«بيت العجائب» .. شاهد على التاريخ المشترك بين عمان وزنجبار
رغم أن "بيت العجائب" لا يقع في عمان، إلا أنه شاهد على التاريخ المشترك بين السلطنة وزنجبار.
ويعد "بيت العجائب" الذي انهار جزء منه أخيرا من المعالم البارزة في مدينة زنجبار الحجرية في تنزانيا المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2000.
وتمول سلطنة عمان ترميم "بيت العجائب" في أعمال تستغرق 15 شهرا، وتكلف ستة ملايين دولار، بحسب "سي إن إن".
وعبر "تويتر"، ردت وزارة التراث والسياحة العمانية على معلومات خاطئة تزعم انهيار المعلم بعد الترميم، وقالت، "الحقيقة أن الترميم لم يتم ولم يكتمل، بل توقف منذ بداية العام بسبب الجائحة، وكان يمكن أن يكون الضرر أكبر لولا عملية التدعيم التي تمت مسبقا".
وبحسب "اليونسكو"، تشكل مدينة زنجبار الحجرية نموذجا رائعا من المدن التجارية السواحلية في شرق إفريقيا.
وتروي أبنيتها ثقافة مميزة قائمة على مزيج عناصر متفاوتة من الثقافة الإفريقية، والعربية، والهندية، والأوروبية امتد على مر أكثر من ألف عام.
وكانت زنجبار في يوم من الأيام عاصمة ثانية للإمبراطورية العمانية التي بسطت نفوذها على سواحل شرق إفريقيا، وأجزاء كبيرة من وسط إفريقيا، إضافة إلى مساحات أخرى من الجزيرة العربية.
ويعد بيت العجائب، الذي كان "أعجوبة زمانه" في زنجبار، من أيقونات الوجود العماني بشرق إفريقيا.
وبني هذا المعلم في عام 1883 على يد السلطان الثاني لزنجبار، برغش بن سعيد بن سلطان، بهدف التماشي مع النهضة التي بدأها، سواء في بناء القصور أو تحديث دوائر الحكم في الجزيرة، لتكون عصرية ومتوافقة مع ما كان يشهده العالم الأوروبي من تطور آنذاك.
وكان بيت العجائب، الذي يتكون من ثلاثة طوابق، المعلم الأبرز في زنجبار وإفريقيا آنذاك لكونه أول مبنى ينار بالكهرباء، وأول مبنى يحتضن مصعدا كهربائيا.
وتشير بعض المصادر إلى أن بيت العجائب بني في الموقع ذاته لقصر ملكة زنجبار، فطومة، التي عاشت في القرن الـ17.
واتخذ السلطان برغش بيت العجائب بيتا له قبل أن يتحول إلى قصر للتشريفات والاستقبالات الرسمية، واعتمدت مواد البناء المستخدمة فيه على المواد الخرسانية والفولاذ، ودخل المرجان أيضا في استخدامات البناء. ويتزين المبنى بكثير من النقوش القرآنية سواء في أبوابه أو سقوفه. وتذكر المصادر أن الباب الواسع لمدخل القصر كان من أجل دخول الفيلة إلى بهو القصر الرئيس.
لم يبق بيت العجائب قصرا، إذ إنه تحول إلى مبنى حكومي ومكتب للأمانة العامة للحكومة البريطانية في زنجبار في عام 1911، ثم تحول إلى مدرسة بعد عام 1964، ثم إلى متحف للحزب الأفرو- شيرازي، وقامت كوريا الشمالية بدعم تحويله لمتحف في تلك المرحلة. وأعربت عمان، الجمعة الماضي، عن أسفها لحادث الانهيار الجزئي، ودعت وزارة التراث والسياحة إلى تشكيل فريق من الجهات المعنية لتحديد الإجراءات العاجلة والضرورية للحفاظ على المبنى وحمايته من أي تداعيات إضافية.