معاناة صناعة السيارات الكهربائية مستمرة .. أزمة نقص في إمدادات النيكل
رفعت الأزمة الروسية الأوكرانية معاناة شركات صناعة السيارات الكهربائية في الحصول على احتياجاتها من معدن النيكل، الذي يعد مكونا أساسيا في صناعة بطاريات هذه السيارات، ولا سيما أن روسيا هي أحد أكبر منتجي النيكل في العالم.
ويواجه قطاع صناعة السيارات العالمية خلال الأسابيع الأخيرة احتمالات خسائر هائلة نتيجة مشكلات الإمداد الناجمة عن الحرب، إلى جانب أزمة نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية المستمرة. وبسبب أزمة الإمدادات اضطرت بعض الشركات إلى تجميد مؤقت للطلبيات على سياراتها.
بدورها، نجحت شركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية بالفعل في تأمين احتياجاتها من النيكل من خلال توقيع اتفاقيات مع عديد من الموردين منذ 2021.
وتتضمن هذه الاتفاقيات بنودا تمتد لعدة أعوام مع شركة التعدين العملاقة "فيل" التي لم يتم إعلانها وتتضمن توريد النيكل من كندا، بحسب مصادر مطلعة.
وعلى عكس أغلب شركات صناعة السيارات الأخرى، تركز "تسلا" منذ أعوام على ضمان إمداداتها من النيكل، وفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الجهود جزء من تركيز إيلون ماسك الرئيس التنفيذي للشركة على تحقيق التكامل الرأسي بهدف التحكم في سلسلة إمدادات الشركة.
وتدير "تسلا" بالاشتراك مع شركة باناسونيك اليابانية مصنعا ضخما لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية خارج مدينة رينو في ولاية نيفادا الأمريكية.
وتشتري "تسلا" جزءا من خلايا البطاريات من موردين آخرين إلى جانب إنتاجها من هذه الخلايا. في الوقت نفسه تعمل الشركة الأمريكية باستمرار لتحقيق تقدم في كيفية معالجة المواد الخام وتصنيع البطاريات. وفي عرض تقديمي في 2020، تحدث المسؤولون التنفيذيون فيها عن اختصار المسار اللازم لمعالجة المواد الخام منذ استخراجها من المنجم حتى تحويلها إلى أقطاب في البطارية.
وقالت جين مونستر المدير المشارك في شركة لوب فينشر للاستشارت: "إن ما تفعله تسلا في موضوع النيكل يمنحها ميزة تنافسية خفية، إذ إن تسلا تسعى باستمرار لكي تكون متقدمة على الآخرين بعدة خطوات".
وفي سياق متصل، أخرت الحرب في أوكرانيا طرح السيارة الكهربائية آي.دي5 من "فولكسفاجن" حيث أصبحت شركة الصناعة الألمانية أحدث شركة سيارات تعلن تأخير تسليم سياراتها بسبب مشكلات في الإمداد.
وقالت الشركة: "إنها قررت تأجيل طرح سيارتها الكهربائية الجديدة آي.دي5 من فئة السيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي إلى أيار (مايو) المقبل".
ويأتي تأخير طرح السيارة الكهربائية آي.دي 5 التي ستنضم إلى طرازي آي.دي3 وآي.دي4 بسبب توقف الإنتاج عدة أسابيع في مصنع الشركة في مدينة تسفيكاو في ولاية ساكسونيا الألمانية نتيجة نقص بعض المكونات المستخدمة في عملية التصنيع. وقال متحدث باسم مجموعة فولكسفاجن: "لذلك أخرنا طرح السيارة آي.دي5 إلى أيار (مايو) المقبل".
ويعد هذا التأخير هو الأحدث في سلسلة التأخيرات التي واجهتها صناعة السيارات العالمية ككل، حيث كانت البداية بتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد في أوائل 2020 ثم الأزمة الروسية الأوكرانية أواخر الشهر الماضي.
واضطرت "فولكسفاجن" أخيرا إلى تجميد مؤقت للطلبيات على سياراتها الهجين، وقبل ذلك كان يتعين على العملاء الانتظار لفترات طويلة حتى يتسلموا سياراتهم. وإلى جانب مشكلات إمدادات الإلكترونيات توقفت بعض مصانع "فولكسفاجن" مؤقتا بسبب توقف إمدادات بعض المكونات التي تأتي من أوكرانيا.
إلى ذلك، أظهرت بيانات رسمية نشرت أمس، ارتفاعا كبيرا في إنتاج السيارات في اليابان خلال الشهر الماضي بعد تراجعه نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد ونقص إمدادات مستلزمات الإنتاج.
وذكرت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية في بيانات أولية أن الإنتاج زاد خلال الشهر الماضي 10.9 في المائة، بعد تراجعه خلال كانون الثاني (يناير) الماضي 17.3 في المائة.
وأضافت الوزارة أن "قطاع التصنيع الياباني بشكل عام أظهر مؤشرات على التعافي خلال شباط (فبراير) الماضي". وقالت الوزارة: "إن الناتج الصناعي لليابان بشكل عام سجل خلال الشهر الماضي نموا شهريا بمعدل 0.1 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون نموه بمعدل 0.5 في المائة، بعد انكماشه بمعدل 0.8 في المائة، خلال الشهر السابق".
وإلى جانب قطاع السيارات سجلت قطاعات معدات النقل والآلات نموا ملحوظا في إنتاجها خلال الشهر الماضي، ما عوض التراجع في إنتاج قطاع الكيماويات والقطاعات التصنيعية الأخرى.