طبيبات وممرضات سعوديات يتطوعن للعمل في مستشفيات المشاعر
ضربت الطبيبات والممرضات السعوديات أروع الأمثلة في التضحية والإخلاص لهذا الوطن الغالي وضحين بأوقات راحتهن والتمتع بإجازة عيد الأضحى بين الأهل والأقارب من أجل خدمة الوطن وضيوف الرحمن في موسم الحج، وأتين للعمل تطوعاً ودون مقابل مادي في مختلف مستشفيات المشاعر المقدسة، ولم ينتظرن سوى الأجر والمثوبة من الله تعالى.
"الاقتصادية" تجولت في عدد من مستشفيات المشاعر المقدسة، والتقت عدداً من المتطوعات اللاتي حضرن بكامل إرادتهن للمشاركة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وكان هذا اللقاء:
في البداية، أوضحت الممرضة فاطمة فيصل التي تعمل في المستشفى السعودي الألماني في منطقة عسير، أنها شاركت بالعمل في خدمة ضيوف الرحمن من أجل المثوبة والأجر من الله - سبحانه وتعالى - وعملت في قسم الطوارئ في مستشفى منى الجسر في مشعر منى.
وأشارت إلى أنها تشعر بالسعادة الغامرة لعملها في موسم الحج رغم الضغط الكبير من الحالات المرضية التي تباشرها على مدار اليوم وفترة العمل الطويلة التي تمتد إلى 12 ساعة يومياً. وأضافت أنها علمت أنه من الممكن التطوع في فترة الحج عن طريق إحدى زميلاتها، ولم تكن تعلم بذلك من قبل. ونصحت فاطمة جميع الممرضات بالتطوع للعمل في خدمة ضيوف الرحمن لافتة أن المدة التي تقضيها المتطوعة في العمل ليست طويلة ولا تزيد على فترة أسبوع.
وقالت فاطمة إنها لم تجد أي معارضة من قبل الأهل، بل وجدت كامل الدعم والتشجيع لأداء هذه الخدمة الجليلة متمنية من وزارة الصحة أن تفتح باب التطوع للعمل التمريضي في فترة الحج، وأن تعلن عن ذلك وتوضح الإجراءات الخاصة بذلك لتستفيد العاملات من هذه الفترة وتزيد خبراتهن بالعمل التمريضي، مناشدة وزير الصحة بإعطائهن شهادات شكر على مشاركتهن في هذا العمل التطوعي بتوقيع الوزير أو أحد كبار المسؤولين في الوزارة.
من جهتها، عبّرت لجين بندر غزاوي الطالبة في كلية الطب في إحدى الجامعات خارج المملكة، عن سعادتها في بذل هذا العمل لحجاج بيت الله. وأشارت إلى أنها تطوعت للعمل في مستشفيات الصحة قبل الحج في مستشفى الملك فهد في جدة. وأضافت أن تجربة الحج مختلفة بكل المقاييس من حيث كثرة الحالات وتنوعها الأمر الذي أضاف إلى خبرتها الشيء الكثير، وكذلك احتكاكها بالأطباء العاملين ذوي الخبرة في هذا المجال. وقالت إن لوالدها دورا بارزا في مشاركتها في العمل التطوعي، وهو الذي سهّل وصولها للعمل في الحج آملة من وزارة الصحة توضيح الإجراءات فيما يخص العمل التطوعي في هذه الفترة المهمة، مشيرة إلى طموح العديد من زميلاتها للمشاركة في العمل التطوعي غير أن جهلهن بالإجراءات يعوق هذا الطموح.
من جانبها، أوضحت سميرة عثمان صالح رئيسة التمريض في مستشفى منى الجسر، أن لديها عددا من المتطوعات اللاتي قدمن للعمل التطوعي في المستشفى لموسم حج هذا العام، مشيرة إلى تسهيل مهامهن وإعطائهن السكن الملائم وأخذ رأيهن في وقت العمل المناسب لهن ليلاً أو صباحاً لافتة أنهن يعملن بكفاءة عالية في قسمي العناية المركزة والطوارئ لمدة 12 ساعة.
وعرضنا موضوع المتطوعات على الدكتور حمد المانع وزير الصحة الذي بيّن أنه ليس من المستغرب أن تتطوع العاملات الصحيات لخدمة البلد وضيوف الرحمن، وأن لهن الأجر العظيم من تلك الخدمة، وقال "نحن نشجع وندعم هؤلاء الطبيبات والممرضات اللاتي قدمن لأداء هذه الخدمة، وسنحاول زيادة أعدادهن في السنوات المقبلة"، طالباً من جميع الراغبات في العمل لموسم الحج المقبل أن يتقدمن بطلبهن إليه شخصياً في مكتبه في الرياض أو للدكتور عبيد العبيد وكيل الوزارة المساعد لإعداد وتطوير القوى العاملة، لافتاً أن لهن خطابات شكر على مشاركتهن للعمل في هذا الموسم بتوقيعه شخصياً.