الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات اقتصادية على روسيا .. الأقسى على الإطلاق
قال كبار قادة الاتحاد الأوروبي اليوم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيفشل" في الوقت الذي اتفقوا فيه على عقوبات جديدة بسبب غزوه لأوكرانيا، قائلين إنه يحاول إعادة القارة إلى عصر الإمبراطوريات والمواجهات.
وشنت روسيا غزوها برا وجوا وبحرا يوم الخميس عقب إعلان بوتين الحرب. وفر ما يقدر بنحو 100 ألف شخص بينما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسية. ووردت أنباء عن مقتل العشرات.
وقال أنطون هيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، إن قوات بلاده أسقطت طائرة معادية فوق كييف في الساعات الأولى من صباح اليوم ثم اصطدمت بمبنى سكني لتشتعل النيران فيه.
وسمع دوي سلسلة انفجارات في كييف في وقت سابق قال هيراشينكو إنها أصوات دفاعات جوية تطلق النار على الطائرة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أجرى اتصالا هاتفيا "صريحا ومباشرا وسريعا" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ليطلب منه وقف العمليات العسكرية لأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب منه ذلك.
وبحسب "رويترز"، أضاف ماكرون للصحفيين بعد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل "كان الغرض (من الاتصال) أيضا أن أطلب منه أن يتباحث مع الرئيس زيلينسكي، الذي كان قد طلب ذلك، لأنه لم يستطع الوصول إليه".
- عقوبات أوروبية الأقسى على الإطلاق -
واتفق قادة التكتل من حيث المبدأ في قمة طارئة عقدت الليلة الماضية على فرض عقوبات اقتصادية جديدة، وانضموا إلى الولايات المتحدة وغيرها في اتخاذ خطوات مثل كبح وصول روسيا إلى السبل التكنولوجية.
وسيجمد الاتحاد الأوروبي أصول روسيا في التكتل ويوقف وصول بنوكها إلى الأسواق المالية الأوروبية ضمن مما وصفه مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل بأنها "أقسى مجموعة من العقوبات التي نفذناها على الإطلاق".
وجاء في بيان صادر عن اجتماع زعماء الاتحاد في بروكسل "المجلس الأوروبي يوافق اليوم على المزيد من الإجراءات التقييدية التي من شأنها إنزال عواقب وخيمة وحادة على روسيا بسبب تصرفها".
وقال البيان "تشمل هذه العقوبات القطاع المالي وقطاعي الطاقة والنقل والسلع ذات الاستخدام الثنائي في المجالات المدنية والعسكرية، وكذلك ضوابط تخص التصدير وتمويل الصادرات وسياسة التأشيرات والقوائم الإضافية للأفراد الروس ومعايير الإدراجات الجديدة".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على تويتر "تتضمن هذه الحزمة عقوبات مالية تستهدف 70 في المائة من السوق المصرفية الروسية والشركات الرئيسية المملوكة للدولة، ومنها مجال الدفاع".
وقالت في مؤتمر صحفي إن العقوبات، التي تحد أيضا من وصول روسيا إلى الأسواق المالية، ستزيد تكاليف الاقتراض على روسيا وترفع التضخم هناك.
وقالت فون دير لاين أيضا إن قيود التصدير على روسيا ستضر بقطاعها النفطي من خلال منع الوصول إلى المواد التي تحتاجها من الاتحاد الأوروبي لمصافي النفط. وقالت إن ذلك سيؤدي، بمرور الوقت، إلى استنزاف عوائد تكرير النفط في روسيا.
وفي حين أصدرت الولايات المتحدة عقوبات مفصلة أمس، فإن دول الاتحاد الأوروبي، المنقسمة بشأن المدى الذي يجب أن تذهب إليه، تركت التفاصيل ليتم العمل عليها في الأيام المقبلة.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم إن طوكيو ستشدد العقوبات على روسيا لتشمل 3 مجالات منها المؤسسات المالية وصادرات العتاد العسكري.
وأضاف أن اليابان ستبذل قصارى جهدها للحد من التأثير الاقتصادي على اليابان من تداعيات الأزمة الأوكرانية.
كما قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكيإن بلاده ستجمد الأصول في بعض البنوك الروسية في إطار العقوبات المفروضة على عملها في أوكرانيا.
