بأذرع مفتوحة .. ولي العهد يؤسس لـ "تعاون" يحول الجبال إلى ذهب

"عندما يعمل الإخوة معا تتحول الجبال إلى ذهب". هذا تماما ما عكسته "مرايا" العلا جليا، وهي تزدان بمصالحة الأشقاء "الشجاعة"، كما وصفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ليؤسس الأمير الشاب بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبقيادته الفاعلة لقمة لم الشمل ورأب الصدع نحو انطلاقة متجددة وطموحة لمجلس التعاون الخليجي في عقده الخامس.
ولي العهد السعودي، وبأذرع مفتوحة، يستقبل جميع الأشقاء، مستذكرا المؤسسين الراحلين في خطابه، كما خص الأمير تميم بن حمد أمير قطر، بعناق حار وشجاع لحظة وصوله، يذيب الجليد ويحيي آمال الشعوب، التي تتطلع بدورها إلى وحدة الهمم الشابة وتعاونها فيما يخدم المصالح المشتركة لدول تجمعها عظيم الأواصر وأعمقها.
قلبا لقلب وبدا بيد يسير الأشقاء نحو خليج واحد طالما تغنت بوحدته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، الأجيال منذ لحظات التأسيس الأولى في أبوظبي حتى ساعات تجديد العهد وتأكيد الميثاق الذي أبرز مضامينه بيان العلا الختامي.
مسترجعا هذا البيان رؤية الملك سلمان لمستقبل مجلس التعاون الخليجي المقرة من جميع الأعضاء عام 2015، وضرورة مواصلة العمل عليها وتنفيذها، مع الإشارة إلى ضرورة الاستفادة مما توصلت إليه قمة العشرين من مخرجات بقيادة السعودية.
وكما تعد قيادة قمة العشرين من أبرز نجاحات الرياض الأخيرة، فلم يغفل البيان الختامي دعم نجاحات الدول الأعضاء المتفرقة، مشيرا إلى استعدادات الدوحة لكأس العالم والإمارات لإكسبو دبي، وغيرها من دول المجلس، تمهيدا للتكامل بشكله الأشمل والأوسع، ما يبشر بمشاريع مشتركة مستقبلا.
إنجازات ونجاحات لا تتوقف عند دول الخليج، بل تتعداها لتضع مصر الشقيقة في صلب هذا التعاون، عبر مشاركتها الفاعلة في توقيع بيان العلا الختامي، ما يضخ امتدادا ثقافيا عربيا واقتصاديا ضامنا لمجموع الإرادات السياسية الخليجية العازمة على تحقيق نقلة نوعية لتعاونها في عقد مجلسها الخامس.
ويبقى للمملكة رؤيتها الثابتة بتأكيد من ولي عهدها الشاب، ولمجلس التعاون أيضا رؤيته التي ستتكامل ورؤى الأعضاء، كما نقرأ بين سطور بيان العلا التاريخي، ولمساته الأخوية التي اختتمت بجولة عفوية جمعت الأميرين الشابين محمد بن سلمان وتميم بن حمد، بين جبال العلا وكنوزها الذهبية، أملا في قادم أجمل يزدان باتحاد أكبر وأشمل سياسيا واقتصاديا.