خٌيرت ... فاحترت

لو خُيرت بين تملك شقة حالا أو فيلا بعد 15 عاما ماذا تختار؟
قد يكون هذا السؤال قبل عشر سنوات مضحكا ولا مجال فيه للنقاش لأننا لم نعتد على العيش في الشقق خاصة في (المنطقة الوسطى) .ولكن لما لها من مميزات خصوصا لحديثي الزواج أو ذوي الأسر الصغيرة وتتمثل هذه المميزات في السعر المناسب، المساحة المناسبة، الإحساس بالأمن، إمكانية تكوين رأسمال (أي بعد الانتهاء من الأقساط سيكون لديه رأسمال جيد قد لا يستطيع تجميعه من خلال راتبه العادي خصوصا لو كان يسكن بالإيجار، وسهولة تقسيطها، فقد أصبح هذا أقرب الخيارات للعديدين فهم يبحثون عن شقق لمجرد الحصول على مسكن وللتخلص من عبء الإيجار على قول أبو عبدالله (الإجار دم فاسد) أي أنك تسكن فيه ولكنه ليس لك ولن يفيدك حاليا ولا مستقبلا يعني أن التمليك هو (دم مليء بالأكسجين)وهو مفيد ولكن!
إذا تعدى حدود سعر الشقق الحد الطبيعي لها وأصبحت تقارب أسعار الفلل فماذا ستختار؟ هل سيظل خيارك كالسابق؟ وهل ستظل الشقة خيارا متاحا أم أنها فتره استغلها البعض في وقت كنت متمسكا فيه بخيار الفيلا وعندما غيرت رأيك أخيرا (طارت الطيور بأرزاقها )!
وهل هذا منطقي؟ وما الخيار المتاح حاليا لمن لا يستطيع تقسيط مبالغ كبيرة شهريا والمتاح من الشقق لا يناسبه من حيث الموقع والإمكانات؟
وهذا يعني أهمية وجود عقود الإيجار طويلة المدى التي تحمي المستأجرين من زيادة الأسعار ،فالعقود طويلة المدى لا تمكن صاحب العقار من تأجيرها ولكن تقدم له إيجارا ثابتا لمدة طويلة كنوع من الحفاظ على أمان المستأجر ونوع من الحفاظ على مهنة التأجير التي بدأ عديدون بمحاولة الابتعاد عنها ، خصوصا بعد تمكن الأجنبي من التملك الذي يعتبر الداعم الأول للإيجار في السعودية.
هذا من الحلول المتاحة لتسهيل السكن ولو مؤقتا فمن يمتلك عقدا طويل المدى لن يفكر في ترك شقته إلا إذا حصل على سكن ملك ولن يفكر بالانتقال إلى شقه أخرى حتى لا يخسر عقده القديم وهذا سيحقق المكسب المستمر والطويل لصاحب الملك وسيشعر المستأجر بنوع من الأمان والحماية له من أي زيادات عشوائية. ودمتم.

إنماء العقارية

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي