أعضاء في "الشورى" يطالبون "التأمينات" بكشف خسائر استثماراتها ‏الخارجية

أعضاء في "الشورى" يطالبون "التأمينات" بكشف خسائر استثماراتها ‏الخارجية

طالب أعضاء في مجلس الشورى أمس، المؤسسة العامة للتأمينات ‏الاجتماعية بتزويد المجلس بتوضيح مفصل عن مدى تأثير الأزمة المالية ‏العالمية وتداعياتها في استثماراتها الخارجية. حيث رأى الأعضاء من خلال ‏مناقشة تقرير لجنة الإدارة والموارد البشرية والعرائض بشأن التقريرين ‏السنويين للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ‏للعامين الماليين 1426/ ‏‏1427هـ و1427/1428هـ ‏وملاحظتهم، ‏أن التقرير خلا من أي توضيح ‏حول مدى تأثر استثمارات المؤسسة الخارجية بالأزمة العالمية وما إذا ‏كانت قد تكبدت أية خسائر جراء ذلك، والتي قدر حجمها بنحو 70 مليار ‏ريال أي ما نسبته 33 في المائة من إجمالي استثماراتها.‏
كما تضمنت مناقشات الأعضاء أيضا بأن الوقت حان لمطالبة مؤسسة ‏التأمينات بضرورة العمل على تخفيض نسبة الاستثمارات الخارجية بحيث ‏لا تتجاوز 10 في المائة من إجمالي استثماراتها وتحويلها إلى داخل البلاد، ‏خاصة في ظل الحديث عن ما تمتاز به البلاد من البنية الثابتة والبيئة ‏الاستثمارية الواعدة والجاذبة، متسائلين عن كيفية مطالبة وتشجيع ‏الاستثمارات الأجنبية للحضور إلى داخل المملكة للاستثمار فيها، ونحن ‏نجد أننا نقوم والمؤسسات الحكومية بالاستثمار في الخارج وبنسبة تصل ‏إلى 33 في المائة.‏
كما أكد الأعضاء على مباشرة وإلزامية تطبيق زيادة الحد الأدنى لمعاشات ‏المتقاعدين والمستفيدين الآخرين من نظام التأمينات الاجتماعية سنويا ‏لمواجهة ما تشهده البلاد من زيادة في معدلات التضخم وارتفاع تكاليف ‏المعيشة، خاصة أن المؤسسة العامة للتأمينات لم تمانع من رفع معاشات ‏المتقاعدين وتخصيص نسبة زيادة في هذا ‏الفرع لمواجهة الارتفاع في ‏الأسعار، بل رأت المؤسسة الحاجة إلى رفع المعاشات، على الرغم من اشتراطها أن ‏يكون هناك ‏مصادر تمويل لمقابلة هذه الزيادة، مرجعة ذلك - وفقا لردها ‏على تساؤلات مجلس الشورى في هذا الشأن - إلى أن الاشتراكات الحالية ‏وعائدات استثمارها ‏محددة لتمويل المنافع الحالية فقط، إلى جانب أن مجلس ‏إدارة المؤسسة لا يملك صلاحية زيادة المعاشات أو إقرار بدل لمواجهة ‏‏ارتفاع الأسعار.‏
وأشار تقرير المؤسسة إلى أن إجمالي ‏الاستثمارات المتداولة لها تجاوز الـ ‏‏343 مليارا خلال العام المالي 1427 - 1428هـ بنسبة ارتفاع بلغت 18 في ‏المائة عن العام السابق، فيما بلغت ‏إيرادات المؤسسة الاستثمارية عام ‏التقرير نحو 15 مليار ريال بنسبة زيادة قدرها 13.4 في المائة، تمثل ‏إيرادات الاستثمارات النقدية 54 في المائة منها، استثمارات الأسهم 45 في ‏المائة، والباقي يتوزع على العقارات والأراضي والاستثمارات المتنوعة.‏
بينما بلغ إجمالي إيرادات المؤسسة مع نهاية عام التقرير 25 مليار ريال ‏بنسبة زيادة 12.1 مقارنة بالعام الأسبق (26 - 27هـ)، وتمثل الاستثمارات ‏المحلية 64 في المائة منها، والخارجية 36 في المائة. أما صافي ‏الأرباح ‏غير المحققة فبلغت 93 مليار ريال في نهاية فترة التقرير.‏
فيما بلغت الاستثمارات غير المتداولة أكثر من ثلاثة مليارات ريال، وتمثل ‏المباني الاستثمارية منها ‏نسبة 58 في المائة، الأراضي الاستثمارية 26 في ‏المائة، والمتبقي للمباني الاستثمارية تحت التنفيذ بنسبة 2 في المائة. كما ‏تساهم المؤسسة في استثمار أموالها في رساميل العديد من الشركات ‏الوطنية كعضو مؤسس أو مساهم ‏حيث تشارك في 57 شركة وطنية.‏
واشتملت توصيات لجنة الإدارة والموارد البشرية والعرائض بشأن ‏التقريرين الماليين لمؤسسة التأمينات، باعتماد حصة الحكومة في التأمينات ‏‏الاجتماعية في ميزانية الجهة التابع لها العامل ضماناً لسداد هذه الحصة في ‏المواعيد المحددة. وجاءت هذه التوصية بعد أن تبين للجنة أثناء دراستها ‏تقريرين عدم تسديد وزارة المالية ‏مستحقات المؤسسة في الأوقات المحددة ‏حيث وصلت المديونية الحالية عن اشتراكات عمال الحكومة في ‏التأمينات ‏الاجتماعية 1.2 مليارريال، لذلك رأت اللجنة ضرورة اعتماد حصة ‏الحكومة في ميزانية ‏الجهة التابع لها العامل لضمان السداد في الوقت ‏المحدد وتحقيقاً لوحدة ميزانية كل جهة حكومية وتضمنها جميع ‏بنود ‏الإيرادات والمصروفات الخاصة بها.‏
كما أوصت اللجنة بضرورة تعاون جميع الأجهزة الحكومية مع المؤسسة ‏في تزويدها بجميع المستندات المطلوبة ‏في الوقت المحدد، وبررت اللجنة ‏هذه التوصية بما ذكره تقرير المؤسسة من عدم تعاون بعض الجهات ‏الحكومية ‏في تزويدها بالمستندات والمعلومات الصحيحة المتعلقة بإجراءات ‏تسجيل العاملين فيها في الوقت المناسب. ‏مع العلم أن مجلس الشورى كان ‏قد أصدر قراره بشأن سرعة إنهاء وزارة المالية تسوية الاشتراكات ‏المتأخرة ‏قبل ثلاث سنوات، وطالب بإنفاذ الأمر السامي المتضمن أن يقوم ‏وزير المالية ووزير ‏العمل بدراسة اقتراح أن تكون آلية سداد حصة ‏الحكومة في التأمينات الاجتماعية باعتماد هذه الحصة في ميزانية ‏الجهة ‏الحكومية التابع لها العامل ضمن الباب الأول من ميزانية الدولة، إلا أنه ‏وحسب ما ذكر التقرير المعروض ‏على المجلس أن المؤسسة خاطبت ‏وزارة المالية عدة مرات ولكن لم يتم شيء حتى الآن.‏
من جانبها، أكدت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية حرمان أكثر من ‏‏150 ألف مشترك سعودي يعملون في ‏القطاع الحكومي من الاشتراك في ‏فرع الأخطار المهنية والاستفادة من مزايا الفرع، بسبب استمرار الجهات ‏‏الحكومية في عدم تطبيق قرار مجلس الوزراء الصادر قبل سبع سنوات ‏القاضي بالتأكيد على جميع الأجهزة ‏الحكومية تطبيق فرع الأخطار المهنية ‏من نظام التأمينات. كذلك أن المؤسسة حسبما أورد تقريرها أنها تعاني عدم ‏الالتزام الكلي أو الجزئي من بعض الجهات الحكومية بما قضت ‏به الفقرة ‏السادسة من المادة التاسعة من نظام التأمينات الاجتماعية التي ألزمت ‏الجهات الحكومية بضرورة ‏مطالبة صاحب العمل الذي يتعامل معها بأن ‏يقدم شهادة صادرة من التأمينات يثبت فيها أن منشأته مسجلة في ‏المؤسسة ‏وأنه قد قام بجميع التزاماته تجاهها، وترى المؤسسة الحاجة إلى صدور ‏تعليمات بإلزام جميع الجهات ‏الحكومية بتطبيق هذه الفقرة من نظام ‏التأمينات.‏

الأكثر قراءة