الطيب صالح...حياة ثرية... وكتابات لا تموت رغم الغياب

الطيب صالح...حياة ثرية... وكتابات لا تموت رغم الغياب
الطيب صالح...حياة ثرية... وكتابات لا تموت رغم الغياب
الطيب صالح...حياة ثرية... وكتابات لا تموت رغم الغياب
الطيب صالح...حياة ثرية... وكتابات لا تموت رغم الغياب
الطيب صالح...حياة ثرية... وكتابات لا تموت رغم الغياب

عن عمر يناهز الثمانين عام توفي اليوم الروائي السوداني المعرف الطيب صالح في لندن. شغل الطيب صالح الناس برواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، ونقل للعالم العربي الكثير من مصطلحات السودان من خلال "واد ود حامد" وسواها من الحكايات السودنية الأصيلة. الطيب صالح لمن يعرفه ومن لا يعرفه، لا تشعر بقربه بغرابة. تشعر أنه جزء من نسيج ليس غريبا عنك. هكذا يصفه رجل قابله في الرياض أكثر من مرة. هو صورة للسوداني صاحب القلب الأبيض، وصاحب التواضع النادر في هذا الزمن. قالو عنه الكثير، وأصبح يضاهي الرواة العالميين في العطاء، ولكنه بقي ذاك الشخص البسيط الذي خرج من بيته فتفاجأ بالعالم من حوله، ومن هنا يمكن قراءة رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" فهي حتى من خلال نهايتها تعكس جزء من علاقة معقدة بين النتصر والمهزوم، القوي والضعيف، الأبيض والأسود...إلخ.
#2#

مسقط رأس الطيب صالح مروى شمالي السودان بقرية "كرمكول" و تلقى تعليمه الجامعي في كلية العلوم في الخرطوم. وانخرط في العمل في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، وهناك نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وتنقل بين مراكز كثيرة حيث كان ممثلا لليونسكو في دول الخليج ومقرها قطر في الفترة 1984 – 1989 . كان الطيب صالح أحد كتاب مجلة المجلة التي تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر لسنوات طويلة، ولا تزال مؤلفات الطيب صالح تحتل الصدارة بين ما يتابعه القراء في مختلف البلدان العربية ومن بينها السعودية. من رواياته التي التصقت بذاكرة الناس: عرس الزين، موسم الهجرة إلى الشمال، رواية مريود، نخلة على الجدول، دومة ود حامد، وترجمت بعض رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة.
#4#
#3#

قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة - وقد جاءت كعادتها قبل شروق الشمس - وهي تكيل لها لبنا بقرش :
"سمعت الخبر ؟ الزين مو داير يعرس " .
وكاد الوعاء يسقط من يدي آمنة . واستغلت حليمة انشغالها بالنبأ فغشتها اللبن .
كان فناء المدرسة " الوسطى " ساكنا خاويا وقت الضحى ، فقد أوى التلاميذ إلى فصولهم ، وبدأ من بعيد صبي يهرول لاهث النفس ، وقد وضع طرف ردائه تحت إبطه حتى وقف أمام باب " السنة الثانية " وكانت حصة الناظر .
" يا ولد يا حمار . إيه أخرك ؟ "
ولمع المكر في عيني الطريفي :
" يا فندي سمعت الخبر ؟ "
" خبر بتاع إيه يا ولد يا بهيم ؟ "
ولم يزعزع غضب الناظر من رباطة جأش الصبي ، فقال وهو يكتم ضحكته :
" الزين ماش يعقدو له بعد باكر "
وسقط حنك الناظر من الدهشة ونجا الطريفي .
وفي السوق أقبل عبد الصمد على دكان شيخ علي ، محتقن الوجه ، ليس ثمة أدنى شك في أنه غضبان . كان له على شيخ علي ، تاجر العماري ، دين ماطله عليه شهرا كاملا - وقد قرر أن يخلصه منه ذلك اليوم ، بالخير أو بالشر .
" علي . أنت يعني قايل أنا ما بخلص قروشي منك ، ولا فكرك شنو ؟ "
" حاج عبد الصمد . كدى قول بسم الله واقعد نجيب لك فنجان جبنة "
" يا زول جبنتك طايره عليك ، قوم افتح الخزنة دي ادني قروشي ، ولا كمان أن بقيت ما بي ضمه كمان فهمني "
وبصق شيخ علي على " السفة " من فمه
" كدى اقعد اتحدثك بالخبر دا "
" يا زول أنا مو فاضي لك ولا فاضي لي خبيراتك ، باقي أنا عارفك مستهبل داير تطرتش على قروشي " . " يمين قروشك حاضرات ، كدى اقعد انحكيلك حكاية عرس الزين".
#5#

عن هذه الرواية، قال المستعرب الأميركي روجر ألن " نجح الطيب صالح في أن يخلق بأعماله عوالم حملت للقراء رؤية بالغة الخصوصية لتأثيرات عملية التغيير الدائمة العنيدة في ثقافات إفريقية".‏

الأكثر قراءة