توحيد الجهة الزكوية في أي بلد يحقق مقاصدها في محاربة الفقر

توحيد الجهة الزكوية في أي بلد يحقق مقاصدها في محاربة الفقر

أكد عقل الضميري مدير إدارة شؤون دواوين المحاسبة والرقابة المالية في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أن توحيد الجهات المسؤولة عن تحصيل الزكاة يتيح مزايا عديدة مشيرا إلى أن محاربة الفقر تحتاج موارد كبيرة ومنتظمة، وأن تشتيت الموارد بين كثير من الجهات يؤدي إلى ضعف دورها ومواردها للإنفاق على برامج رعاية الفقراء والانتقال بهم إلى مرحلة الإنتاج.
وشدد الضميري خلال حوار مع "الاقتصادية"، على إخضاع كل عمليات الصناديق وأجهزة الزكاة للرقابة المستمرة وفق المتطلبات الشرعية ومعايير المحاسبة والمراجعة بما في ذلك العلانية، لنتائج أعمال الصناديق من حيث الموارد والنفقات والتوزيع. وقال: "إن ذلك يحقق الثقة لدى المكلفين أن تخضع الصناديق للرقابة ويتيح إمكانية احتساب الزكاة المستحقة وسدادها للصناديق آليا".
وأبرز الضميري المجالات التطويرية في أجهزة الزكاة في دول الخليج والتي منها: إمكانية تسديد المزكي أو المتبرع في العالم عن طريق مواقع هذه الصناديق على شبكة الإنترنت ومن أي مكان يقيم فيه.
ولفت مدير إدارة شؤون دواوين المحاسبة والرقابة في أمانة المجلس، إلى أن اللقاء الأخير لرؤساء أجهزة الزكاة أوصى بتنفيذ البوابة الإلكترونية المشتركة، موضحا أن اللقاء المقبل "السابع" لرؤساء أجهزة الزكاة سيكون في الكويت في شهر فبراير 2010. فإلى نص الحوار:

بداية لو تطلعنا إلى تاريخ إنشاء إدارة شؤون دواوين المحاسبة والرقابة المالية في مجلس التعاون وأهدافها ومهامها؟

أشكركم على إتاحة هذه الفرصة، كما أقدر لكم تخصيص صفحة أسبوعية بهذه الجريدة تعنى بشؤون الزكاة وتسهم في التوعية والتعريف بالجهات المكلفة بشؤون الزكاة جباية وتوزيعاً.
تم إنشاء إدارة شؤون دواوين المحاسبة والرقابة في الأمانة العامة لمجلس التعاون بموجب قرار الأمين العام الصادر في تاريخ 29/4/1424هـ، وتهدف الإدارة إلى تحقيق التواصل والتعاون والتنسيق بين الأجهزة العليا للرقابة المالية في دول مجلس التعاون، وهي الممثلة بدواوين المراقبة والمحاسبة سواء فيما يخص العمل المشترك بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون في تعاملها كمجموعة مع الاتحادات والهيئات الإقليمية والدولية.
وقد أضيف إلى هذه الإدارة السعي لتحقيق ذلك الهدف بين الأجهزة المسؤولة عن الزكاة والضريبة في دول مجلس التعاون.
أما عن المهام، فإن الإدارة تقوم بالترتيب للجان العاملة في المجالات التي ذكرت وهي دواوين المراقبة والمحاسبة وأجهزة الزكاة والضرائب ابتداءً من الدعوة لعقد الاجتماعات الدورية لرؤساء هذه الأجهزة ولجان الوكلاء واللجان الفنية وفرق العمل وحتى كتابة المحاضر وتعميمها، ويدخل في ذلك الإعداد المسبق لأي اجتماع بتحضير الملفات المتضمنة أوراق العمل وكل ما يدخل في جدول الأعمال من موضوعات، كما تتولى الإدارة مهام متابعة التوصيات والقرارات الصادرة عن هذه اللجان، ورفع ما تتم إحالته منها إلى المجلس الوزاري والمجلس الأعلى لاتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، ويستكمل الدور مع الإدارات الأخرى في الأمانة العامة في خدمة جميع اللجان والسعي لضمان نجاح لقاءاتها بتهيئة جميع التقاير ونشر منجزات هذه اللجان.

