اتجاه لمنع بيع الدراجات النارية للأطفال

تفكر الحكومة الأمريكية بجدية في منع بيع بعض الدراجات النارية للأطفال. فلقد أعلنت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنها ستعمل على الحصول على تأييد العامة بشأن استخدام الدراجات النارية atv وهي تبحث تقديم عريضة تدعو فيها إلى إصدار قرار بحظر بيع بعض الدراجات النارية للأطفال لمن هم بين 11 و16 ويعتزم تقديمها لفيدرالية المستهلك الأمريكي.
ومن دون أدنى شك فإن هذه الخطوة قد يتبعها إصدار قوانين جديدة قد تعني بدورها إحداث تغيرات كبيرة للصناعة نفسها والمستهلك.
وذكرت صحيفة ذا مايل تريبون The Mail Tribune أن رابطة الدراجات النارية بقيادة دوق موريس عارضت مسألة حظر بيع الدراجات النارية للأطفال, ودعا بدوره إلى التدخل العائلي, حيث يقول "نعتقد أن التدريب المناسب واستخدام عدة القيادة الآمنة والإشراف العائلي وكذلك السماح للأطفال بركوب الدراجات ذات الحجم المناسب لهم ستقلل جميعها بدورها الإصابات والوفيات المرتبطة بإصابات الدراجات النارية لمن هم دون 16. ولقد كشفت دراسة جديدة أن الاستعمال الشائع والمنتشر لهذه الدراجات التي يطلق عليه بالإنجليزية باختصار اسم ATV, قد قفز بحجم الإصابات بين الأطفال في السنوات الثلاث الماضية إلى 25 في المائة.
تقول الآنسة رون شولتس التي أجرت هذه الدراسة "لقد أوصت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية CPSC الأطفال لمن هم دون 16 بعدم ركوب الدراجات النارية المخصصة للبالغين ذات الحجم الكبير", وأضافت "فإن معظم الأطفال يفعلون ذلك".
وقدرت شولتس عندما قامت هي وزملاؤها بمعاينة السجلات الطبية لنحو 66 مستشفى, أن ما يقارب 109 آلاف طفل تعرضوا لحوادث من جراء ركوبهم الدراجات النارية تطلبت دخولهم غرفة الطوارئ ما بين الفترة من 2001 إلى 2003. أما معدل الإصابات فقد ارتفع بنسبة 25 في المائة خلال تلك الفترة ليصل إجمالي الإصابات في 2003 إلى أكثر من 4.400 إصابة وتتراوح الإصابات بين الكسور والكدمات والخدوش وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشلل.
وأثارت إحدى الممرضات في مستشفى كووس باي COOS BAY أن معظم هذه الإصابات تأتي من مواقف السيارات نظرا لعدم توقع سائقي السيارات رؤيتهم هناك, إضافة إلى إسراع راكبي هذه الدراجات وعدم الانتباه لمن أمامهم.
وترى شولتس وفريقها أن الآباء لا يكترثون لأنظمة السن الأدنى التي بكل ولاية ولا بتوصيات منظمات سلامة المستهلك ولا بالتحذيرات الطبية المتعلقة بركوب أطفالهم هذه الدراجات. وعلى الرغم من أن هناك نصائح للصحة العامة تثبط بدورها الأطفال من ركوب الدراجات ذات الحجم الكبير إلا أنه لا يوجد أي قانون فيدرالي يحظر بيع هذه الدراجات للأطفال, بل في الحقيقة معظم الدراجات النارية الموجودة في الأسواق ذات حجم كبير.
واستطرد شولتس بقولها "أعتقد أن هناك نقصا في التوعية لا يستهان به من الأهل بشأن المخاطر التي تكتنف ركوب الأطفال هذه الدراجات النارية, وعليه فلا بد من تطوير الجانب التثقيفي للمستهلك, وأضافت "إذا تقلد الأهل زمام الأمور وتحملوا مسؤولية تدريب أطفالهم فإن ذلك سيحسن من مجرى الأمور ولكن الأطفال سيبقون دوما أطفالا بل حتى أنه لا يجب أن يسمح لبعض الأطفال بركوب الدراجات العادية".