تويوتا: وضعنا المالي قوي.. والقروض الحكومية تشكل ضغوطا على الشركات

تويوتا: وضعنا المالي قوي.. والقروض الحكومية تشكل ضغوطا على الشركات
تويوتا: وضعنا المالي قوي.. والقروض الحكومية تشكل ضغوطا على الشركات
تويوتا: وضعنا المالي قوي.. والقروض الحكومية تشكل ضغوطا على الشركات

ظهرت أخيرا تقارير كثيرة عن سوق السيارات ومدى تأثير الأزمة المالية العالمية فيها، وكان هناك كثير من التساؤلات عن تأثر أسعار السيارات بالركود الحالي، وما أسباب عدم انخفاض الأسعار بشكل كبير كما كان يتوقع بعض العملاء، بل إن معظم السيارات اليابانية زادت بنسب متفاوتة وصلت إلى 13 في المائة، حملنا هذه التساؤلات لجيم ساكاجوشي المدير العام للشرق لأكبر شركات التصنيع في العالم عام 2008 وهي شركة تويوتا الذي أزال الغموض حول عدد من التساؤلات بشكل صريح، وتحدث عن محدودية تأثير الأزمة في شركة تويوتا التي تتمتع بوضع مالي هو الأقوى عالمياً إضافة إلى استمرار الشركة في طرح طرز جديدة لعام 2009، كما كان مخطط لها مسبقاً متجاهلاً الأزمة!.
تحدث أيضاً جيم عن خطط "تويوتا" المستقبلية عن عروض التسويق وإعادة النظر في خطط التصنيع لخفض التكلفة، وعن مشاركة "تويوتا" في مسابقات الفورمولا 1 العديدة دون تحقيق مراكز متقدمة وأفاد باستمرارية الشركة في مسابقات الفورمولا 1 ومفاجأتها لهذا العام وكان الحوار التالي:

نشرت نتائج مبيعات عام 2008 وأظهرت النتائج تراجع المبيعات بمقدار 4 في المائة ولكن في المقابل تراجعت منافستكم الكبرى بمقدار 11 في المائة وكان إجمالي مبيعات "تويوتا" 7.996 مليون سيارة مقابل 8.356 مليون أي أنه على الرغم من التراجع إلا إن تراجع غيركم أكبر بكثير ما دفعكم للمقدمة.

