الزلزال يواصل حصد الأرواح .. 40 ألف قتيل في تركيا وسورية
وسط الأنقاض يواجه مئات آلاف المشردين الجوع والبرد في تركيا وسورية حيث تحاول السلطات تخفيف آثار الكارثة الإنسانية بعد أكثر من أسبوع على الزلزال المدمر الذي تتجاوز حصيلة ضحاياه 40 ألف قتيل.
وتصبح فرص العثور على ناجين شبه معدومة والأولوية الآن، هي لمساعدة مئات آلاف الأشخاص الذين دمرت منازلهم جراء الهزة، وبحسب الحكومة التركية، فقد تم إيواء 1.2 مليون شخص في مسكان للطلاب ونصبت 203 آلاف خيمة وأجلي 400 ألف شخص من المناطق المنكوبة.
في مدينة أنطاكية التاريخية، بدأ تنظيم جهود الإغاثة بعدما توقفت 4 أيام بعد الزلزال، حسب ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس كانوا في المكان، وأقيمت مراحيض بحد أدنى من دون مياه، كما رممت شبكة الهاتف في العديد من الأحياء.
وكان بالإمكان ملاحظة انتشار كثيف للشرطة والجيش لمنع أعمال النهب، بعد السرقات التي سجلت نهاية الأسبوع الماضي، غير أن العديد من سكان أنطاكية برروا أعمال السرقة في السوبر ماركات في الأيام الأولى بعد الزلزال بالحاجة الملحة التي واجهها كثر، إذ كانوا محرومين من الماء والكهرباء والمال في غياب الدعم من السلطات، ويضاف إلى الحرمان المادي الحاد، الإرهاق النفسي الذي يشعر به الأطفال خصوصا.
وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إن 574 طفلا أخرجوا من مبان منهارة، وجدوا أنفسهم بدون أهل، وقال سيركان تات أوغلو الذي وجدت زوجته وأبناؤه البالغين 6 و 11 و 14 و 15 عاما ملجأ في خيم نصبت بجانب استاد كهرمان، "أبنائي تأثروا بالزلزال بشكل حاد".
وأضاف "فقدت 10 أشخاص من عائلتي. لا يزال أولادي لا يعرفون ذلك لكن ابنتي الأصغر سنا مصدومة من الهزات. لا تتوقف عن القول : بابا هل سنموت ؟"، وتابع "لا أريد أن أريهم الجثث. مع زوجتي، نضمهم ونقول لهم "كل شيء سيكون على ما يرام".
وفي بارقة أمل، أخرج ناجون من تحت الأنقاض بعد فترة 72 ساعة التي تعد حاسمة بعد الكارثة، وانتشل 7 أشخاص أحياء، وفق الصحافة التركية، بينهم طفل يبلغ ثلاثة أعوام في كهرمان وامرأة تبلغ 60 عاما في أديامان. كما أنقذت امرأة تبلغ 40 عاما بعد 170 ساعة تحت الأنقاض في غازي عنتاب.
إلا أن حصيلة الزلزال الذي بلغت شدته 7.8 درجات، لا تكف عن الارتفاع وقد تتضاعف بحسب الأمم المتحدة. وبلغت مساء الاثنين 35,331 قتيل (31.643 في تركيا و 3688 في سورية)، وبحسب تقرير لاتحاد أرباب العمل في تركيا، قد يكون 72,663 شخصا فقدوا حياتهم (جراء الزلزال) و 193,400 جرحوا". وأضاف التقرير أن التكلفة الاقتصادية للزلزال قد تصل إلى 84.1 مليار دولار.
وعقدت الأمم المتحدة اجتماعا طارئا الاثنين حول كيفية زيادة المساعدات للمناطق المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام السوري في شمال غرب سورية، وأعلن أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وسوريا لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.
وقبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سورية تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود، وفي الأيام الأخيرة، تكثفت الدعوات لفتح معابر جديدة بين تركيا وسورية، وأشاد جوتيريش بقرار الأسد معتبرا أن "من شأنه أن يسمح بدخول مزيد من المساعدات بشكل أسرع".
وجدد بسام الصباغ سفير سورية لدى الأمم المتحدة أمام الصحافة بعد اجتماع مجلس الأمن، التأكيد على أن دمشق ملتزمة "بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين أينما كانوا على الأراضي السورية"، وشدد على أن شمال غرب البلاد هو "جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية" ولذلك فإن دمشق "تدعم دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، عبر جميع المعابر الممكنة أينما كانت داخل سوريا، أو عبر الحدود، لمدة ثلاثة أشهر".
وعبرت الاثنين شاحنات تقل معدات لنصب ملاجئ مثل أغطية بلاستيكية إضافة إلى بطانيات وفرش وحبال ومسامير، الحدود، وأفاد سليمان خليل المسؤول في وزارة النقل السورية أن 62 طائرة محملة بالمساعدات هبطت في سوريا حتى الآن، وينتظر وصول المزيد في الساعات والأيام المقبلة، خصوصا من السعودية.
وهبطت الثلاثاء طائرة سعودية تحمل مساعدات إغاثية لمنكوبي الزلزال المدمر في مطار حلب الدولي، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة النقل وكالة فرانس برس، وهي الأولى من نوعها منذ قطع الرياض علاقتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع النزاع.