلسل الأحداث التاريخية في بيت المقدس يدل على أنها أرض الأنبياء، ولذلك فقد سكنها عدد من الأنبياء خلال تاريخ طويل إلى أن جاء عهد محمد صلى الله علية وسلم وبارك الأرض وعرج به إلى السماء منها.
ثم لما فتحها عمر وطوي تاريخ أهل الكتاب وظلت القدس تحت رعاية الخلفاء في أمان إلى أن وقعت تحت حكم الفاطميين وتفرغوا لإسقاط الدولة العباسية، وحدثت بعد تلك الفترة الحروب الصليبية، وارتكب الصليبن مجازر وقتلوا 70 ألفا ولم يوقروا صغيرا ولا كبيرا، حتى قيض الله من يحيي فصول الجهاد كأمثال القادة عماد الدين زنكي وصلاح الدين ونور الدين محمود حدث التحرير الكبير عام 583هـ حين بقوا في الشام 90 سنة وبقيت القدس بعد صلاح الدين في يد المسلمين من الأيوبيين ثم المماليك ثم العثمانيين.
اتحاد اليهود والصليبيين
وأوضح الرشودي أن اليهود والصليبين اتحدوا في العصر الحديث للتخلص من الدولة العثمانية، ومساعدة الماسونيين والسيطرة على أمر الدولة العثمانية من خلال جمعية الاتحاد والترقي وبريطانيا التي خدعت العرب ليحدث ما أرادوا، وأصبحت فلسطين بعد ذلك تحت الانتداب البريطاني حيث ناهض الفلسطينيون هذا الاحتلال ووقفوا بوجهه بقيادة العلماء إلى أن جاءت معاهدة السلام بين منظمة التحرير وإسرائيل
ما المسجد الأقصى؟
شدد الرشودي على أهمية توضيح الفكرة والمفاهيم بخصوص قضية القدس، حيث إن هناك من يعتقد أن مسجد الأقصى هو مسجد قبة الصخرة، أو أن الجامع القبلي هو المسجد الأقصى، والصحيح أن كل هذا يدخل ضمن المسجد الأقصى، وذكر كذلك أن حائط البراق و الجامع المرواني الذي تقام فيه الصلاة يدخلان في المسجد الأقصى، الذي بارك الله حوله.
#2#
مخطط ضد الأقصى!
أكد الرشودي أن اليهود بعد أن تمكنوا من الاستيلاء على المسجد الأقصى أنشأوا 30 جماعة متطرفة تعمل بكل جد لهدم الأقصى وطرد الفلسطينيين منها من أهمها "كاخ" و"أمناء الهيكل" وكانت أخطر المحاولات تلك التي نفذها اليهودي الأسترالي، الذي أحرق جزءا من المسجد عام 1968م.
وأوضح أنه في الثمانينيات بلغت المحاولات 35 محاولة لتدمير المسجد، ويذكر أنه مع الألفية الثالثة هناك تحضير يستهدف الأقصى بالصواريخ والطائرات، وكذلك عن طريق الحفريات ووجدوا في الحفريات آثارا إسلامية ولم يجدوا أي أثر لليهود خلال حفرياتهم الطويلة.
وذكر أن اليهود استولوا على الحي المغاربي نهائيا ووصل الحفر في المسجد الأقصى إلى الأراضي الداخلية ومن كل جانب، مبينا أن هناك وثيقة نهائية تقريبية لما بعد الاستيلاء على المسجدين القبلي والمرواني والمدارس والأربطة وحائط البراق والاستيلاء على مقبرة المسلمين، التي فيها قبور بعض الصحابة مثل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وأوضح أنه تم إلغاء المقبرة وتحويلها إلى منطقة يبدأ منها تلفريك سياحي.
المتر بـ 3 ملايين دولار!
لاحظ الدكتور الرشودي أن المناطق المقدسية وصل سعر المتر فيها إلى ملايين الدولارات، مقابل رفض المقدسيين البيع ما دفع الإسرائيليين إلى إجراءات تعسفية، منها منع دخول الكهرباء ومنع الترميم في ظل غياب كامل وشامل لقرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الكامل، مبينا أن آخر تقرير وصل فيه المتر في القدس إلى ثلاثة ملايين دولار، ونشر في موقع إخباري إلكتروني أن هناك غرفة في مغارة يمتلكها مسيحي عرضت عليه بالملايين ورفض البيع، مع أن الحفريات هزت أركان مسجد الصخرة والمنطقة، وحصل نزول سحيق وسقطت مجموعة من البنايات حول هذا المكان.
ألم يتخطى الألم!
ذكر الدكتور الرشودي أن من الأمور المحزنة ما حدث من استيلاء على مباني المحاكم الشرعية، وفرض الحكم اليهودي على القدس، حين استحدثت في إسرائيل إقامات مقيم من الدرجة الثانية، ومع ذلك وخلال أربع سنوات لم يحصل على الجنسية الإسرائيلية إلا ثلاثة آلاف فلسطيني وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لم يحصل على الجنسية إلا 200 فلسطيني فقط.
وأبان أن المنكرات انتشرت هناك بين الشباب من خلال الإنترنت، حيث يذكر في إحصائية أخيرة أن في فلسطين 450 موقعا إباحيا، بعضها بأسماء بنات فلسطينيات، وقد يوجد من وقع في المخدرات، لكن لا يشاع عن الشباب الفلسطيني صورة الاستهتار، إذ إن كل ذلك لا يشكل سوى نسبة ضئيلة من الفلسطينيين.
دورنا في العمل للقضية
أشار الرشودي إلى أن عولمة القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة تتم من خلال التواصل مع الفعاليات الفلسطينية ومواصلتهم من خلال الإنترنت، وإحياء روح المقاطعة ومكافحة التطبيع.
وذكر أن الأمة بحاجة لدعم الفلسطينيبن ماديا، خاصة وبالأخص كفالة الأيتام، وتحصين الفلسطينيين بنشر عرب 48 من خلال ائتلاف الخير المسموح به، الدعوة الإسلامية، وإبراز السابقين من قادة فلسطين من أمثال موسى كاظم الحسيني، الذي وقف ضد الاحتلال، وعلماء فلسطين، الذين أفتوا بتحريم بيع الأراضي بل من باع أرضه فهو مرتد، كما جاء في بعض الفتاوى.