كيف تنظرون للمستقبل، هل أنتم متفائلون بانتهاء الأزمة قريبا؟ وما توقعاتكم لصناعة السيارات في العالم بشكل عام ولـ "تويوتا" بشكل خاص؟
إن النتائج المالية التي أظهرتها شركة تويوتا عن نتائج عام 2008، حيث كان هناك تراجع في المبيعات بنسبة 4 في المائة وقد بيع 7.996 مليون سيارة، ورغم تحقيقنا خسارة في عام 2008 لكن الوضع المالي للشركة أكثر من ممتاز وهذا ما يدعمنا لمواكبة خططنا في التطوير لعام 2009 وبالفعل كانت شركة تويوتا الأكثر مبيعاً في العالم عام 2008 ونحن لا نسعى إلى أن نكون الأول عالمياً فقط فهذا لا يعد هدفنا بل نسعى دائماً إلى أن نقدم أفضل خدمة لعملائنا وذلك من خلال طرح طرز مميزة بأسعار مناسبة وتنافسية، ولو كان هدفنا أن نكون الأول عالميأً فقط سنفقد كثيراً من الجودة التي نمتاز بها.
أما عن توقعاتنا لعام 2009 فإنه من الصعب أن نتنبأ بما سيحدث خلال هذا العام وبما أن الأزمة العالمية أثرت في كل أنحاء العالم وكل أنواع الاقتصاد وحاولت الحكومات دعم صناعة السيارات وخاصة الولايات المتحدة التي تأثرت بشكل كبير بهذه الأزمة، فأنا أتوقع أن تكون مبيعات عام 2009 مقاربة لمبيعات العام الماضي أو أقل بقليل في أوروبا وأمريكا، أما منطقة الشرق الأوسط أتوقع أن يكون هناك نمو ولكن ليس بنسب نمو عام 2008 نفسه، وهذه هي توقعاتي الخاصة.
كثرت في المنطقة الإشاعات المتناقضة في الفترة الأخيرة عن أسعار السيارات بعضها يقول إن الأسعار ستنخفض ولكن بعد فترة بسيطة فوجئ الجميع بارتفاع ملحوظ على الأسعار سببه ارتفاع سعر صرف الين مقابل الدولار الأمريكي المربوط بالعملات الخليجية.
#2#
الناس في منطقتنا محتارون، هل عليهم شراء السيارات المعروضة الآن بلا تردد لأن سعرها سيكون أقل من السيارات المستوردة في الأيام المقبلة أم لا، وهل يمكنكم أن تضعوا حد الحيرة الناس، وما الذي ينتظرونه في المستقبل؟
في الحقيقة أنا لا أدرك الأساس التي قامت عليه هذه الإشاعة ، لأن جميع المصانع لديها ضغوط لرفع الأسعار فعند انخفاض المبيعات يسبب ذلك ضغوطا مالية إضافية لأن هناك تكاليف أخرى لا يمكن تجاوزها وهي التكاليف الداخلة في المصانع من حيث عدد العمالة والاستهلاكات الخاصة بالمباني والمصانع وغيرها من التكاليف الأخرى، وهناك تكاليف تشغيلية من ارتفاع أسعار المواد الخام الداخلة في الصناعة (مكونات السيارة) وكذلك ارتفاع أسعار العملات، فمثلاً ارتفعت أسعار الين الياباني خلال الأشهر الثلاثة الماضية 20 في المائة مقابل الدولار وبالتالي فإن أسعار المواد الخام (مكونات السيارة والتي يتم شراؤها بالعملة نفسها).
فمثلاً بعض المصانع الأمريكية تكبدت خسائر سابقة إضافة إلى أنها اقترضت من الحكومة مبالغ ضخمة وهذا الإقراض ليس هبة بل هناك شروطاً توجه الشركة لتخطي هذه العقبات، فكيف تعوض الشركات هذه الخسائر المتراكمة عند انخفاض السعر دون التكلفة وهذا يعني أنه لا يمكن أن تنخفض أسعار السيارات خلال عام 2009.
وفيما يخص خطط "تويوتا" لمقابلة هذا الكساد فإننا سنواصل عروضنا الترويجية المعتادة لزيادة المبيعات في المنطقة هذا فيما يخص الوكيل، أما ما يخص المصنع سنتخذ طرقاً متعددة في إعادة خريطة التصنيع لتوفير جزء من التكاليف، أما "تويوتا" ليس لديها خفض في ميزانيات البحوث والتطوير وستستمر على النهج السابق نفسه وسنواصل تقديم الطرز الجديدة لهذا العام.

على صعيد السيارات وتشكيلة "تويوتا" و"لكزس" للشرق الأوسط، ما الجديد في طرح طرز جديدة والتعديلات على الطرز الحالية؟
ستطرح "تويوتا" خلال عام 2009، كما ذكرت طرز جديدة على مستوى "لكزس" و"تويوتا" فخلال النصف الأول سنطرح "سوكويا" وكذلك "لكزس RX" الجديدة، وكذلك هناك طرز سيتم طرحها خلال النصف الثاني لم يعلن عنها ولن نتوقف هذا العام عن طرح كل جديد بما يخدم عملاءنا حول العالم.
قامت الحكومات الأمريكية والأوروبية بتوفير دعم كبير لصناعة سياراتها الوطنية على شكل قروض وخطط إنقاذ، أنتم على الرغم من الخسائر الطارئة والتي تدل على إدارة وسياسة أفضل – لم نسمع عن خطط مهمة لمساعدتكم من قبل الحكومة اليابانية أو حكومات البلدان التي تمتلكون مصانع فيها؟

