الحج يوفر 60 ألف وظيفة موسمية للسعوديين في مكة لمدة 30 يوما

الحج يوفر 60 ألف وظيفة موسمية للسعوديين في مكة لمدة 30 يوما

يتجه اليوم طلاب الجامعات والمدارس في مكة المكرمة مع انتهاء آخر يوم من الدراسة إلى وظائف موسمية وفرتها وزارة الحج السعودية للشباب السعودي في مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل، التي ترتبط باستقبال الحجاج والزائرين وتقديم الخدمات لهم، إضافة إلى الجمعيات الخيرية التي تقوم بتنفيذ مشاريعها المرتبطة بمواسم الحج، سواء في التوعية أو الإرشاد أو القيام بتوزيع الوجبات والطعام، إضافة إلى العمل في قطاع التجارة، كما يتجه أساتذة جامعات ومعلمون وأطباء للإشراف على مكاتب الخدمة الميدانية في وظائف مؤقتة لمدة 15 يوما، ومع انتهاء الدراسة أخرج فواز السلمي، الطالب في جامعة أم القرى في كلية اللغة العربية حافلته التي تتسع لـ 15 راكبا، ليعمل بها خلال موسم الحج. يقول فواز أحصل يوميا على أكثر من ألف ريال، وذلك لنقل الحجاج بين المواقع الأثرية وإلى الحرم، وسيزيد المبلغ مع انتهاء الدراسة، حيث سأعمل في الصباح والمساء، وأهالي مكة المكرمة ينظرون إلى الحج كأنه موسم الحصاد الذي ينتظره المزارع سنويا، ويضيف فواز أن العمل في المواسم سمة الكثير من الأهالي ويحرصون على البحث عن الوظائف، أو الاتجار خلال المدة القصيرة التي تصل إلى 15 يوما فقط أو أقل. ويقول: رغم أن العمل مرهق ومتعب وشاق في موسم الحج سواء كان خاصا أو من خلال الجهات التابعة للحج، فإن العائد من عمل الحج مشجع للكثير من الأسر. والبحث عن عمل في موسم الحج ليس صعبا، كما أن ممارسة أي نشاط تجاري تعد مربحة وذات عائد جيد بالنسبة للأهالي، بدءا من تأجير المنازل والغرف، ومرورا بالمحلات التجارية المؤقتة التي تسمح بها أمانة العاصمة.
ويستبشر الشاب أحمد الذيابي الذي لم يتجاوز عمره العشرين بقدوم موسم الحج، حيث يعتبره موسم الاسترزاق، ولا سيما أنه لم يحصل إلى الآن على وظيفة ثابتة ورسمية كما يريد. وأحمد ليس وحده المستبشر بهذا الموسم، حيث يشاركه العديد من الشباب السعودي الذي يستفيد من هذا الموسم وغيره من المواسم الدينية، كالحج والعمرة التي تطرح وظائف موسمية تقدرها الإحصاءات غير الرسمية بنحو 60 ألف فرصة عمل، وهو ما يسهم ولو بشكل محدود في حل أزمة البطالة الموسمية خلال الإجازات الرسمية. ويحصل الشاب على مكافأة مالية محددة للأعمال الموسمية تصل في متوسطها إلى ثلاثة آلاف ريال سعودي للشهر الواحد، وتتفاوت مدة العمل ما بين 15 يوما إلى شهر، ويشغل السعوديون نسبة تجاوزت 80 في المائة في معظم هذه الوظائف الكاتب والناسخ على الحاسوب، ومراقب خدمات الحجاج ورئيس المرشدين والمرشد ومراقب شكاوى الحجاج وغيرها، ويتم تشغيل غير السعوديين في مجال الترجمة كمترجمين للحجاج، وفي أعمال أخرى تتعلق بالخدمات المعاونة. ويحظى شباب المنطقة الغربية بالقدر الأكبر من هذه الوظائف الموسمية لوجود الحرم المكي والمشاعر المقدسة، إضافة لمدينة جدة التي تعد بوابة الحرمين والسوق التجارية الأبرز في المملكة. ويروي عدد من الشباب السعودي الذين التقتهم "الاقتصادية" أن التحاقهم بالعمل الموسمي في المواسم الدينية له فوائد كثيرة، أهمها أنه يساعدهم على الاندماج ومعرفة الحياة والتكيف معها، ويكسبهم العديد من المهارات الجديدة الإضافية التي لا تستطيع مقاعد الدراسة أو الآباء إيصالها إليهم، إلى جانب العلاقات التي يتم بناؤها مع بعض الشخصيات والمسؤولين الذين يشرفون على هذه المهن. ويضيف هؤلاء الشباب أن هذه الفوائد ستجعلهم ناجحين في المستقبل؛ على اعتبار أن العمل الموسمي يبعدهم