وأضاف سوزوكي للصحفيين عقب اجتماع لمجلس الوزراء أن اليابان "تستنكر بشدة" العمل الروسي في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن استمرار العدوان الروسي على بلاده يظهر أن العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو ليست كافية.
وأضاف زيلينسكي أن العالم يواصل مشاهدة ما يجري في أوكرانيا من بعيد.
وكان يتحدث بعد أن قالت أوكرانيا إن عاصمتها كييف تعرضت للقصف بصواريخ روسية في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وقبل اجتماع مع وزراء مالية آخرين من مجموعة اليورو في باريس قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر اليوم الجمعة إن دول الاتحاد الأوروبي ستدرس جميع العقوبات المحتملة ضد روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا، "كل الخيارات مطروحة".
وأضاف "تم فرض المجموعة الأولى من العقوبات على روسيا وهي ستضر بالشعب الروسي وستعرقل الاقتصاد الروسي على نحو بالغ".
- عزل روسيا عن الاقتصاد العالمي -
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم إن بلاده ترغب في عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك.
وصرح والاس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "نود أن نذهب إلى ما هو أبعد، نود استخدم نظام سويفت- هذا هو النظام المالي الذي يسمح للروس بنقل الأموال حول العالم لتلقي مدفوعات مقابل الغاز- لكن كما تعلمون مثل أشياء كثيرة هذه منظمات دولية وإذا لم تكن كل دولة تريد طردهم من نظام سويفت سيصبح الأمر صعبا".
كما قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير اليوم إن خيار عزل روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك يظل قائما لكنه يعتبره "الخيار الأخير".
ولم تلجأ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى عزل روسيا عن نظام سويفت ضمن عقوبات جديدة صارمة فرضتها على موسكو بعد غزوها أوكرانيا، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال أمس الخميس إن بإمكانهم إعادة النظر في هذه المسألة.
وذكرت صحيفة هاندلسبلات الألمانية اليومية نقلا عن وزارة الاقتصاد أن ألمانيا رفعت من صعوبة تعامل الشركات مع روسيا من خلال تعليق ضمانات هيرميس لتأمين الصادرات.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الوزارة قوله "تقرر تعليق الموافقة على ضمانات هيرميس وضمانات الاستثمار لروسيا حتى إشعار آخر".
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه معتد لديه "رؤية شريرة للعالم" وحلم مضلل بإعادة إنشاء الاتحاد السوفيتي.
لكنه أحجم عن فرض عقوبات على بوتين نفسه وعن فصل روسيا عن نظام (سويفت) المصرفي الدولي، وسط خلافات مع الحلفاء الغربيين بشأن المدى الذي يجب أن يذهب إليه في هذه المرحلة وانتقادات من الجمهوريين بأنه كان عليه فعل المزيد.
وأضاف بايدن أن العقوبات تهدف إلى أن يكون لها تأثير طويل الأمد على روسيا وتقليل التأثير على الولايات المتحدة وحلفائها. وقال إن واشنطن مستعدة لفرض المزيد.
وتهدف العقوبات إلى الحد من قدرة روسيا على ممارسة الأعمال التجارية بالدولار واليورو والجنيه الاسترليني والين. وكان من بين الأهداف خمسة بنوك رئيسية، منها سبير بنك المدعوم من الدولة وفي.تي.بي، بالإضافة إلى أفراد من النخبة الروسية وعائلاتهم. ولن يتمكن سبير بنك، أكبر مقرض في روسيا، من تحويل الأموال بمساعدة البنوك الأمريكية.
كما أعلن البيت الأبيض عن قيود على الصادرات تهدف إلى الحد من وصول روسيا إلى كل شيء من الإلكترونيات التجارية وأجهزة الكمبيوتر إلى أشباه الموصلات وأجزاء الطائرات.
من جهته قال السفير الروسي لدى اليابان بأنه من غير الممكن عزل روسيا عن الاقتصاد العالمي.
كما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن فالنتينا ماتفينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي وهو الغرفة العليا في البرلمان قولها إن موسكو أعدت حزمة من العقوبات الانتقامية وتعرف نقاط ضعف الغرب.
وماتفينكو عضو في مجلس الأمن الروسي وشاركت في اجتماعه هذا الأسبوع قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.