هل تعتقدون أن هذا الدعم الذي ناله غيركم بسخاء منصف لكم وللجميع في صناعة السيارات؟
"تويوتا" لا تحتاج إلى دعم لا من الحكومة اليابانية ولا الحكومة الأمريكية ونحن شركة خاصة وفي وضع مالي ممتاز والدعم الحكومي مكلف للشركات بسبب الشروط المعقدة الكثيرة وأزمة هذا العام لن تؤثر في "تويوتا" مالياً، فنحن لدينا خطط بعيدة المدى وسياسات واضحة تدعم تفوقنا في صناعة السيارات على مستوى العالم.
أعلنت "تويوتا" عن خطط لسيارات تعمل بالهيدروجين تنطلق عام 2015 وأخرى كهربائية بمقعدين في عام 2012، كما قمتم بتقديم الجيل الجديد من بريوس الهجينة (هايبرد) إضافة إلى هجينة لكزس إتش إس HS 250 الاختيارية، مع تاريخ متميز من السيارات الهجينة ابتداءً من البريوس وانتهاءً بـ "لكزس إل إس 600 إتش".
#3#
متى تتوقعون أن تزيد نسبة السيارات ذات الكفاءة الاقتصادية العالية والصديقة للبيئة لتصبح الأغلبية على خطوط الإنتاج، وهل تتوقعون انتشارا لهذه السيارات بعيدا عن أسواق الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، أي في دول الشرق الأوسط أو الأسواق الآسيوية وأمريكا الجنوبية وغيرها؟
لقد أعلنا عن خطط لسيارات تعمل بالهيدروجين وأخرى كهربائية وتم طرح لكزس إتش إس HS 250 الاختيارية ونحن نسعى إلى تطوير هذا الجانب من سيارات المستقبل ولكن الطلب على هذه السيارات محدود جداً بسبب التكلفة المرتفعة والعملاء لهذه الفئة هم الحكومات وليس الأفراد لأن الأفراد لا يستطيعون تحمل تكلفة أسعار هذه السيارات وهي غير منافسة لسيارات الوقود الحالية ويجب أن نعمل لخفض تكاليف إنتاج هذه الفئة من السيارات ولدينا تأكيد أن هذه السيارات ستنتج بسعر مناسب ولكن ليس لدينا العلم متى ستطرح هذه السيارات تجارياً.
استثمرت "تويوتا" الكثير برياضة السيارات وخصوصا الفورميولا 1، حيث تعد الأكثر إنفاقاً بين جميع الفرق على الرغم من عدم تحقيقها نتائج مهمة بهذه البطولة رغم مرور سنوات عديدة، مع إدراكنا لدور فريق تويوتا في الفورميولا 1 للترويج وأيضا الأبحاث والتقنيات التي ستخدم صناعة السيارات.

إلى متى ستستمر تويوتا في المشاركة في الفورميولا 1 على الرغم من تواضع النتائج؟ هل حددتم فترة زمنية لهذه المشاركة؟
أنا شخصياً سألت رئيس الشركة هذا السؤال الشهر الماضي وأجاب أننا سنعمل على مواصلة دعم فريق تويوتا F1 وسيكون هناك نتائج إيجابية ننتظرها خلال العام الحالي.
في بطولة 2008 حققنا 56 نقطة وهي نتيجة أفضل بكثير من موسم 2007 وأظهر الفريق قدرة على المنافسة ، وعلى الرغم من حداثة سن تيمو جلوك السائق الذي شهد الموسم الماضي مشاركته الأولى في البطولة إلا أنه أظهر مهارة عالية وتنافسية جديرة بالتقدير إلى جانب زميله الأكثر خبرة يارنو تروللي، والأمل كبير بتحقيق نتائج أفضل في الموسم الجديد.

ماذا يمثل السوق الخليجي بالنسبة لـ "تويوتا"؟
سوق منطقة الخليج يشهد نموا متواصلا سواء من حيث عدد السكان ومن حيث عدد فئة الشباب، حيث تبلغ نسبة الشباب دو سن الثلاثين 66 في المائة من مجموع السكان مقابل 31 في المائة في اليابان، وهذا من شأنه أن يخلق طلبا مستجداً باستمرار على السيارات الجديدة، وكذلك الحكومة السعودية أعلنت موازنتها عام 2008 التي شهدت قفزة كبيرة على مستوى الإيرادات والإنفاق وهذا دليل على أن الاقتصاد السعودي قوي ومتين بخلاف اقتصاديات أخرى تأثرت بالأزمة المالية وعلى الرغم من أن مبيعات "تويوتا" و"لكزس" في الخليج العربي تمثل نحو 6.5 في المائة من إجمالي مبيعات "تويوتا" و"لكزس" في العالم، كما أنها تمثل 2 في المائة من إجمالي كافة مبيعات السيارات في العالم. فنحن نعتقد أن هذه سوق واعدة ونحن نقدر للشعب السعودي ثقته الغالية في "تويوتا" و"لكزس" ولجميع شعوب الخليج لاختيارهم "تويوتا" الاختيار الأول بلا منازع ونسعى للمحافظة على هذه الثقة.

الأكثر قراءة