التحقق من هوية نصف ضحايا "الجسر".. (99) قتيلا من السعودية والهند وباكستان
كشف اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، عن بدء الجهات المسؤولة إنشاء التوسعة الجديدة للجمرات السبت المقبل، عبر بناء جسر جديد يتكون من أربعة أدوار، مشيراً إلى أن التوسع في منطقة الجمرات أفقيا لا يجوز شرعياً، لأن حدود الجمرات محدودة، مبيناً أن التوسعة التي اتفق عليها ستكون رأسياً بإضافة طوابق جديدة.
وكان التركي قد أعلن في مؤتمر صحافي أمس، أن عدد المتوفين في حادثة جسر الجمرات بلغ 362، إضافة إلى 45 مصاباً يتم علاجهم في مستشفيات مكة المكرمة، فيما تم التعرف على نحو 203 من المتوفين منهم 118 من الذكور و85 من الإناث.
وعزا التركي قدرة رجال الأمن بالتعرف على بعض الجنسيات إلى الأساور التي يلبسونها على معاصمهم، مشيراً إلى أن أسباب الوفيات تعود إلى تدافع نحو 600 ألف حاج مستعدين للرمي بعد منتصف الزوال، الأمر الذي أوقع هذا العدد الكبير بين الحجاج، وقال إن الحادث وقع في تمام الساعة 12.28 دقيقة، ورصدته كاميرات المراقبة، وبعد دقيقتين استجاب رجال الأمن، ووصلوا إلى موقع الحادث، للإسراع في تطويق المنطقة، حتى يتم عزلها ووقف التدفقات البشرية الأخرى، لحين الانتهاء من منطقة الحادث، وإسعاف المصابين فوراً.
وبين التركي الذي كان يتحدث في المؤتمر بصحبة مسؤولين من وزارات الصحة والحج والدفاع المدني، أن المنطقة التي وقع فيها الحادث على جسر الجمرات كانت تضم أكثر من 70 في المائة من الحجاج المتعجلين، منهم نحو 600 ألف حاج ينتظرون موعد الزوال على مساحة لا تتجاوز 1.24 كيلومتر مربع، مشيراً إلى أن مساحة مشعر منى الكلية وفقا لخرائط ورسومات عرضها التركي تبلغ 6.74 كيلومتر مربع، قياسا بمشعر عرفات الذي لا تتجاوز مساحته 12.5 كيلومتر مربع، ومزدلفة التي تبلغ مساحتها 8.6 كيلومترا، فيما تبلغ مساحة المنطقة المخصصة لخيام منى 2.3 كيلومتر مربع.
وأوضح التركي أن فريضة الحج تؤدى في مساحة محدودة ووقت محدود، رغم أن منظمة المؤتمر الإسلامي قد حددت عدد الحجاج لكل دولة إسلامية بنسبة واحد إلى كل ألف، إلا أن المملكة تواجه زيادة سنوية في ارتفاع معدل سكان العالم الإسلامي، الذي يعد أعلى معدل نمو، مشيراً إلى أن نسبة الزيادة تصل إلى 25 في المائة، مبيناً أن السعودية ترخص لنحو 250 ألف حاج سعودي، ومثلهم من المقيمين على أراضيها.
وحول الرد على بعض القنوات التي تشكك في جهود السعودية قال: "إن الله سبحانه وتعالى يشهد على جهود الحكومة السعودية، وأكثر من2.5 مليون حاج، يرون بأم أعينهم جهود وإنفاق السعودية وخدماتها، ولا يغيرنا ما يسعى إليه من يشكك في دور السعودية".
وحول نشر صور المتوفين على الصحف وعلى شبكة الإنترنت بين التركي أنه ليس هناك ما يمنع ذلك، ولو تطلب الأمر ستنشر صور من لم يتم التعرف عليه، وهذا في حال تأخر معرفة بقية هويات المتوفين، ولذلك نعطي ذويهم فرصة للتعرف قبل حدوث صدمات لأقربائهم من خلال نشرها على الإنترنت.
وقال إن السعودية تفتح ذراعيها لكل مسلم يرغب في أداء فريضة الحج، موضحاً أن حكومة خادم الحرمين تنفق ملايين الريالات على توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة عاما بعد عام، إضافة إلى مشروع جسر الجمرات لزيادة الطاقة الاستيعابية وتوسعة جسر الجمرات، ورفع مستوى السلامة للراجمين.
وحول التشكيلات الأمنية داخل منطقة الجمرات وما إذا كان لها دور في هذا المصاب، اعتبر اللواء التركي أنها تساعد على وقف حدة الكثافة في المناطق المحيطة بها، وهذه التشكيلات يستفاد منها في سحب أمتعة الحجاج، مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً يتعرضون للإعياء، ويتم نقلهم، إضافة إلى العمل على محاولة التحكم في توجيه الحركة على جسر الجمرات، خاصة ممن يأتون بطريقة عكسية.
وأشار التركي إلى أن الكثير من الحجاج لا يرغبون في الرجم في الدور الأرضي، والجميع يرغبون في الرجم عبر الدور الأول، خاصة ممن معهم نساء وأطفال. وشرح التركي خلال المؤتمر مواقع تمركز رجال الأمن، وفق خبرات سابقة من السنوات الماضية في العمل في الحج، إضافة إلى آلية تنظيم الحشود وتجارب رجال الأمن، مبيناً أن السعودية تتعامل مع حشد لا يوجد له مثيل، ويحملون أمتعة ومظلات تشكل عائقاً لآلية مسير الحجاج.
ونفى التركي ما تردد حول أن أسباب الحادث كانت نتيجة تصرفات رجال الأمن، خلال مرور إحدى الشخصيات المهمة, موضحاً أن منطقة الجمرات التي وقع فيها الحادث، لا يمكن أن تدخل إليها أي سيارات، سوى السيارات التي تم إعداد خطة لسيرها، وتمركزها لخدمة الحجاج، وأن الشخصيات المهمة وضيوف الدولة، تقدم لهم الحكومة السعودية الحماية اللازمة، ويتم اختيار الأوقات المناسبة التي تخف فيها كثافة الحجاج، ليتمكنوا من رمي الجمرات في وقت متيسر، بعيداً عن الازدحام والكثافة البشرية.