مسيرة السياحة والترفيه
قبل بضعة أعوام كان السفر لارتياد الفعاليات الفنية والمطاعم والسينما أحد الأغراض الرئيسة للسفر من الداخل إلى الخارج. حاليا ومع التغييرات الناتجة عن تفعيل مبادرات وبرامج رؤية المملكة 2030، أصبحت المملكة تستقطب الزوار من الداخل والخارج للاستمتاع بالمواسم وفي مقدمتها موسم الرياض.
أرقام حضور مهرجان ميدل بيست هذا العام خلال أيامه الأربعة قفزت إلى 732 ألف زائر. هذا الرقم يضع المهرجان بين أكبر مهرجانات الموسيقى في العالم. ويأتي هذا في سياق الإصلاحات التي يمر بها المشهد السياحي بشكل عام. في 2019 أطلقت المملكة استراتيجية تنمية السياحة الوطنية، وفتحت أبوابها للسياح من مختلف أرجاء العالم.
وقد واكب ذلك عمل جاد أسفر عن بناء بيئة جاذبة للاستثمارات السياحية المحلية والأجنبية، وشاركت الحكومة من خلال صندوق الاستثمارات العامة بإطلاق عدد من المشاريع العملاقة التي كان آخرها مشروع وسط جدة.
وقد تم بناء منظومة متكاملة شملت وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة وصندوق التنمية السياحي. وقبل ذلك جاءت هيئة الترفيه وهيئات أخرى مثل بوابة الدرعية وهيئة العلا، إضافة إلى المركز الوطني للفعاليات.
ولا ننسى في هذا الصدد وزارة الثقافة بالهيئات التابعة لها التي تعنى بالتراث الحضاري والفنون والأزياء وسواها من نشاطات لها دور أساس في إثراء السياحة الثقافية. والأمر نفسه يصدق على وزارة الرياضة التي نجحت باستقطاب عدد من الفعاليات الرياضية الدولية. وفي مجال الترفيه أصبح مطمح نجوم الفن والمسرح اللقاء بالجمهور المحلي.
هذه الجهود جعلت المملكة تتحول من مجرد بلد يسهم في تصدير السياح إلى مختلف دول العالم، إلى وجهة سياحية تستقطب سياح الداخل والخارج. وهي تتهيأ لأن تكون بين أكبر الدول التي تستقبل السياح عالميا بحلول 2030 . نسب إشغال الفنادق في الرياض وصلت إلى نحو 90 في المائة بالتزامن مع موسم الرياض. وهي ذات النسبة التي حققتها فنادق جدة أثناء الفورمولا، حسب تقارير إعلامية.