الشيخ العبودي: القارة الإفريقية نالت النصيب الأكبر من اهتمام المملكة الدعوي
استرجع الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي ذكرياته في الدعوة إلى الله في دول العالم، حين زار عددا كبيرا من بلدان العالم ممثلا للرابطة، مبينا أن القارة السمراء كان لها نصيب الأسد في زياراته، حيث زار معظم دولها بهدف نشر الدعوة الإسلامية بين شعوب الدول الإفريقية على مدار خمسة عقود ماضية، جاء ذلك في محاضرة للشيخ محمد العبودي ألقاها بمنتدى "العُمري" بحي الفلاح بالرياض، وقدم لها الأستاذ الدكتور عبد اللطيف بن محمد الحميد أستاذ التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وأوضح الشيخ محمد العبودي - في محاضرته - أنه على مر 84 عاماً كان له العديد من الجولات الدعوية في مختلف دول العالم، وأنه خاض ميادين كثيرة بالمسلمين وتقديم المساعدات لهم من بلاد الحرمين، وكذلك ميدان الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، مبيناً أن القيام بالجولات إلى المسلمين في أنحاء العالم وتقديم المساعدات إليهم من السعودية هو في نفسه دعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
وبين الشيخ العبودي أن ولاة الأمر في السعودية لم يدخروا جهداً في تقديم الدعم والعون للشعوب الإسلامية في جميع قارات العالم دون استثناء وعلى كافة الميادين سواء في بناء بيوت الله والمراكز الإسلامية والثقافية، وتزويدهم بجميع ما يحتاجون إليه من مصاحف، وكتب إسلامية، ومنح دراسية لأبناء المسلمين في العالم، مشيراً إلى أنه من خلال هذا العمل الدعوي استطاع كتابة العديد من الكتب التي تتناول أحوال المسلمين والظروف التي تحيط ببلادهم سواء كانت ظروفاً اقتصادية أو ظروفا سياسية أو اجتماعية والتي تعد تراثاً فردياً في الرحلات.
وتحدث الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي عن أحوال الدعوة إلى الله تعالى في العديد من القارات في مختلف أنحاء العالم على مدار تلك العقود الخمسة وما عانته من قصور وفتور، وكيف كانت السعودية تولي جل اهتمامها في نشر الدين الإسلامي الحنيف، حيث بعثت بالدعاة إلى مختلف الدول الإسلامية بهدف تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، وشرح محاسن الإسلام لمن يعتنق غير الإسلام بهدف إدخالهم في الدين الإسلامي.
وسرد الشيخ العبودي بعضاً من قصص رحلاته الدعوية وغرائب الأحداث التي مرّ بها خلال تلك الحقبة الزمنية المديدة من حياته الحافلة بالعمل الإسلامي في الدعوة إلى الله تعالى، وتبيان محاسن هذا الدين الإسلامي الحنيف، مفنداً – في الوقت نفسه - من خلال رحلاته الدعوية المختلفة ادعاءات وافتراءات أعداء الإسلام على هذا الدين الحنيف، وإيضاح ماهية الإسلام، وشرح الصورة الحقيقية الناصعة البياض عن هذا الدين الأغر الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأنه دين الحق والعدل والمساواة.
وفي ختام المحاضرة، أجاب الشيخ محمد العبودي على أسئلة الحضور التي ركزت في أغلبها عن توثيق تلك المسيرة الدعوية الحافلة بالعطاء بالصوت والصورة، وإضافة ما يمكن إضافته عن تلك المسيرة المباركة التي تبرز جانباً من جوانب ما قدمته المملكة العربية السعودية من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في أنحاء العالم.
وقبيل المحاضرة قدم الدكتور عبد اللطيف الحميد موجزاً لمسيرة الشيخ العلامة محمد العبودي ومسيرته الدعوية ورحلاته التي قاربت نصف قرن من الزمان، وكتبه التي قاربت 200 كتاب متنوع، وحضر المنتدى نخبة كبيرة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين والمثقفين وطلبة العلم في مختلف العلوم والفنون.