عملية إنقاذ المصابين من حادث الانهيار في مكة من أسرع العمليات في العالم
كشف الفريق سعد عبد الله التويجري مدير عام الدفاع المدني أن عملية حادثة انهيار المبنى بجوار الحرم المكي تعد في علم الإنقاذ من أسرع العمليات في العالم، وهناك وكالات أنباء دولية ومحلية أشارت إلى ذلك، وعدد الحالات التي تم إنقاذها 41 حالة وتم التعامل مع الحادثة يدويا أكثر منه التعامل بالمعدات الثقيلة حتى تتم المحافظة على أرواح المصابين.
وأوضح أن عمليات رفع الأنقاض تمت في وقت قياسي، وذلك على مستوى دول العالم كافة والتي تعاملت مع حوادث رفع الأنقاض وفي زمن قياسي 26 ساعة.
وأضاف في حوار سريع مع "الاقتصادية" أمس، أن اللجان التي تم تشكيلها في معرفة أسباب حادث الانهيار تعمل لمعرفة المتسبب في الحادثة وستكون المحاسبة صعبة جدا على كل مقصر وهذا الأمر لن يمر بسهولة لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين، على سلامة الحجيج وإتمام حجهم بكل يسر وسهولة.
وبيَن أنه سيتم إنشاء تسع قواعد جديدة للدفاع المدني في المملكة قريباً، وقال "إن هذه القواعد سيتم إيجادها في مناطق المملكة التي لا تتوفر فيها قواعد طيران حالياً، مشيرا إلى أنه يتوافر حالياً أربع قواعد في كل من منطقة مكة المكرمة والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية ومنطقة عسير.
وأوضح أنه تم تدعيم قوات الدفاع المدني هذا العام بـ 100وحدة إطفاء جديدة على أحدث المواصفات العالمية في هذا المجال، وكذلك بـ 150 سيارة إسعاف جديدة لأول مرة تستخدم في الحج، وبذلك يزيد عدد الآليات والمعدات المشاركة أكثر من ثلاثة آلاف آلية جميعها أكملت جاهزيتها واتخذت مواقعها المعدة وجندت أكثر من 10623 ما بين ضابط وصف ضابط وجندي لخدمة ضيوف الرحمن.
ونوّه الفريق التويجري بما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود ودعم مادي ومعنوي بتوجيهات حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وما وفرته من إمكانيات ومشروعات للحرمين الشريفين، مؤكداً أن تلك الجهود مفخرة لحكومة وشعب المملكة وتعد منجزات عملاقة لم تتحقق إلا بفضل الله ثم بحرص واهتمام القيادة الرشيدة بتوفير كل ما يخدم راحة وسلامة ضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين، منوهاً في هذا الصدد بمتابعة الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز، والأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تحقيق أفضل الخدمات بإذن الله.
وأهاب التويجري بحجاج بيت الله الحرام بأخذ الحيطة والحذر واتباع طرق وإرشادات السلامة الصادرة من الدفاع المدني وعدم تعريض أرواحهم والآخرين للأخطار، لا قدر الله، محذراً من استخدام الغاز في داخل الغرف، خاصة في الفنادق والمخيمات والتي يمنع استخدامه فيها مطلقا.
ودعا التويجري جميع الحجاج إلى الالتزام بالتعليمات والإرشادات التوعية التي يصدرها الدفاع المدني لينعم الجميع بالراحة والطمأنينة خلال تأديتهم هذا الركن العظيم، وأن يمن الله ـ العلي القدير ـ على ضيوف الرحمن بالأمن والأمان.
وقال التويجري إنه تم تشكيل فرقتين ميدانيتين بقيادة مشتركة مكونة من الدفاع المدني والأمن العام والشؤون الصحية والهلال الأحمر لتتولى اللجنة الأولى متابعة حركة الحجاج داخل مسجد نمرة والتحكم في دخول الحجاج وخروجهم وقياس مستوى التلوّث داخل المسجد من قبل فريق الرصد. أما اللجنة الثانية فتتولى جبل الرحمة حيث تم توزيع الجبل إلى أربعة أقسام تحت إشراف قيادة مشتركة تتولى عمليات الإنقاذ والإسعاف ومنع تسلق الحجاج للمواقع الخطرة في الجبل وقياس مستوى التلوث في المنطقة.
