هشاشة العظام .. هؤلاء معرضون!
هشاشة العظام هي أحد أمراض العظام الشائعة، هو تعبير يطلق على نقص غير طبيعي وواضح في كثافة العظام (كمية العظم العضوية وغير العضوية) وتغير نوعيته مع تقدم العمر. العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الأسفنج المليء بالمسامات الصغيرة. وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات ويكبر وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تنكسر بمنتهى السهولة.
مَن هم الأشخاص المعرضون للمرض؟
هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في إصابة الشخص بهشاشة العظام منها التقدم في السن، انقطاع الدورة الشهرية، نقص هرمون الأستروجين، الحمل المتتابع، نقص الكالسيوم في العظام، إضافة إلى ذلك فإن إصابة أحد أفراد العائلة بهشاشة العظام قد يزيد من احتمالات الإصابة وكذلك نقص الوزن وعدم ممارسة الرياضة، أمراض سوء الامتصاص وتناول مركبات الكورتيزون، زيادة نشاط الغدة الدرقية.
لماذا تصاب النساء بهشاشة العظام بعد سن اليأس؟
ليس فقط السيدات بعد سن اليأس عرضة للإصابة، فقد أظهرت بعـض الدراسـات أن 20 في المائة من السيدات قد يظهر لديهن مرض هشاشة العظام قبل انقطاع الطمث، مشيرين إلى ما أكدته دراسة على ألف مريضة أن سوء التغذية وقلة الحركة وتكرار الحمل هو السبب المباشر لظهور المرض في سن مبكرة. أما بعد سن اليأس فإن نقص هرمون الأستروجين قد يكون السبب الأساسي لمرض هشاشة العظام، حيث إن هذا النقص يؤدي إلى التسارع في انخفاض الكثافة العظمية وحدوث مرض الهشاشة، ورغم أن هشاشة العظام أكثر شيوعاً بين الإناث مقارنة بالذكور، فإنها ليست مرضاً خاصاً بالمرأة، حيث إنه على وجه الإجمال واحداً من كل خمسة من الرجال في سن الـ 50 سيعاني حدوث الكسور بسبب هشاشة العظام خلال سنوات عمره اللاحقة.
أعراض المرض
من أهم الأعراض المشخصة للمرض تكرر حدوث كسور العمود الفقري أو الرسغ أو الحوض، وهذه الكسور قد تترافق بآلام في تلك المناطق، خاصة أسفل الظهر والرقبة ونقصان في طول المريضة مع مرور الوقت.
تشخيص هشاشة العظام
قد لا يعرف الشخص أن لديه هشاشة عظام إلا عندما يتعرض لكسر أو ما شابه ويكون سبباً في قياس نسبة الكثافة غير العضوية للعظم. إن قياس الكثافة غير العضوية للعظم BMD بواسطة الأشعة السينية ثنائية الطاقة تعد وسيلة التشخيص الأساسية لهشاشة العظام، ويوصى إجراء هذا الاختبار بشكل خاص للنساء اللاتي في سن اليأس بسبب نقص هرمون الأستروجين المرتبط بهذه المرحلة، إضافة إلى ذلك هناك تقنيات دراسة جودة العظم بواسطة أجهزة التصوير ثلاثية الأبعاد ووسائل أخرى أقل شيوعاً مثل الرنين المغناطيسي. إضافة إلى ذلك يتم قياس مستوى الكالسيوم وفيتامين "د"، وكذلك مستوى الهرمونات في الدم، خاصة هرمونات الغدة الدرقية وجارات الدرقية.
مخاطر إصابتك بهشاشة العظام
يجب أن تكون المرأة على دراية بالعوامل التي في حياتها وتؤهلها للإصابة بهشاشة العظام، مثل: التاريخ العائلي أو استعمال بعض الأدوية، وكذلك الإصابة ببعض الأمراض.
على المرأة، خاصة بعد سن اليأس، أن تناقش جميع العوامل المرتبطة بهشاشة العظام مع طبيبها، عليها أيضاً إيقاف التدخين ومزاولة التمرينات الرياضية بانتظام، إن هذا يحافظ على الصحة العامة ويقلل من إمكانية التعرض للكسور في إحدى العظام، ولا ينصح بالتمارين العنيفة، إنما الأهم هو الانتظام على التمارين، خاصة رياضة المشي.
على المرأة أيضا الاهتمام بنوعية الطعام المتناول والتعرض للشمس لضمان تكوين عظام سليمة قوية وصحيحة. كما أنه عليها الاهتمام بتناول الكالسيوم في الطعام، حيث إن نقص الكالسيوم معناه حرمان العظام من المعدن الأساسي الذي تحتاج إليه للمحافظة على قوتها. قد ينصحك طبيبك بتناول فيتامين "د"، خاصة بعد بلوغك سن اليأس أو إن كنتِ لا تتعرضين للشمس فترات كافية.
استشارية أمراض النساء والولادة
رئيسة قسم النساء والولادة بالإنابة