ما تقييكم لوضع الأنظمة الزكوية والضريبية في دول المجلس وهل تحتاج إلى تطوير؟

عن الزكاة سيقتصر حديثي، اذ يقوم بالتنسيق في مجال الضريبة بين دول المجلس زملاء آخرون، وعليه فيمكن القول إن الأنظمة الزكوية في دول المجلس على فئتين، في السعودية يعتبر توريدها إلى الدولة ممثلة في مصلحة الزكاة والدخل أمراً إلزامياً على المكلفين وتتوافر لدى المصلحة أدوات جيدة لتحقيق هذه الإلزامية، أما في دول المجلس فإن أمر توريدها لصناديق الزكاة أمر اختيار يقرره المكلف، فله دفعها إلى الصندوق أو إلى أي جمعية خيرية أو يقوم بسدادها بمعرفته الشخصية على من يرى استحقاقهم لها بشكل مباشر، إلا أنني من خلال العمل مع الأجهزة المسؤولة عن الزكاة لفترة طويلة أرى أن توحيد الجهات المسؤولة عن التحصيل يتيح مزايا عديدة لتحقيق مقاصد هذه الفريضة بشكل أفضل، فمحاربة الفقر تحتاج لموارد كبيرة ومنتظمة، وإن تشتيت الموارد بين كثير من الجهات يؤدي إلى ضعف دورها ومواردها للإنفاق على برامج رعاية الفقراء والانتقال بهم إلى مرحلة الإنتاج.
وأنا لا أنفي أهمية دور الجمعيات والهيئات الخيرية المتعددة في المجتمع ولكن حبذا لو تخصصت هذه بالموارد المحصلة من التبرعات والصدقات ووجهت موارد الزكاة للصناديق والهيئات المسؤولة عن الزكاة.
وأما مسألة احتياج تلك النظم إلى تطوير، فهذا أمر مؤكد، مثل أي جهاز يقدم خدمات للمجتمع، إذ إن الوصول إلى المكلفين والحصول على ثقتهم ليس مسألة أمنيات أو أنها ترتبط فقط بحسن النوايا، بل لابد أن تدعمها نظم متجددة تلائم المستجدات المالية والادارية والاقتصادية في المجتمع، وتحقق الثقة لدى المكلفين بأن تخضع كل عمليات الصناديق وأجهزة الزكاة للرقابة المستمرة وفق المتطلبات الشرعية ولمعايير المحاسبة والمراجعة بما في ذلك العلانية لنتائج أعمال الصناديق من حيث الموارد والنفقات والتوزيع.

هل هناك برامج توعوية مشتركة بين مجلس التعاون عن أهمية الزكاة والحث على دفعها؟

كأي عمل أو مشروع يحتاج إلى تسويق مدروس، لا يكفي أن تكون البضاعة جيدة إذ لابد من التعريف بها لدى الفئات المستهدفه.
وهذه الفريضة التي تحمل جوانب اجتماعية واقتصادية إضافة إلى كونها عملاً نتعبد به إلى الله تعالى، وهذا في حد ذاته يمثل الحافز الأكبر لدى المكلف، فإن الجهات المسؤولة عن الزكاة في دول المجلس قررت تتنفيذ حملة إعلامية توعوية مشتركة تأخذ أشكالاً متعدده إذاعية وتلفزيونية، فتعاقدت مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك في دول الكويت لإعداد برامج توعوية موجهة لمختلف شرائح المجتمع من رجال أعمال وأفراد وحتى الأطفال للتعريف بأهمية فريضة الزكاة أمنياً واجتماعياً واقتصادياً للجميع، كما تقوم تلك الحملة الإعلامية بالتعريف بدور الأجهزة المسؤولة عن الزكاة، وستركز الحملة على ايصال عدد من الرسائل المهمة ومن بينها أن الزكاة لا يقتصر أداؤها على شهر رمضان المبارك وكذلك إلزامية دفعها إذا اكتملت الشروط كركن لا يجوز التهاون به حتى وإن لم يكن توريدها للأجهزة المسؤولة عن الزكاة.

