595 مليار دولار مبيعات سوق أشباه الموصلات العالمية في 2021 .. زادت 26.3 %
نمت سوق أشباه الموصلات العالمية 26.3 في المائة في 2021 مقارنة بالعام السابق، إذ بلغت المبيعات 595 مليار دولار، حسبما ذكرت شركة "جارتنر" لأبحاث الأسواق العالمية.
وبحسب وكالة "يونهاب" للأنباء، حققت "سامسونج" للإلكترونيات 73.2 مليار دولار في أعمالها في أشباه الموصلات في العام الماضي، لتحتل المرتبة الأولى في العالم متقدمة على "إنتل".
وهذه هي المرة الأولى التي تتقدم "سامسونج" فيها على "إنتل"، منذ عام 2018.
وبلغت حصة سامسونج في سوق أشباه الموصلات 12.3 في المائة وهي أعلى قليلا من حصة إنتل البالغة 12.2 في المائة.
وسجلت مبيعات إس كيه هاينكس الكورية الجنوبية 36.4 مليار دولار في العام الماضي وحققت حصتها السوقية 6.1 في المائة لتأتي في المركز الثالث.
وجاءت الشركتان الأمريكيتان ميكرون (4.8 في المائة) وكوالكوم (4.6 في المائة) في المركزين الرابع والخامس على التوالي.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني، أن إسبانيا تعتزم استثمار 11 مليار يورو (12.4 مليار دولار) لتطوير الرقائق الدقيقة وأشباه الموصلات، وذلك في إطار سلسلة مشاريع استراتيجية لإصلاح اقتصادها.
وقال أخيرا "نرغب في أن تكون بلادنا في طليعة التقدم الصناعي والتكنولوجي"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأضاف أن "مجلس الوزراء سيوافق على المشروع قريبا".
وتعد خطة الاستثمار هي أحدث جزء من خطط لإعادة بناء الاقتصاد من تأثير وباء كورونا، الذي أضر بإسبانيا أكثر من الدول الأوروبية الأخرى، وأيضا من تأثير الحرب في أوكرانيا.
وقال سانشيز "إن الحرب عطلت إمدادات غازات مثل الأرجون والنيون، وهما أساسيان في تصنيع أشباه الموصلات".
ويتسابق صانعو السياسة في أنحاء أوروبا لوضع خطط للاستثمار في الرقائق وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا المستوردة. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى أن يصبح مصنعا رئيسا لأشباه الموصلات بهدف إنتاج 20 في المائة من إمدادات الرقائق في العالم بحلول 2030.
ومدينة ماجديبورج في ألمانيا الشرقية السابقة على وشك أن تؤدي الآن دورا رئيسا في الجهود الأمريكية والأوروبية لإمالة ميزان القوى العالمي.
وكشفت شركة إنتل في 15 آذار (مارس) عن خطط لبناء مصنع عملاق بقيمة 17 مليار يورو "18.7 مليار دولار" لصنع أشباه موصلات متطورة في المدينة، إضافة إلى المصانع الجديدة في أريزونا وأوهايو التي أعلنتها الشركة على مدى الأشهر الستة الماضية.
وهي جزء من خطة بات جيلسنجر الرئيس التنفيذي لانتزاع السيطرة على الإنتاج من آسيا ومعالجة النقص العالمي في الرقائق الذي تفاقم خلال جائحة كوفيد - 19، ومرة أخرى بعد الحرب الروسية - الأوكرانية.
وتعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم دعم قدره مائة مليار دولار في سباق لتقليل الاعتماد على الواردات، تماما كما تخطط الصين لتحويل نفسها إلى قوة تتحكم في الرقاقة. ويشعر العاملون في الصناعة بقلق متزايد من أن هذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إلى جانب القلق من أن القيود السياسية ربما تزيد من تعقيد سلاسل الإمداد العالمية.
ولعل ما حدث مع روسيا مثال واضح على أن أشباه الموصلات صارت أدوات سياسية متزايدة الأهمية. ولعلها من أولى السلع التي استهدفتها واشنطن وبروكسل لعزل روسيا عن الاقتصاد العالمي.
وذكرت جينا رايموندو وزيرة التجارة الأمريكية، في مقابلة أجريت معها في 9 آذار (مارس) أنه إذا تحدت الشركات الصينية القيود الأمريكية المفروضة على التصدير إلى روسيا، فيمكن لواشنطن إغلاق الشركات من خلال عزلها عن المعدات والبرامج الأمريكية التي تحتاج إليها.
وتريد الولايات المتحدة وأوروبا استعادة حصتيهما من سوق الرقائق، حيث استأثرت الولايات المتحدة بما يقرب من 40 في المائة من إنتاج رقائق السيليكون في العالم في التسعينيات، في حين استأثر الاتحاد الأوروبي بأكثر من 20 في المائة، وفقا للأرقام التي ذكرتها واشنطن وبروكسل. والولايات المتحدة لديها الآن أقل من 15 في المائة، والاتحاد الأوروبي لديه نحو 10 في المائة.
وفي محاولة لتحويل الإنتاج بعيدا عن آسيا، يخطط الرئيس بايدن، لضخ 52 مليار دولار في بحث وتطوير وإنتاج شبه الموصل المحلي كجزء من مشروع قانون ضد المنافسة الصينية، على الرغم من أنه لا يزال في انتظار الموافقة. من ناحية أخرى، فإن الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي تعمل على مراجعة الاقتراح الأخير الذي قدمته المفوضية الأوروبية بقيمة 48 مليار دولار لبناء قدرة الاتحاد على إنتاج الرقائق.
وأنفقت الصين للتو ما يصل إلى 150 مليار دولار بحلول 2030 لبدء الإنتاج. ولا تزال البلاد متخلفة كثيرا، خاصة عندما يتعلق الأمر بصنع الرقائق المتقدمة، لكنها تلحق بالركب بسرعة.
وذكر ريموندو، في موقع إنتل الجديد في أوهايو، في كانون الثاني (يناير)، "نحن نركز على تنشيط صناعة أشباه الموصلات الأمريكية لأنها لبنات البناء الأساسية لاقتصادنا الحديث".
ويعد الرئيس التنفيذي لشركة إنتل جيلسنجر قوة رئيسة وراء الاستثمار الحكومي في المصانع الجديدة.
ويرى أن التمويل العام يمكن أن يساعد شركة إنتل على خفض تكلفة محاولة اللحاق بالرقائق المتطورة بعد الاعتماد على شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، المعروفة باسم TSMC، وشركة سامسونج إلكترونيكس في كوريا الجنوبية ومن شأنه أيضا أن يجعل الولايات المتحدة وأوروبا أكثر اعتمادا على الذات. ومصنع إنتل الجديد في ماجديبورج، سيبدأ الإنتاج في 2027، هو جزء من حزمة استثمار بقيمة 80 مليار يورو في أوروبا.