الخلط بين الخلاف والاختلاف .. تسبب في تنازع الأمة الإسلامية!
شدد الدكتور محمد حجازي أستاذ الدراسات الإسلامية على أهمية التفرقة بين مفهومي الخلاف والاختلاف، مبينا أن الخلط الخاطئ بين المصطلحين تسبب في نشر الفرقة والتنازع بين المذاهب الإسلامية.
وأوضح الدكتور حجازي أن الخلاف مذموم في حين أن الاختلاف سنة كونية، وأن ما يحدث بين المسلمين من تنوع في الآراء الفقهية إنما هو من قبيل الاختلاف الذي يوسع على المسلمين، جاء ذلك في محاضرته حول "الخلاف والافتراق" في منتدى الجمعة في منزل معتوق شلبي في حي الرائد الدكتور محمد حجازي لإلقاء كلمة. وذكر أن أمور العقائد لا يقبل فيها الاختلاف وإنما يقبل في الأمور الفرعية.
وتحدث الدكتور حجازي عن الخلط الخاطئ بين مفهومي الخلاف والاختلاف، موضحاً أن تفسير الكلمتين لغويا يختلف اختلافا كبيرا رغم تشابههما في اللفظ، وذكر أن أمور العقائد لا يقبل فيها الاختلاف وإنما يقبل في الأمور الفرعية ، مشيرا إلى أن "الافتراق" هو الخروج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وجماعة المسلمين.
وعلق حجازي على أهمية جمع الكلمة ووحدة الصف في العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن الوحدة من أكبر عوامل النصر والتمكين للأمة، وأن المسلمين حين اجتمعت كلمتهم في القرون الإسلامية الأولى حكموا العالم وبلغت قوتهم أكبر مستوى على مدى التاريخ.
وأشار الدكتور حجازي إلى أن أنواع الاختلاف هي اختلاف في العقيدة ، واختلاف فقهي ، واختلاف عقائدي ، قائلاً إن الاختلاف الفقهي الأصل فيه التوسع على الأمة إلا في حال وجود التعصب، منوهاً إلى أن كثيرا من القضايا لا يكون الاختلاف فيها معتبر إلا ما كان قولا فيه نظر، وقابلا للقياس والحكم الفقهي.
وأكد حجازي أن الاختلاف في المجتمع الإسلامي يتوقف عند حضور الدليل الشرعي الصريح الصحيح، فـ"إذا حضر الدليل غاب الاختلاف"، وهو ما حسم كثيرا من قضايا الاختلافات الفقهية المتنازع عليها في الفقه الإسلامي.
ودعا الدكتور محمد حجازي إلى النظر في نقاط الاتفاق قبل الخوض في النقاش، مؤكداً أن الاتفاق في المرجعية بين المتحاورين يزيل الخلاف، ويجعل الحوار يسير في الطريق الصحيح لأن نقطة البداية في الحوار مشتركة، محذراً من الخوض فيما لا يدركه المرء في الحوار، خاصة في الحوارات المتعلقة بالأمور الشرعية.
واستدل بـ "أن المطلوب التفكر في آيات الله وليس في الله جل وعلا". وتخلل النقاش بعض المداخلات المطولة، التي تدخل لمقاطعتها مدير الجلسة الدكتور عبد العزيز داغستاني.
وتطرق الجزء الأخير من اللقاء إلى نقاش جانبي حول "الإخوان المسلمين" بعيدا عن موضوع المحاضرة الأصلي، وهو ما اثار خلافاً دفع بمدير الجلسة الدكتور داغستاني إلى إيقاف النقاش والمداخلات حتى من المحاضر نفسه، وطالب مثيري الجدل من الحضور بالنقاش مع الدكتور حجازي بعد المحاضرة، محذرا من التوسع في نقاش بعيد عن موضوع المحاضرة الأصلي.