سكان الحاير والغنامية يطالبون بهواء نقي .. والمسؤولون يعدون بحلول
رصد المجلس البلدي لمدينة الرياض جميع الشكاوى والملاحظات والاقتراحات التي سجلها أعضاء المجلس في لقائهم المفتوح الثامن مع سكان حي الحاير والغنامية جنوبي مدينة الرياض وذلك بالتعاون مع مركز الإشراف التربوي في جنوب مدينة الرياض، ورفع المجلس جميع الملاحظات التي رصدها يوم أمس إلى الجهات المختصة.
وحضر اللقاء عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية، ورصدوا كافة الشكاوى التي تقدم بها السكان، والتي تركزت على القصور في الخدمات البلدية من رصف وإنارة وسفلتة وتشجير ومشكلات الصرف الصحي، وكذلك الأنشطة الاجتماعية المتعلقة بالشباب، والمصانع التي تحيط بالحي، والطريق الواصل بين العاصمة والحاير.
وأكد أهالي الحائر أنهم كانوا ينتظرون هذا اللقاء منذ قيام المجلس، واصفين إياه بأنه «تأخر كثيرا»، حيث يرون أنه كان يجب أن يعقد في العام الأول وليس بعد انتهاء فترته والتمديد له. وكشف سكان حي الغنامية في شكواهم عن عدم وجود مدارس ومستشفيات ومراكز صحية وخدمات حكومية في الحي، الأمر الذي جعل سكان الحي ينتقلون إلى أحياء مجاورة من أجل تلبية طلباتهم، وأكد أهالي حي الغنامية أنهم يخشون على أطفالهم الصغار عندما يذهبون إلى المدارس البعيدة عن الحي، بعد أن تعرض عدد من الطلاب الصغار إلى حالات دهس وتم إثباتها وذلك لعدم وجود مواصلات في المدارس، الأمر الذي يضطر معه الطالب الصغير في العمر إلى قطع شوارع رئيسة وخطرة من أجل الذهاب إلى مدرسته كما يؤكد سكان الحي وأولياء أمور الطلاب.
ولم تقتصر المعاناة التي نقلها سكان الحي لهذا الحد بل إن الأتربة والغبار دخلت إلى منازلهم وذلك لعدم وجود سفلتة في شوارع الحي، كما تسببت في أضرار على مركباتهم وتحطيمها، إلى جانب تلوث الهواء نتيجة الغبار كما جاء في الشكاوى المتكررة التي قدمها سكان الحي، مطالبين بأن تتم سفلتة الشوارع في الحي كما هو الحال في بقية أحياء الرياض، إلا أن الهاجس الأكبر لدى سكان الغنامية الذي تسبب في تلوث البيئة لديهم لم يقتصر على العوالق الترابية والغبار فحسب، بل تعدى ذلك إلى أنهم لم ينعموا بهواء نقي كباقي سكان العاصمة وكذلك سكان المملكة، وذلك بسبب وجود مصنع للأسمدة العضوية قرب الحي، ويبث عوادم وهواء ملوثا إلى جميع سكان الحي، الأمر الذي جعل كثيرا من الأهالي يشدون رحالهم ويهجرون الحي بعد أن لحق بهم ضرر كبير من تلك المصانع القريبة والتي يوجد بعضها داخل الحي، بحسب ما أكده السكان في شكواهم. من جانبه رد الشيخ عبد الله السويلم عضو المجلس على الشكاوى في كلمته للحضور وقال «يجب أن تسألوا أنفسكم ماذا قدمتم أنتم للمجلس، هل تحضرون الجلسات التي يعقدها؟ وهل زرتم المجلس والتقيتم أعضاءه في اليوم الأسبوعي المخصص لتلقي الشكاوى والمقترحات من المواطنين؟». وأكد السويلم أن المجلس يناقش مشكلات حي الحاير والغنامية بشكل مستمر في جلساته، مشيرا إلى أنهم ليسوا أصحاب قرار، وإنما ينحصر دور المجلس في إعداد التقارير ومخاطبة الجهات المختصة.
من جهة أخرى، أكد الدكتور مسفر البواردي والدكتور سليمان الرشودي والدكتور إبراهيم القعيد أعضاء المجلس، أن جميع الملاحظات والشكاوى سيتم رفعها إلى الجهات المختصة من أجل معالجة جميع المشكلات، مشيرين إلى أن حضورهم إلى سكان الحاير في مكانهم دليل بأنهم يعملون ما بوسعهم من أجل تصحيح الوضع العام. وامتدح أعضاء المجلس وكذلك الحضور الدور الذي يقوم به العضو الدكتور مسفر البورادي المسؤول عن أحياء جنوب الرياض من دور كبير من أجل حل المشكلات التي يعانيها سكان حي الحاير والغنامية.
عقب ذلك تحدث المهندس إبراهيم البكري رئيس بلدية الحاير عن أعمال البلدية وما طرحه أهالي المنطقة، مبينا أن مجمع الدوائر الحكومية في طور التنفيذ، حيث شارفت المرحلة الأولى على الانتهاء من تسوير وتشجير ورصف للموقع في انتظار الاعتمادات المالية لإكمال المشروع، وأضاف «هناك مشروع تحسين مدخل المدينة، حيث تمت ترسيته على المقاول، إلى جانب مشاريع للسفلتة في طور التنفيذ في أنحاء متفرقة من الحاير وبعض الأحياء القريبة منها، إضافة إلى مشروع منتزه شرق الحائر ليكون لأهالي الرياض بمساحه تقدر بثلاثة ملايين متر مربع جار العمل على دراسته وتطويره في الحائر القديمة على غرار منتزه الثمامة البري».
واختتم اللقاء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن البابطين الأمين العام للمجلس البلدي لمدينة الرياض قائلا «تحظى الحاير باهتمام أعضاء المجلس، وموضوعها يأخذ معظم مناقشات المجلس، وهناك عديد من الأعمال سترى النور للمجلس دور فيها، من إزالة للمصانع التي تقع حول المنطقة ومشاريع بلدية أخرى، وستكون من أفضل إلى أفضل».