"يو.بي.إس" يوافق على شراء كريدي سويس مقابل 3.23 مليار دولار
وافق بنك (يو.بي.إس) السويسري على شراء منافسه الأصغر كريدي سويس مقابل ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.23 مليار دولار) وتحمل خسائر تصل قيمتها إلى 5.4 مليار دولار في اندماج قوي نفذته السلطات السويسرية لتجنب حدوث المزيد من الاضطرابات في القطاع المصرفي العالمي.
واضطرت الجهات التنظيمية في سويسرا إلى التدخل وتنسيق الصفقة بهدف منع أزمة الثقة التي يعاني منها بنك كريدي سويس من التغلغل أكثر داخل النظام المالي الأوسع. ومن المتوقع إبرام الصفقة بنهاية 2023.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إنهما يرحبان بالخطوة التي أعلنتها السلطات السويسرية بهدف دعم الاستقرار المالي.
وقال باول ويلين في بيان "أوضاع رأس المال والسيولة في النظام المصرفي الأمريكي قوية، والنظام المالي الأمريكي مرن"، مضيفين أنهما على اتصال وثيق بنظرائهما الدوليين.
وقالت كريستين لاجارد رئيسة البنك في بيان "أرحب بالإجراء السريع والقرارات التي اتخذتها السلطات السويسرية. كانت ضرورية لاستعادة أوضاع السوق المنتظمة وضمان الاستقرار المالي".
وأضافت "يتمتع القطاع المصرفي في منطقة اليورو بالمرونة، مع وجود مراكز قوية لرأس المال والسيولة. وعلى أي حال، لدينا أدوات جاهزة لتوفير دعم السيولة للنظام المالي في منطقة اليورو إذا لزم الأمر وللحفاظ على انتقال سلس للسياسة النقدية".
في غضون ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع الأمريكية تخطط لعرض بنك سيليكون فالي للبيع مرة أخرى في إطار مساعيها لتفكيك محتمل للبنك.
وقال وزير المالية السويسري إن إفلاس بنك يحتل مكانة مهمة عالميا كان من الممكن أن تكون له عواقب لا يمكن تداركها على الأسواق المالية.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصفقة ستنجح في استعادة ثقة العملاء من جميع أنحاء العالم في البنك. ويمكن معرفة المؤشرات الأولية على عملية الشراء عندما تفتح أسواق الأسهم في غضون ساعات قليلة في آسيا وأستراليا ونيوزيلندا.
ويأتي الاندماج بين البنكين في أعقاب الجهود المبذولة في أوروبا والولايات المتحدة لدعم القطاع المصرفي منذ انهيار بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر.
وقال البنك المركزي الأوروبي اليوم إن إنقاذ كريدي سويس كان ضروريا لاستعادة الهدوء في الأسواق المالية وإنه لا يزال مستعدا لدعم بنوك منطقة اليورو بالقروض إذا لزم الأمر.
وقال البنك المركزي السويسري في مؤتمر صحافي في العاصمة السويسرية بيرن إنه سيقدم سيولة كبيرة للبنكين بعد اندماجهما، مضيفا أن الصفقة تشمل تقديم مساعدات مالية قيمتها 100 مليار فرنك سويسري (108 مليارات دولار) لبنكي (يو.بي.إس) وكريدي سويس.
وقال "مع استحواذ (يو.بي.إس) على كريدي سويس، نكون قد توصلنا لحل لتحقيق الاستقرار المالي وحماية الاقتصاد السويسري في هذا الوضع الاستثنائي".
ولم يتضح بعد تأثير هذه الخطوة على الوظائف. وقال بنك (يو.بي.إس) إنه يتوقع توفير نحو سبعة مليارات دولار من التكاليف سنويا بحلول عام 2027. وأضاف أن حائزي أسهم بنك كريدي سويس سيحصلون على سهم واحد في (يو.بي.إس) مقابل كل 22.48 سهم لهم في كريدي سويس، أي ما يعادل 0.76 فرنك سويسري للسهم.
وقالت هيئة مراقبة السوق المالية السويسرية (فينما) إن البنكين سيكون بإمكانهما مواصلة جميع أنشطتهما التجارية دون قيود أو انقطاع. وأضافت إنها ستنسق مع السلطات الوطنية والدولية، ولا سيما مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) وهيئة التنظيم الاحترازية البريطانية.
وأضافت فينما أن أسهم كريدي سويس الإضافية من المستوى الأول التي تبلغ قيمتها الاسمية نحو 16 مليار فرنك سويسري (17.2 مليار دولار) سيتم تخفيضها بالكامل بعد أن قدمت الحكومة السويسرية الدعم.
وتسابق السلطات الزمن لإنقاذ البنك الذي جرى تأسيسه قبل 167 عاما ويعد من بين أكبر مديري الثروات في العالم، بعد أسبوع قاس شهد ثاني وثالث أكبر انهيار مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة.
وبوصفه أحد أهم 30 بنكا في العالم من الناحية التنظيمية فستؤثر أي صفقة تتعلق ببنك كريدي سويس في الأسواق المالية العالمية.
وقال اثنان من كبار المسؤولين التنفيذيين المطلعين لرويترز إن بنكين رئيسين على الأقل في أوروبا يدرسان سيناريوهات لاحتمال انتقال الأزمة عبر القطاع المصرفي في المنطقة ويتطلعان إلى تدخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) والبنك المركزي الأوروبي لتقديم مزيد من الدعم.