فنان يبحث عن متطوع بريطاني يتبرع بجثمانه

فنان يبحث عن متطوع  بريطاني يتبرع بجثمانه

ربما يكون الأستراليون الذين تصفحوا صحيفة "إيج" أخيرا قد لاحظوا إعلانا صغيرا مثيرا للدهشة والاستغراب.
الإعلان يطلب متطوعا ينحدر"من أصول بريطانية" يتبرع بجثمانه لمشروع فني "يرمز إلى التضحية من أجل التكفير عن آثام الماضي".
يقول نايثان ماينارد الفنان الذي يقف وراء الإعلان إنه يريد أن يؤدي عمله إلى التأمل في واحد من أحلك فصول الحقبة الاستعمارية.
وسيكون العمل الذي يخطط له جزءا من مهرجان فني يقام في مدينة هوبارت في نوفمبر المقبل.
يقول ماينارد، وهو من السكان الأصليين لولاية تازمانيا ومتخصص في فن الأداء بحسب "بي بي سي"، إن الفكرة جاءته عندما لاحظ الكثير من محاولات "التظاهر بالفضيلة" على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث "يرغب الجميع في أن ينظر إليهم على أنهم أناس صالحون" عندما يتعلق الأمر بقضايا سكان أستراليا الأصليين.
"أحيانا يجب أن تتساءل عن نية البعض. هل يفعلون هذا لمصلحتهم أم لمصلحة سكان أستراليا الأصليين؟"
"وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. الجميع يبدون رائعين. لكن الحقيقة المفقودة هي أنه لا يزال هناك الكثير من أهلنا في الحجز. لا زلنا لم نحصل على تلك المعاهدة الاتفاق القانوني مع الحكومة في هذا البلد".
يقول ماينارد إن هدفه هو أن يسأل الناس: "ما الذي يمكن أن يفعلوه من أجل الشعوب الأصليين في هذا البلد وحول أنحاء العالم؟"
"هل من الممكن أن يتبرعوا بجثثهم إذا ما لزم الأمر؟ هل سيتظاهرون في المرة المقبلة التي يلقى فيها أحد السكان الأصليين حتفه في الحجز؟ هل سينضمون لمسيراتنا الاحتجاجية؟"
يقول الفنان إنه لا يعرف بعد كيف سيكون الشكل النهائي للعرض. وسينفذ المشروع على عدة مراحل، ويبدأ بإجراء مقابلات وعملية اختيار للأشخاص الذين يتقدمون للتبرع.
يقول ماينارد إن لديه بالفعل بعض المتبرعين. ورغم أن إعلانه يذكر بكل وضوح أن الجثمان الذي سيتم اختياره سيعامل "بأقصى قدر من الاحترام"، فإنه يضيف أن عملية التبرع نفسها تهدف إلى التكفير عن "آثام" الاستعمار.
يشير ماينارد إلى أن جثث السكان الأصليين تعرضت للسرقة والتشويه وعرضت في المتاحف والمؤسسات الأوروبية، وقد بدأ ذلك في وقت مبكر من الحقبة الاستعمارية واستمر لعقود فيما بعد.
من بين تلك الجثث جثة زعيم السكان الأصليين التازماني ويليام لاني الملقب بـ "الملك بيلي"، التي قطعت أوصالها واستخدمت لأغراض البحث العلمي بعد وفاته في 1869.
وبعد نزاع حول ملكية رفاته، يزعم أن الطبيب ورجل الأعمال التازماني ويليام كروذر اقتحم المشرحة التي كانت توجد بها جثة لاني وقطع رأسه وأرسل جمجمته إلى الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا.

سمات

الأكثر قراءة