هيئة كبار العلماء تؤكد السماح بتكرار الحج للسعوديين والمقيمين بعد 5 سنوات
أصدرت هيئة كبار العلماء قراراً إلحاقياً يؤكد ما سبق لمجلس الهيئة أن أصدره من قرارات حول تنظيم حج السعوديين والمقيمين، وعدم السماح لهم بتكرار الحج إلا بعد مضي خمس سنوات.
وأكدت الهيئة ضرورة مراعاة ذلك، والاستجابة للتعليمات التي تضعها الدولة لتنظيم الحج، لما فيه من إعانة للحجاج على أداء مناسكهم بيسر وسهولة، ومنعاً للأضرار والحوادث التي تنجم عن الازدحام والتدافع في بعض المواقع.
وأعاد مجلس هيئة كبار العلماء دراسة هذا الموضوع بمناسبة كثرة الحجاج من الداخل والخارج، مع وجود الإصلاحات والإنشاءات المتعددة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ما يتطلب زيادة النظر في سلامة الحجاج والسعي الدائب لدرء الأخطار عنهم.
واطلع المجلس على قراره المشار إليه آنفاً، الذي جاء فيه أنه بعد الدراسة والمناقشة والتأمل والتماس الحلول والعلاج المناسب لتخفيف المعاناة والمشقة عمن يريد أداء مناسك الحج، ومنع الأضرار المترتبة على شدة الزحام، أو تقليلها، فإن مجلس هيئة كبار العلماء بالأكثرية، لا يرى ما يمنع من وضع تنظيم للحجاج السعوديين، ومن ذلك عدم سماح الحكومة لمن سبق له الحج أن يحج مرة أخرى، إلا بعد مرور خمس سنوات، كما هو معمول مع المقيمين في السعودية من غير السعوديين، مادامت الضرورة تدعو إلى ذلك، إسهاماً في التخفيف على الحجاج، وإعانةً لهم على أداء مناسك الحج، ودفعا للحرج والمشقة عنهم.
وأكد المجلس ضرورة التزام المواطنين والمقيمين في المملكة بما سبق أن صدر من قرارات، ومراعاة هذا الأمر، والاستجابة للتعليمات التي تضعها الدولة لتنظيم الحج، إذ يلزم الجميع بعدم تكرار الحج، إلا بعد مضي خمس سنوات، إعانة لهم على أداء مناسكهم بيسر وسهولة، ومنعاً للأضرار والحوادث التي تنجم عن الازدحام والتدافع في بعض المواقع.
يذكر أن مجلس هيئة كبار العلماء سبق أن أصدر قراره حول موضوع تنظيم حجاج الداخل من السعوديين، ووضع إجراءً ينظم أوضاعهم، نظراً لضيق المكان في المشاعر المقدسة، والزيادة المطردة في عدد الحجاج سنة بعد أخرى.
من جانب آخر شهد اليومان الماضيان تزايدا كبيرا في أعداد المتوافدين على ميقات ذي الحليفة الواقع على طريق "المدينة المنورة- مكة المكرمة"، والذي يبعد عن المسجد النبوي الشريف نحو 30 كيلومتراً، إذ قدر عدد المتوافدين خلال اليومين الماضيين بنحو ربع مليون حاج.
ويتوقع أن يستمر هذا التوافد مع صباح يوم الوقفة، إذ يفضل المواطنون والمقيمون في المدينة المنورة الارتحال للحج مع فجر يوم الوقفة، وحتى ظهر اليوم نفسه، فيما يتوقع وصولهم عصر اليوم للمكوث في عرفة قبل غروب الشمس، لكون الحج عرفة، كما جاء في الحديث النبوي الصحيح، وكما أسهمت بعض الفتاوى الحديثة، التي أباح فيها بعض المشائخ جواز الدخول في الحج حتى منتصف ليلة العاشر من ذي الحجة، في زيادة الحجاج، وخاصة من أهالي مكة والمدينة، والذين لم يتهيأوا ولم ينوا الحج في الأصل، وقدرت مصادر مطلعة عدد الحجاج الذين لم يحصلوا على تراخيص بأكثر من 150 ألفاً.
يذكر أن إحصائية جديدة صادرة من اللجنة المركزية للحج في المدينة المنورة قدرت أعداد الحجاج الذين زاروا المدينة في الموسم الأول، الذي يسبق أداء الحجاج لفريضتهم، وصل إلى قرابة المليون، بينما يتوقع أن يصل مثلهم في الموسم الثاني الذي يبدأ في المدينة المنورة مع انتهاء فريضة الحج، ويفضل كثير من الحجاج البقاء في المدينة المنورة حتى مطلع العام الهجري الجديد.
وتشهد المدينة المنورة في هذه الآونة ازدهاراً في فنادقها ومراكزها التجارية، إذ يرغب العديد من الزائرين الحجاج، شراء مستلزماتهم وهداياهم من المدينة النبوية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الحج سبق أن قامت بدراسة ميدانية تتضمن مكوث الحجاج والزائرين في المشاعر المقدسة، وأثبتت الدراسة أن متوسط إقامة الحجاج والزائرين في مكة المكرمة يصل إلى خمسة أيام بينما في المدينة المنورة 11 يوماً، فيما جاءت المدينة في المرتبة الأولى من حيث المصاريف للحجاج والزائرين الإيرانيين، إذ يصرف هؤلاء أكثر من 3750 ريالا، لـ11 يوماً، بينما الأقل في المصاريف هم الزائرون والحجاج السوريون، الذين لا تزيد مصاريفهم عن 370 ريالا للفترة نفسها.