ورد ضمن مهام الإدارة تدعيم العمل المشترك في مجال أنظمة الزكاة والضريبة في دول المجلس، ما الخطوات، وما المعوقات التي تؤثر فيها؟

يسعى مجلس التعاون بشكل عام إلى وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين وبالطبع من ضمن الجهات المعنية بذلك أجهزة الزكاة والضريبة، والحقيقة إن الخطوات قد بدأت بالفعل وذلك بقيام هذه الأجهزة بالتعرف بالأنظمة المعمول بها في الأجهزة الشقيقة في الدول الأعضاء، ومن ذلك عملية حصر المعوقات التي تواجه الأجهزة وبحثها بشكل جماعي للاستفادة من تجارب جميع الأجهزة في حل هذه المعوقات ومواجهتها، وقد بدأت الأمانة العامة عن الزكاة في إبداء مقترحاتها وتجاربها المرتبطة بهذه الإشكالات، وقد عرضت بعض الجهات إمكانياتها للمساعدة على التدريب وتزويد الأجهزة الشقيقة بالنماذج والنظم المستخدمة لأخذ ما يلائمها منها.

هل هناك خطط لتطوير أجهزة الزكاة وتبادل للخبرات في المستقبل؟

منذ بدأت اللقاءات الدورية لرؤساء أجهزة الزكاة وهذا البند يمثل عنصراً دائماً على جدول الأعمال، وتم تفعيله بخطط تدريب مشترك تتضمن عديدا من البرامج والدورات التدريبية للعاملين في أجهزة الزكاة، كما يتم تبادل خطط وبرامج التدريب الخاصة بكل جهاز للمشاركة فيها من قبل باقي الأجهزة، إضافة إلى تبادل النشرات والمطبوعات وإقامة الندوات المهتمة بشؤون الزكاة.
إضافة إلى أنه عقدت عدة اجتماعات لمناقشة العقبات والصعوبات التي تواجهها أجهزة الزكاة سواء في الجوانب الإدارية أو الإعلامية أو الضعف في الإيرادات وقدمت لها تصورات ومقترحات للتغلب عليها.
وتسعى الأمانة العامة بالتعاون مع جميع الأجهزة لتشجيع تبادل الزيارات بين المسؤولين في هذه الأجهزة والاطلاع على تجاربهم في مختلف المجالات، كما يتم استعراض تجارب أجهزة الزكاة أثناء انعقاد اجتماعات رؤساء الأجهزة.
ومن مجالات التطوير الملموسة الآن في الصناديق إمكانية احتساب الزكاة المستحقة وسدادها للصناديق آليا، من أي مكان يقيم فيه المزكي أو المتبرع في العالم وذلك عن طريق مواقع هذه الصناديق على شبكة الإنترنت.

يتم عقد لقاءات دورية لرؤساء الأجهزة الضريبية في دول مجلس التعاون، ما توصيات آخر لقاء، ومتى سيكون اللقاء المقبل؟

اللقاء الأخير لرؤساء أجهزة الزكاة كان في مسقط في سلطنة عمان إذ استضافه صندوق الزكاة في سلطنة عمان في كانون الأول (ديسمبر) 2008، ومن أهم توصيات هذا اللقاء: دراسة المعوقات التي تواجه أجهزة الزكاة في دول مجلس التعاون، متابعة سير العمل في الحملة الإعلامية التوعوية بالزكاة، تكليف لجنة التدريب بوضع خطة التدريب المشترك الثانية، وتوصية بتنفيذ البوابة الإلكترونية المشتركة. وسيكون اللقاء المقبل "السابع" لرؤساء أجهزة الزكاة بإذن الله في الكويت في شباط (فبراير) 2010م.

يلاحظ البعض قلة الندوات واللقاءات العلمية والمهنية بين الجهات المسؤولة عن الزكاة والضريبة في مجلس التعاون فما وسائل تفعيل ذلك؟

في إجابتي عن السؤال السابق ذكرت أن رؤساء الأجهزة المسؤولة عن الزكاة أكدوا تشجيع عقد الندوات واللقاءات العلمية المتخصصة في مجال الزكاة ودعمها ويمكن أن نضيف أن من أهم وسائل تحقيق ذلك تعميم خطط الجهات المسؤولة عن الزكاة في هذا المجال على الأشقاء في دول المجلس والدعوة للمشاركة فيها، كما أن وضع هذا الهدف – أي إقامة ندوة أو لقاء علمي بشكل سنوي – كبند ثابت على جدول الأعمال لاجتماعات رؤساء الأجهزة تتم مناقشة خلال هذه اللقاءات وصولا إلى اعتماد الموضوع والعنوان والوقت والجهات المشاركة والمعدة والمستضيفة للندوة أو اللقاء العلمي بحيث تتناوب على استضافته والإعداد له جميع الدول الأعضاء في المجلس، فإذا تم اعتماد هذه المنهجية فسيكون هناك منتج سنوي مفيد للجميع.

الأكثر قراءة