من الحياة الروتينية التي تتسم بها البيئة التي يعيشونها. يقول حمزة شبانة نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب شرق آسيا إن أهمية العمل الموسمي تظهر في ظل وجود شريحة كبيرة جداً من الشباب السعودي ممن هم بحاجة ماسة إلى المال لعدم وجود دخل لهم، أو ممن يرغبون في القيام بعمل إضافي لتحسين دخلهم. وأشار إلى أن طبيعة تلك الوظائف لا تتطلب مهارات تقنية عالية، مما يجعلها تتصف بالسهولة، إضافة إلى المقابل المالي الجيد الذي سيحصل عليه الشاب مقابل قيامه بهذا العمل الموسمي كل عام لكن في المقابل يمكن وصف هذه الوظائف والأعمال بأنها مهن غير مستقرة، ويشكل طلاب المدارس والجامعات الغالبية العظمى من الشباب الملتحقين بهذه الوظائف.
وسجل أساتذة الجامعات والمعلمون والأطباء نسبة عالية من بين المتقدمين للإشراف على مكاتب الخدمة الميدانية يقول المطوف الدكتور ياسر شوشو إن العمل الموسمي رغم أنه متعب ولكن في خدمة الحاج ممتع وحبنا لهذه المهنة يجعلنا نعمل فيها في كل عام للإشراف على مكاتب الخدمة، وهذه الأعمال فرصة للاحتكاك بحجاج بيت الله الحرام والاستفادة من ثقافتهم ومحاولة معرفة لغتهم، إلى جانب زيادة مواهب وقدرات العاملين ورفع حصيلة الخبرة من خلال العمل في أشهر معينة من السنة. ويضيف شوشو، أهالي مكة المكرمة نادرا ما يتزاورون أو يلتقون أيام الحج، وعادة ما يجتمعون بعد الموسم، والكثير من الأسر تجد أن معظم أفرادها من الرجال يعملون في مؤسسة أو جهة واحدة. وليس بالضرورة أن يكون العمل إداريا، فتجد منهم الطبيب والمحاضر والمدرس والمهندس وفي مهن أخرى يمارسونها في غير الموسم، ولكن أيام الحج يتحول هؤلاء إلى عمال وسائقين وحمالين وطباخين لكسب المال وخدمة الحجاج.
وبمجرد السير في المشاعر المقدسة والمنطقة المركزية تجد العاملين كخلية النحل يتابعون مسيرة قوافل الحجيج ويرصدون تحركاتهم ويقدمون لهم المساعدة، فيما انتشر أصحاب المحلات التجارية للوقوف في محلاتهم التي يقدر عددها بنحو أكثر من عشرة آلاف محل موزعة في المناطق القريبة من الحرم، منها المسفلة، الشبيكة، حارة الباب، السليمانية، الغزة، الهجلة، شارع المنصور، الستين، الطندباوي، التيسير، والحجون.
وأدى سماح وزارة الخدمة المدنية للموظف السعودي ممن يشغل المرتبة الخامسة فما دون في سلم رواتب الموظفين العام أو ما يعادل هذه المرتبة في السلالم الوظيفية الأخرى، وكذلك المستخدمين أو المعينين على بند الأجور بالتغيب عن العمل مدة لا تتجاوز 30 يوماً في كل عام بناءً على قرار مجلس الخدمة المدنية، وذلك إضافة إلى عيد الأضحى المبارك للعمل خلال موسم الحج إلى انخراط أعداد كبيرة من هؤلاء الموظفين لتحسين الدخل خلال هذه الفترة للعمل لدى إحدى شركات نقل الحجاج كسائقين أو فنيين، على أن تحدد وزارة الحج مواعيد بدء تلك المدة ونهايتها، حيث تبدأ قبل الخامس عشر من شهر ذي القعدة وفق الضوابط التالية، وهي توفر الشروط المطلوبة للعمل "سائقاً أو فنياً" حسبما تحدده وزارة الحج، وكذلك موافقة الجهة التي يتبعها الموظف بناءً على طلب من "النقابة العامة للسيارات" على السماح له بالتغيب عن عمله مع استمرار صرف راتبه كاملاً وبدل النقل الشهري للمدة اللازمة لذلك، على ألا يتجاوز الـ 30 يوماً المحددة أعلاه، إضافة إلى إجازة عيد الأضحى المبارك أو بعدها دون أن يؤثر ذلك على رصيد الموظف من الإجازات، وعلى شركة النقل المستفيدة أن تعد تقريراً عن أداء الموظف وسلوكه وانتظامه في عمله. وتتولى "النقابة العامة للسيارات" اعتماده ثم إرساله إلى جهة عمل الموظف في مدة أقصاها نهاية شهر صفر من كل عام.

الأكثر قراءة