وأضاف التويجري أن مراكز وفرق الدفاع المدني استقبلت الحجاج في مشعر عرفات الطاهر وقامت بالأعمال والمهام الموكلة إليها في خمسة مراكز رئيسية و26 فرقة إطفاء وإنقاذ و1124 شبكة إطفاء موزعة على جميع مربعات منطقة عرفة لمكافحة الحرائق، إضافة إلى دوريات السلامة الراجلة والراكبة للتدخل السريع ومنع مسببات الحرائق، إضافة إلى انتشار مجموعات كبيرة من الضباط والأفراد المختصين الذين يعملون على التأكد ومراقبة اشتراطات السلامة في المخيمات ومنع المخالفات ومراقبة واكتشاف الحوادث من أبراج المراقبة المرتفعة.
وزاد التويجري أن الاستعدادات جيدة والتنسيق مستمر مع الجهات الحكومية والجهات الأخرى ذات العلاقة، ونقول إن شاء الله أن جميع الأجهزة على أتم الاستعداد لأي طارئ، لا سمح الله، قد يحدث. وعند حدوث السيول فإدارة الدفاع المدني حددت مجاري السيول والأودية والشعاب التي تشكل خطرا على الحجاج عند هطول الأمطار الغزيرة، وتم تخصيص مخابئ للحجاج ومواقع مؤمنة لإيواء الحجاج عند جريان السيول.
وأكد التويجري أن طيران الدفاع المدني شارك في خدمة ضيوف الرحمن وتغطي خدماته المستمرة جميع الطرق المؤدية من وإلى الحرمين الشريفين حتى يتسنى تقديم خدمة الدفاع المدني لمحتاجيها بأسرع الطرق ومتابعة حركة السير عبر هذه الطرق أولاً بأول.
وأشار إلى أنه تم خلال هذا العام تقسيم المشاعر المقدسة إلى مربعات تسهل متابعتها من قبل رجال الأمن وهناك خطة مع الجهات ذات العلاقة يتم تنفيذها فيما لو تطلب الأمر مع غرفة عمليات الدفاع المدني وهناك غرفة تنسيق العمليات في الدفاع المدني تضم جميع المسؤولين والممثلين لجميع الوزارات والجهات الحكومية مثل الحرس الوطني, القوات المسلحة, الأمن العام, وزارة الصحة, الهلال الأحمر السعودي, وزارة المالية، وزارة التجارة, مصلحة الأرصاد والبيئة وغيرها تضم مندوبين في غرفة عمليات الدفاع المدني ومن خلال المندوبين يتم تحريك الجهات التابعة لهم إذا تطلب الأمر، والوضع مستقر والحمد لله وجميع الأجهزة تعمل وفق خطة معينة نتيجة الخبرات من خلال المشاركة في الأعوام المقبلة يستطيعون من خلالها تدبير الموقف وتسيير الأمور والمحافظة على الأمن والاستقرار إذا حصل أي شي، لا قدر الله.
وبيّن المدير العام، أن الدفاع المدني من أولوياته العناية بالحاج وهو محل اهتمام الدفاع المدني، ومن خلال ذلك تم إعداد الخطط الجيدة وخطط الطوارئ أو الخطة العامة للدفاع المدني وقام الدفاع المدني بدراسات علمية مع معهد خادم الحرمين والمعاهد الأخرى والاستعانة ببعض الخبراء فيما يخص دراسة الحشود أو الازدحام على جسر الجمرات، وهناك دراسات علمية عن نظام المحاكاة في مثل هذه الأمور والاستعانة باستشاريين ومتخصصين في هذا المجال منهم على درجة برفيسور، وستظل الخبرة السعودية فوق كل ذلك، ورجال الأمن السعودي يملكون الخبرة التي لا تملكها كثير من الدول وذلك وفق دراسة ميدانية وعلمية.
وكشف الفريق التويجري بأن الدفاع المدني لديه مشاريع كبيرة سواء لتحديث معداته وتطويرها وجميع المعدات والأجهزة والآليات المشاركة في حج هذا العام آليات ومعدات جديدة، وهناك تحديث لأسطول الطيران ومشاريع كبيرة للتدريب وتحديث المنشآت والمراكز التابعة للدفاع المدني وتولى ذلك مركز المشاريع في وزارة الداخلية وهناك مشاريع تكلفتها تتجاوز مئات الملايين وسيعلن عنها قريبا، ومن ضمنها مشاريع في العاصمة المقدسة في منطقة حول الحرم، وسيكون المشروع ضخما وكبيرا وهناك بنية تحتية ومشروع متكامل وبمتابعة من خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وولي عهده الأمين، وهناك هيئة عليا برعاية الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، لمتابعة خطط تنفيذ هذه المشاريع والإشراف عليها.