الليرة التركية عند قاع جديد بفعل المخاوف النقدية والجيوسياسية .. أسوأ العملات أداء في الأسواق الناشئة
تراجعت العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مسجلة 8.05 مقابل الدولار الأمريكي أمس، نتيجة لقلق المستثمرين حيال قرار البنك المركزي إبقاء سعر الفائدة الرئيس دون تغيير الأسبوع الماضي ومخاوف جيوسياسية.
وبحسب "رويترز"، أدى التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة والخلاف مع فرنسا والنزاع بين تركيا واليونان علي الحقوق البحرية والمعارك في ناجورنو قرة باج إلى إثارة قلق المستثمرين.
وهبطت الليرة أكثر من 1 في المائة عن مستوى إغلاق الجمعة الماضية البالغ 7.9650 ليرة وكانت الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة، فقدت العملة 26 في المائة هذا العام وأكثر من نصف قيمتها منذ نهاية 2017.
وقال متعامل في سوق الصرف ببنك محلي "تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هو مصدر جديد لضغوط تضعف الليرة. العوامل الأخرى هي الشكوك في مصداقية السياسة النقدية ومدى ملاءمة عائد الليرة".
وكان البنك المركزي قد أبقى سعر الفائدة الأساسي عند 10.25 في المائة ورفع نافذة السيولة المتأخرة إلى 14.75 في المائة، قائلا إن تشديدا واسعا للأوضاع المالية قد تحقق بالفعل بعد خطوات لاحتواء مخاطر التضخم.
كما كان من المتوقع أن يرفع البنك المركزي سعر الفائدة 175 نقطة أساس إلى 12 في المائة الخميس الماضي في ظل الأداء الضعيف لليرة، الذي أوقدت شرارته بواعث القلق حيال تضخم مرتفع والتناقص الحاد لاحتياطيات النقد الأجنبي.
وارتفع الدولار أمس، حيث عمد المتعاملون إلى توخي الحذر بسبب تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا والولايات المتحدة، فضلا عن عدم إحراز تقدم على صعيد حزمة التحفيز الاقتصادي الأمريكية.
كانت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي قد قالت أمس الأول إنها تتوقع ردا من البيت الأبيض على أحدث خطط التحفيز، لكن لا مؤشرات تذكر على اتفاق وشيك.
وسجلت الولايات المتحدة أكبر عدد لها من إصابات كوفيد - 19 الجديدة ليومين متتاليين، وكذلك فرنسا. وأعلنت إسبانيا حالة طوارئ مجددا وأمرت إيطاليا بإغلاق المطاعم بحلول السادسة مساء.
وقال ستيفن إينس، كبير استراتيجيي السوق العالمية لدى أكسي للسمسرة، إن آمال اللقاح حالت دون انهيار الأسواق أمس.
وأضاف "لحسن الحظ، ثمة عدة لقاحات قيد التطوير، لولا هذا لانهارت السوق بشدة في ظل اشتعال نقاط كوفيد - 19 ساخنة في شتى أرجاء المعمورة".
وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة إلى 92.95. وتراجع اليورو 0.3 في المائة إلى 1.1831 دولار. وصعد الدولار 0.1 في المائة إلى 104.87 ين ياباني.
وكانت أكبر خسائر العملات الرئيسة من نصيب الكرونة النرويجية والدولار الأسترالي اللذين تمتعا بمكاسب كبيرة الأسبوع الماضي عندما كان المتعاملون أكثر تقبلا للمخاطرة.
ونزل الدولار الأسترالي 0.3 في المائة إلى 0.7118 دولار أمريكي. وهبطت العملة النرويجية 0.9 في المائة إلى 9.3015 كرونة للدولار وفقدت 0.7 في المائة أمام اليورو لتسجل 11.0050 بعد أن هبطت في وقت سابق إلى أقل سعر في ثلاثة أسابيع عند 11.0190.
وانخفض الجنيه الاسترليني في المعاملات المبكرة، ليهبط 0.3 في المائة إلى 1.2995 دولار، لكنه استقر مقابل اليورو عند 91 بنسا.
وتراجع اليوان الصيني 0.4 في المائة إلى 6.6907 يوان للدولار في السوق الخارجية مع عكوف الحكومة الصينية على خطتها الخمسية الجديدة.
إلى ذلك، انخفض الذهب عن مستوى 1900 دولار المهم نفسيا أمس ليسجل أقل سعر فيما يزيد على أسبوع، تحت ضغط قوة الدولار وعدم إحراز تقدم في المحادثات بشأن حزمة تحفيز أمريكية جديدة.
وهبط الذهب في السوق الفورية 0.2 في المائة إلى 1897.35 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:11 بتوقيت جرينتش، بعدما سجل 1890.19 دولار، أقل مستوى له منذ 15 تشرين الأول (أكتوبر).
وفي العقود الأمريكية الآجلة، تراجع المعدن 0.4 في المائة إلى 1898.20 دولار.
وقال كايل رودا المحلل في آي.جي ماركتس "يبدو أنه لا توجد قوة دفع لإيجاد مشترين إضافيين (للذهب) .. يرجع ذلك إلى حد كبير لكون التداولات تجري في ظل الانتخابات الأمريكية الوشيكة وتكهنات التحفيز".
ارتفع الذهب، الذي ينظر إليه على نطاق واسع كأداة تحوط في مواجهة التضخم وانخفاض قيمة العملة، 25 في المائة هذا العام مع إعلان البنوك المركزية والحكومات عن برامج تحفيز غير مسبوقة لتخفيف التداعيات الاقتصادية للجائحة.
وفي المعادن النفيسة الأخرى، فقد البلاديوم 0.8 في المائة ليسجل 2372.80 دولار للأوقية بينما تراجع البلاتين 2 في المائة إلى 883.14 دولار. وانخفضت الفضة 1.8 في المائة إلى 24.14 دولار للأوقية.