"شوقي ضيف" قدم مشروعات لتيسير النحو .. لكنهم للبيان كارهون!
دعا الدكتور عوض بن محمد القوزي الغيورين من أبناء العربية إلى الاهتمام بالنحو واللغة العربية مبينا أن دراسة اللغة وجدت عزوفا من كثير من أبنائها، بالرغم من مشاريع التيسير، كان أهمها مشروع العالم المصري الدكتور شوقي ضيف, جاء ذلك في محاضرة له في خميسية الجاسر بعنوان "إنهم للبيان كارهون".
وذكر الدكتور القوزي أن عددا من المهتمين باللغة العربية صمموا على عمل شيء من الإصلاح في سبيل تخفيف نقل النحو على الناشئة حتى إن منهم من دعا إلى حذف بعض القواعد أو التقليل من سلطانها، وقبلت المجامع اللغوية هذه الدعوة الإصلاحية ولكن بشروط أهمها: أن كل رأي يؤدي إلى تغيير اللغة لا ينظر إليه.
وبين القوزي أن في مواجهة تلك الدعوات أصوات ظهرت في زماننا، والتي ترى غير ما رأى السلف والخلف حول اللغة العربية، وهي موزعة جغرافيًا في البلاد العربية، وهي وإن اختلفت في نغمتها, إلا أنها اتحدت حول مسألة جوهرية هي "صعوبة العربية وأنها عائق خطير أمام العقل العربي".
#2#
وبدأ الدكتور القوزي محاضرته بتبرير عنوانها اللافت, مبينا أن اختياره للعنوان للبيان كرمز لما يريد قوله لأن البيان يعني الإفصاح وبيان ما وراءه، والبيان في العربية هو الفصاحة، والنحو هو تعلم العربية, وتعلم العربية هو وسيلة البيان، مبينا أنه حرص على تغيير العنوان لهذا الاسم وإن كان عنوانها الأصلي "الثقافة المعاصرة والنحو".
وتناول المحاضر القوزي في حديثه عن النحو العربي اختلاف الناس حوله، فمنهم المتهم والمسلِّم بقواعده وأصوله، والمطبقون لقواعده, ومن يحاول تحسين صورته، وفي المقابل هناك المتهكمون ببعض قوانينه، أو الخارجون عليه بحجة صعوبته ووعورة مسالكه لأغراض بعيدة عن هدفه النبيل.
واعترف الدكتور القوزي بأن النحو العربي ابتعد عن الحس اللغوي الفطري الذي صاحبه في فترة النشأة والتكوين, وابتعد عن هدفه الذي انطلق من أجله سالكًا طريقًا وعرة يصعب السير فيها إلا على كل حريص على تراث هذه الأمة.
وأشار إلى الخلاف بين علماء العربية، وخاصة حين صار الطالب يخالف شيخه ويذهب غير مذهبه، وكل منهما له علله وحججه التي جاء بها ليؤكد صدقه فيما ذهب إليه، ليأتي عالم اللغة الزجاجي - وهو من علماء القرن الرابع - ليخلص في رأيه إلى أن العلل التعليمية وحدها هي المحققة لغاية النحو.
ثم تعرض المحاضر الدكتور عوض القوزي لتلك الصيحات التي ربما كان هدفها الإصلاح والتي وافقتها أطروحات ظهرت في العصر الحديث، يأتي في مقدمتها أطروحة المرحوم إبراهيم مصطفى بعنوان "إحياء النحو"، التي يرى فيها إعادة الروح إلى الدرس النحوي ليعود إلى روائه بعد ما رأى طلابه يصدون عنه لوعورة مسالكه.
وعرض القوزي محاضرته بأسلوب لغوي بليغ جذب اهتمام الحضور من الجملة الأولى صفق له حضور الخميسية، ليضيف إلى متعة محاضرته بعدا آخر في هذه المرة.