«العاصوف 3» .. قصة درامية سعودية ترصد مراحل تحول المجتمع

«العاصوف 3» .. قصة درامية سعودية ترصد مراحل تحول المجتمع
«العاصوف 3» .. قصة درامية سعودية ترصد مراحل تحول المجتمع
«العاصوف 3» .. قصة درامية سعودية ترصد مراحل تحول المجتمع
«العاصوف 3» .. قصة درامية سعودية ترصد مراحل تحول المجتمع

يعيدنا مسلسل العاصوف إلى إحدى أكثر الفترات سخونة في المشهد السعودي، نكأ جروحا قديمة، راصدا مراحل التحول في المجتمع، في جزء ثالث من العمل الذي يصحبنا في فترة مهمة من التاريخ، ما بين منتصف الثمانينيات وأواخر التسعينيات، وما مر بها من أحداث عاصفة.
ففي "العاصوف" أحداث شائقة ومفاجئة، ثرية بما تحمله من أفكار وأجواء كانت سائدة، تمارس دورها في التنوير والإضاءة على محطات اجتماعية صاحبت غزو الكويت والطفرة التجارية في المملكة وظهور التيار الصحوي، دون أن يغفل قيم الأخوة والنخوة والأصالة والتفاف الناس حول بعضها، ولا سيما أثناء الحرب، وقضايا تلامس ملايين من السعوديين.

أحداث عاصفة
يبني مسلسل العاصوف موسمه الثالث على نجاح الجزأين الأول والثاني، اللذين بثا في 2018 و2019، ثم غاب لعامين بسبب ظروف جائحة كورونا، ليعود بأحداث عاصفة غيرت مجرى حياة السعوديين.
عائلة الطيان لا تزال تواجه كثيرا من التحديات، في عمل يشارك ناصر القصبي بطولته نخبة من الفنانين، مثل: عبدالإله السناني، حبيب الحبيب، ريم عبدالله، ليلى السلمان، عبدالعزيز سكيرين، ريماس منصور، زارا البلوشي، أمينة العلي، أفنان فؤاد، وآخرين من الوجوه الشابة، ومن إخراج المثنى صبح، ويعرض على قناة MBC.
في كل حلقة من حلقات المسلسل الـ20، يناقش جانبا مهما وحساسا من التفاصيل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، فقد صورت الحلقات تفاصيل حرب الخليج الثانية وما ألقت به من جوانب اجتماعية، لقرب الصلة بين العائلات الكويتية والسعودية، وجهود المملكة بقيادة الملك فهد في احتواء الأزمة، وكلمته التي يحملها الكويتيون في ذاكرتهم "ما في الكويت والسعودية، فيه بلد واحد، يا نعيش سوا يا نموت سوا".
وعرض "العاصوف" في حلقاته مشاهد حقيقية من غزو العراق للكويت، وانتقال عدد كبير من الكويتيين إلى العيش في السعودية.

صراعات العائلة الواحدة
لا يصنف "العاصوف" عملا وثائقيا، إنما دراما توظف الأحداث التاريخية والتحولات المجتمعية في سياق المسلسل، وتنقل أجواء المشهد كما هي، وجاء "عاصفا" كما يراد من اسمه.
وناقش في طياته استغلال جمع التبرعات للجهات الخارجية، والطفرتين التجارية والعمرانية، إلى جانب المتاجرة في الديات، ومحاولة المتشددين تهديد السلم المجتمعي، الحداثة، الصحوة، نشوء فكرة الإرهاب والخلايا المتشددة، قيادة المرأة، صافرات الإنذار أيام حرب الكويت، وغيرها من الملفات والأحداث المهمة، محافظا على وتيرة تصاعدية من الأحداث التي شهدها الجزء الثاني، منها حادثة اقتحام جهيمان للحرم المكي أواخر 1979، وما ألقت به من تبعات وتأثيرات حتى يومنا هذا، ليدخل "ترند" منصات التواصل الاجتماعي، لما يحمله من معلومات وخفايا مثيرة.  
ويحافظ المسلسل على الثيمة الدرامية التي تسلط الضوء أيضا على العائلة الواحدة، وما يدور فيها من صراعات ومشكلات بين الإخوة، مثل الغيرة، وتعدد الزوجات، فخالد، الذي يؤدي دوره القصبي، هو شخصية رئيسة مليئة بالتفاصيل، فهو تاجر ثري، ولبساطته يدخل في شراكة مالية مع امرأة، ليعرض عليها تاليا الزواج، وتتطور الأحداث العائلية وتزيد حدتها، ويبدو أن الحلقات الأخيرة ستكشفها أكثر.
فيما يظهر محسن، الذي يؤدي دوره عبدالإله السناني، الأخ الغيور، الذي تحول إلى موظف فاسد، أما حبيب الحبيب، الذي يؤدي دوره حمود شقيق جهير، فيتورط في جريمة قتل.

شخصيات نضجت فكريا ونفسيا
القصبي في تصريح صحافي توقف عند الشخصيات التي شهدت - على حد وصفه - "تطورا كبيرا، فكريا ونفسيا، إلى جانب بروز خطوط درامية جديدة تحمل قيما إنسانية تعبر عن الواقع الاجتماعي خلال تلك المرحلة المهمة"، وأكد أن الجيل الجديد سيشكل محورا رئيسا للأحداث التي ستشهد تطورات متسارعة وشائقة، في وقت سيقع فيه على الآباء عبء إدارة الأزمات الجديدة والتعامل معها.. كل ذلك يسير ضمن خط زمني عريض تفرضه وقائع حرب الخليج وتبعاتها الاجتماعية والسياسية والأمنية في تلك الحقبة الزمنية الحرجة.
ريم عبدالله، شريكة القصبي في العمل، تؤدي شخصية جهير التي نضجت وكبر ابنها، وتغيرت ظروفها وظروف عائلتها، وهي ليست تلك الفتاة المراهقة التي أحبت ابن خالتها خالد وتحملته في كل شيء بسبب غيرتها الشديدة عليه، فقد كبر الجميع وكبرت مشكلاتهم معهم.
وكان لحبيب الحبيب مساحة كبيرة في العمل، عبر شخصية حمود التي حافظت على مرحها وخطها الكوميدي المحبب إلى المشاهدين.
يقول عن شخصيته، "إن حمود سيشهد تحولا من الفقر إلى الغنى، وإن شخصيته ستشهد تطورا إيجابيا، فقد بات أكثر نضجا وأقل تسرعا وتعجلا وسذاجة، لذا فثمة نضج نسبي في شخصيته، لكنه ليس بالنضج التام، فحمود سيظل حمود إلى آخر العمر".
كما ستظل علاقته بخالد، الذي يؤدي شخصيته القصبي، محافظة على طابعها الحميم، فهما صديقان لم تتغير علاقتهما ولم يفترقا رغم تغير كثير من طبيعة العلاقات الأخرى بين شخصيات العمل.

الثابت يجدد الحنين
كثير من التغييرات ظهرت جليا في القصة والحبكة، وإضافة مزيد من الوجوه الجديدة، لكن الثابت هو تتر المسلسل، الذي يجدد الحنين إلى الأيام الماضية، بكلمات خلف الحربي، وألحان ناصر الصالح، وغناء راشد الماجد، وهو التتر الذي رافق المسلسل منذ جزئه الأول.
وكان عبدالرحمن الوابلي، كاتب العمل الراحل، قد كتب "العاصوف" مستندا إلى أحداث وشخصيات عايشها في حياته، وبدا متأثرا بها، مثل والدته رقية الصقعبي، التي توفيت في حادث مروري في التسعينيات الهجرية، وهي عائدة من زيارة للوابلي في الرياض، التي كانت تدير شؤون العائلة، وتفتش عن المحتاجين وتبحث أحوالهم، وتعتني بالمريض في منزلها، وفقا لحديث سابق لعبدالله الوابلي، شقيق الكاتب، ومثلها في العمل على هيئة الأم هيلة، التي تؤديها الفنانة ليلى السلمان.

الأكثر قراءة