صناديق الاستثمار

نشرت "الاقتصادية" تصويتا بخصوص موقف المستثمرين من صناديق الاستثمار رفضت من خلاله الأغلبية العظمى التعامل مع الصناديق الاستثمارية. والمطلع على نتائج التصويت يلمس كثيرا من الحنق والغضب على مديري الصناديق. والحقيقة أن المستثمرين الذين خسروا ثرواتهم في صناديق الاستثمار لا يلامون فبعض الصناديق الاستثمارية خسرت معظم أصولها وأضحى المرء لا يفرق بين صناديق الاستثمار وصناديق الطماطم!
والعلاقة بين مديري الصناديق والمستثمرين هي علاقة غاضبة لسببين اثنين. السبب الأول أن كثيرا من مديري الصناديق لا يفهمون الدور المناط بهم أو لا يفهمون كيف يقومون بهذا الدور! والسبب الآخر أن بعض المستثمرين لا يدرك حدود الدور والمسؤولية على مدير الصندوق.
فعلى المستوى الأول لم يقم كثير من مديري الصناديق بعملهم على المستوى الأكمل إما لأنهم لا يدركون الدور المنوط بهم أو لا يستطيعون أداء ذلك الدور، أو أنهم يدركون ويستطيعون ولكن لا يرغبون وذلك لمصالح شخصية فمستوى التأهيل وقدرة مديري الصناديق والتقنيات المستخدمة كلها كانت عوامل أدت إلى سوء الأداء. إضافة إلى ذلك فحتى مستوى الرقابة لم يكن على المستوى المطلوب سواءً على المستوى الداخلي (داخل المنشأة) أو الخارجي. كل هذه الأمور أدت إلى وجود ثغرات كبيرة أدت إلى استفادة القليل على حساب الكثير عن طريق بعض السلوكيات غير الأخلاقية كأن يقوم المدير بشراء أسهمه الشخصية ثم يقوم الصندوق بالدخول بقوة في السهم.
على المستوى الآخر يعتقد بعض المستثمرين أن الاستثمار في الصندوق يؤمن حماية للاستثمار من الخسارة. وهذا غير صحيح فصناديق الأسهم في الغالب تعطي عادة أداءً مقاربا لمؤشر ما (ولنقل للتبسيط مؤشر السوق) لا أقل ولا أكثر. يستطيع المدير الجيد أن يتفوق على هذا المؤشر بنسبة لا تتجاوز في المتوسط 10 في المائة. استطاع مثلا وارن بوفيت وهو أحد أذكى المستثمرين على الإطلاق التفوق على المؤشر بنسبة في حدود 25 في المائة على مدى سنوات طويلة. يستطيع المدير غير الجيد أن يبقي كثيرا من المديرين الجيدين قادرين على تقديم النسبة أعلاه!!
وبشكل عام فصناعة الصناديق الاستثمارية هي صناعة حديثة على مستوى العالم حيث لم تبدأ بالانتشار إلا في السبعينيات الميلادية. ومحليا لم يعرف الناس صناديق الاستثمار على مستوى واسع إلا في عام 2004 بعد الارتفاع الصاروخي لسوق الأسهم. اللوائح التنفيذية لصناديق الاستثمار لم تصدر عن هيئة السوق المالية إلا في نهاية عام 2006 (الانهيار الكبير حدث في فبراير 2006). ولذا فمزيد من الوقت سوف يكون - إن شاء الله - عاملا مساعدا على تحسين أداء الصناديق. ولذا وحتى يثبت مديرو الصناديق قدرتهم على تقديم عائد أفضل فلا يلام المستثمرون إذا لم يستثمروا معهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي