اعتبروا بقصة الرسول مع الحسن والحسين ولاتنفروا أبنائكم من المساجد

اعتبروا بقصة الرسول مع الحسن والحسين ولاتنفروا أبنائكم من المساجد
اعتبروا بقصة الرسول مع الحسن والحسين ولاتنفروا أبنائكم من المساجد

أكد الشيخ خالد الهميش إمام وخطيب جامع الفياض في حي الروضة في الرياض أن للمسجد أثرا كبيرا في النشء, وخاصة إذا تعودوا منذ صغرهم ارتياد المساجد بصحبة الوالدين، لأن ذلك يربطهم بربهم ويكتسبون المثل والقيم ويستفيدون من الصحبة الصالحة والخيرة الذين يتواجدون في المساجد.
كما أن المساجد تعلم الأبناء النظام وكيفية التعامل مع الآخرين من خلال المشاركة الاجتماعية والاختلاط بفئات المجتمع، فينشأ على الأخلاق الفاضلة والمبادئ الطيبة كما يتعلمون المحافظة على اكتمال الصفوف المتراصة للصلاة، ويتأثر بمشهد انقياد الناس لربهم في المسجد وطاعته سواء كانوا مأمومين أو حتى الإمام، ويشاهد احترام الناس بعضهم بعضا وخصوصا توقير الصغير للكبير فتصبح هذه المفاهيم راسخة في ذهنه وتكبر معه. وكانت صلة الأطفال الصغار بالمسجد في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدين من بعده، صلة قوية وثيقة نماها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه من خلال أفعالهم وتوجيهاتهم.
#2#
وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي ومعه بعض الأطفال, ويدل على ذلك حديث أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال: «رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤم الناس وأمامه بنت أبي العاص ابنة زينب بنت رسول الله على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها"، قال الشوكاني: والحديث يدل على أن مثل هذا الفعل معفو عنه، من غير فرق بين الفريضة والنافلة والمنفرد والمأموم والإمام، لما في الصحيح من زيادة «وهو يؤم الناس في المسجد» وإذا جاز ذلك في حالة الإمامة في الصلاة الفريضة جاز في غيرها, ومن فوائد هذا الحديث جواز إدخال الصبيان المساجد، وما يؤكد ذلك حديث أبي هريرة قال: (كنا نصلي مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع أخذهما من خلفه أخذاً رفيقاً ويضعهما على الأرض)، وحديث أنس: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «إني لأسمع بكاء الصبي وأنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتن أمه"
ويبين الهميش أنه تتجسد في المسجد كثيرا من مزايا الأخلاق التي تتميز بها الشخصية المسلمة المؤمنة بربها، ومن ذلك قيمة العزة والتي تجسد أسمى معاني الأخلاق وكذلك صفة الرحمة، وهي الصفة التي اختارها الله لعباده دون سائر صفاته في فاتحة الكتاب (الرحمن الرحيم)، ويمكن أن ينشأ الشباب على طاعة ربهم من خلال المسجد فينطبق عليه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: سبعة يظلهم الله في ظله يوم القيامة، منهم شاب نشأ في عبادة الله. و النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يمنع الأطفال من المساجد حتى أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ نزل من فوق المنبر في أثناء الخطبة لما رأى الحسن والحسين عليهما السلام، وقبلهما ثم عاد إلى خطبته، وحديث أبي بكرة المشهور الذي جاء فيه: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي ويجيء الحسن بن علي وهو صغير, فكلما سجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وثب على ظهره, ويرفع النبي عليه الصلاة والسلام رأسه رفعاً رفيقاً حتى يضعه على الأرض. ومن هنا فالواجب أن نستعين بكل وسيلة من شأنها أن تشوق الطفل إلى المسجد وتحببه إليه، ونحذر من كل أسلوب من أساليب التنفير من المسجد, ولا عبرة للذين يرون إبعاد الأطفال وأبناء المصلين عن المساجد وخاصة إذا وجد من يهتم بهم وينظم وجودهم ويعلمهم ويربيهم ويرشدهم، وذلك لأن مفسدة انحراف الأطفال بإبعادهم عن المساجد أخطر من مصلحة الحفاظ على أثاث المسجد أو الهدوء فيه.

الأكثر قراءة