لبنان ليس بخير

عندما هيمن حزب الله على لبنان، تراجع الفارق بين مفهوم الدولة وسلوك الميليشيا. الأمر نفسه يصدق على ممارسات الحوثيين في اليمن.
من الغريب أن يستمرئ البعض خدمة المشروع الإيراني في المنطقة على حساب العمق العربي. لقد غضب العرب لأجل لبنان. وفي المقابل يغضب بعض اللبنانيين انتصارا لطهران التي عملت على تجييش المجتمع واختطاف خياراته. هذا ما يحدث من خلال تغول حزب الله.
لقد تحولت هذه الميليشيا إلى مصدر للأذى ليس في لبنان فقط، بل في سورية واليمن وسواهما.
يتحدثون في لبنان عن سياسة النأي بالنفس. لكن هذا المفهوم يتجاهل دوما تجاوزات حزب الله. زعيم الحزب يخرج بشكل مستمر ليطلق خطابات الكراهية ضد المملكة والخليج، ويتباهى بدعم الميليشيا الخارجة على الشرعية في اليمن. بل إنه يهدد حتى شركاءه في الوطن.
هذا السياق يفضي بنا إلى الآراء التي أطلقها جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني، التي تنسجم مع الخطاب الميليشياوي الذي يعبر عنه حسن نصر الله.
من المستغرب ارتهان بعض المسيحيين هناك للمشروع الإيراني. تحجج البعض أن حزب الله مكون لبناني لا يعني منحه غطاء يبرر إساءاته وتجاوزاته بحق الدول الصديقة. ولا يعني حصوله على صك براءة تتيح له تصدير مرتزقته ومدخراته وأسلحته إلى هذا البلد أو ذاك. إن الارتهان للخط الإيراني أسهم في عسكرة المجتمع هناك واستخدام لبنان ورقة ضغط تخدم مصالح طهران.
في كتابه "غرق الحضارات" يقول الكاتب اللبناني أمين معلوف: كان الفلاسفة الفرنسيون في عصر التنوير يتنهدون قائلين: "لا يذكر الورد أنه قد شهد يوما موت البستاني".. أما في عصرنا الراهن، فأعمار الورود المفكرة التي هي نحن تطول وتمتد، ويموت البستانيون. ولدى المرء الوقت، على مدى حياته، ليشهد اندثار دول وإمبراطوريات وشعوب ولغات وحضارات.
أختم بالقول، لبنان ليس بخير، والمأمول أن ينتصر هذا البلد للإنسان والحضارة، وألا يستسلم للفاشية الإيرانية وممثلها في بيروت حسن نصر الله وميليشياته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي