أهل مكة يخرجون من منازلهم لتأجيرها .. والخليجيون يفضلون "العزيزية"
أنعش موسم الحج عمل 200 مكتب عقاري في مكة المكرمة خلال 15 يوما فترة الحج من خلال تأجير منازل أهالي مكة للحجاج القادمين من بعض الدول الخليجية ومناطق المملكة.
وقدر متعاملون في مكاتب عقارية عوائد تأجير المنازل التابعة للأهالي بنحو 200 مليون ريال من إجمالي عوائد تأجير المساكن في حج هذا العام التي قدرت بحسب مختصين في إسكان الحجاج بنحو 1.5 مليار تستفيد منها الفنادق والأبراج السكنية في المنطقة المركزية للحرم والمسفلة وشعب عامر والمعابدة والعزيزية.
وسجل الطلب على المساكن ارتفاعا في حي العزيزية إذ يفضل الخليجيون السكن فيها كونها من الأحياء الراقية في مكة المكرمة ولقربها من المشاعر المقدسة ولتوافر جميع الخدمات فيها وكذلك وجودها في قلب مكة المكرمة الرابط بين المشاعر المقدسة والحرم المكي.
ويقول فيصل المطرفي صاحب مكتب عقاري "هناك انتعاش كبير في الطلب على الشقق المفروشة في منطقة العزيزية وسجل الطلب نسبة عالية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي"، مشيرا إلى أن هناك حجوزات مسبقة من خارج مكة ومنطقة الخليج لحجز شقق في العزيزية.
وتخرج الأسر المكية من منازلها في مثل هذا الوقت من كل عام متجهين إلى عدد من مناطق المملكة لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك وذلك بعد تأجير منازلهم وهي العادة السنوية التي يقوم بها أهالي مكة المكرمة لتقديم منازلهم لضيوف الرحمن, ويستغل بعض الأهالي فترة وجودهم في المشاعر المقدسة في تأجير شقته السكنية على الحجاج بمعدل 3500 ريال وتصل إلى 15 ألف ريال للشقق السكنية القريبة من المشاعر المقدسة.
ويقول مهدي الحسني (معلم)، "أسكن في العزيزية كيلومترين عن المشاعر المقدسة أستغل هذه الفترة من العام لتأجير شقتي للحجاج القادمين إلى مكة المكرمة لفترة تصل إلى عشرة أيام أحصل من خلالها على مبلغ خمسة آلاف ريال"، مشيرا إلى أن شقته التي يسكن فيها بإيجار سنوي يصل إلى 12 ألف ريال، يحصل على نصف المبلغ في بضعة أيام من السنة.
وينقسم أهالي مكة في مثل هذه الأيام ما بين مؤجر لمسكنه وما بين مطوف يعمل في مؤسسته، فيما يعمل نحو خمسة آلاف طالب من أبناء مكة في مؤسسات الطوافة وبيع المواد الغذائية وتحميل الركاب.
وينظر أهالي مكة المكرمة إلى الحج على أنه فرصة اقتصادية تأتي مرة واحدة في العام حيث يخرج عدد كبير منهم للبحث عن الوظائف أو الاتجار خلال المدة القصيرة التي تصل إلى 30 يوما فقط أو أقل.
ويوجد في مكة المكرمة نحو سبعة آلاف مسكن تستوعب قرابة مليوني حاج وينفق الحجاج قرابة 25 في المائة من رحلة الحج على استئجار المساكن وتضخ بعثات الحج وشركات الحج السياحية نحو 1.5 مليار لتأجير مساكن الحجاج في مكة المكرمة سنويا، وتم في موسم حج هذا العام ربط جميع الجهات ذات العلاقة بإسكان الحجاج مثل وزارة الحج ومؤسسات الطوافة وفرع وزارة التجارة في العاصمة المقدسة ولجنة الكشف على مساكن الحجاج بحاسب آلي مركزي لإمكانية متابعة ومراقبة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والمتعلقة بتوثيق وتصديق عقود الإسكان ولملاحقة عدم الازدواجية وتكرار تصديق تلك العقود والتلاعب فيها.