الكيرم «لعبة الفقراء»

مع الاستجابة للاحترازات والتوجيهات الوطنية والعالمية بلزوم المنازل أصبح لدى عديد أوقات فراغ ومتسع من الوقت لممارسة هواياتهم أو إحياء ذكرى بعض الألعاب التي رافقتهم منذ الصغر، فهناك ألعاب لا تبلى وتناسب كل الأعمار وتنشط المخ وتنمي المهارات ونكاد نشم رائحة الماضي وبيوت الطين ونحن نلعبها، منها "الشطرنج"، "الكيرم"، "الفريرة: وغيرها، إضافة إلى الحميمية والجو التنافسي العائلي.

يتصدر هذه الألعاب بالنسبة لنا هنا لعبة الكيرم بلوحها الخشبي المزخرف وحباتها الخشبية الملونة، نلعبها دون أن نعرف لها أصلا أو تاريخا، ترافق ليالي السمر في رمضان والجلسات العائلية سابقا قبل أن يحتضن كل منا جهازه الذكي ويلعب مع أشخاص لا يعرفهم ومن أقاصي الأرض ناسيا أو متناسيا أشخاصا بقربه أو معه في الغرفة نفسها ويشاركونه الجلسة على الأريكة نفسها أو الطاولة.
على الرغم من أن الأصل الدقيق للعبة الكيرم، مثل عديد من الألعاب الحديثة، غير معروف، إلا أنه يعتقد أن اللعبة نشأت قبل 200 عام في شبه القارة الهندية في مرحلة ما من القرن الثامن عشر. يقال إن من صممها مهراجا هندي لكسب ود الإنجليز، فهي تحاكي لعبة السنوكر أو "البلياردو" الإنجليزي.
ويرجح بعضهم أن من صنعها وطورها فقراء الهند إبان الاستعمار البريطاني، لذا تعرف بـ"لعبة الفقراء" مثل كرة القدم، وذهب بعضهم الآخر إلى أن البرتغاليين هم من نقلوا "الكيرم" إلى السواحل الهندية من مناطق في جنوب شرق آسيا اعتمادا على أن اسمها مشتق من فاكهة آسيوية على شكل نجمة، بينما الأغلب أن اسمها مشتق من مدينة كارم الهندية، وتحظى بعديد من الأسماء منها مضرب الجيب وبلياردو الأصابع.
لعبت لعبة الكيرم على نطاق واسع وعلى مدى أجيال عديدة وفي مختلف الدول وأصبحت شائعة بالفعل بعد الحرب العالمية الأولى. ساعدها في ذلك تصميمها البسيط.
في عام 1958 أنشئ أول اتحاد للعبة في الهند ثم في سريلانكا. وخلال العقدين التاليين انتشرت اللعبة في آسيا وأوروبا حيث أنشئ الاتحاد الدولي لـ"لكيرم" بعضوية دول في مقدمتها الهند وسريلانكا، إضافة إلى ألمانيا وسويسرا وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية، كما أقيمت أول بطولة بين القارتين في ثمانينيات القرن الماضي. وعزز تشكيل الاتحاد العالمي كاروم للعبة الكيرم في عام 1988 مستقبل اللعبة بين الألعاب.
وضع الاتحاد العالمي للكيرم القواعد الرسمية للعبة وحولها من لعبة منزلية إلى رياضة تنافسية معترف بها دوليا. لكن ذلك لم يوقف حبها والاستمتاع بها في المنازل في جميع أنحاء العالم.           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي