كيف يبدو الوضع في السودان بعد يوم من المواجهات العنيفة؟

كيف يبدو الوضع في السودان بعد يوم من المواجهات العنيفة؟

في يوم كان عنوانه الأبرز الروايات المتضاربة بين طرفي الصراع في السودان بعدما اندلعت أحداث عنف بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان - التابعة لحميدتي - والقوات المسلحة التي يسيطر عليها البرهان اليوم السبت فيما يبدو أنه صراع على السلطة قبل انتخابات كانت مقررة بعد انقلاب عسكري.
ووسط روايات متضاربة من الجانبين، نفى الجيش تأكيدات قوات الدعم السريع بأنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومطارات في الخرطوم ومدينة مروي في الشمال.
وأكدت نقابة أطباء السودان لرويترز مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة 183 في أنحاء البلاد بعد الاشتباكات.

وذكر مذيع على الهواء أن القتال دار أيضا في مقر التلفزيون الحكومي السوداني. وقال الجيش إن القوات الجوية تنفذ عمليات ضد قوات الدعم السريع. وأظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيونية طائرة عسكرية تحلق فوق الخرطوم لكن لم يتسن لرويترز التأكد من صحة هذه اللقطات.
وسُمع دوي إطلاق نار في عدة مناطق بالخرطوم حيث أظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد الدخان. وقال شهود إنهم سمعوا دوي إطلاق نار أيضا في مدن مجاورة.
ورأى صحفي من رويترز مدافع وعربات مدرعة منتشرة في الشوارع وسمع دوي أسلحة ثقيلة قرب مقرات الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لقناة الجزيرة إنهم إذا استمعوا لصوت العقل فسوف يعيدون قواتهم التي جاءت إلى الخرطوم ولكن إذا استمر الأمر "سنضطر" إلى نشر قوات داخل الخرطوم "من مناطق مختلفة".
وقالت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
ووصف حميدتي البرهان بأنه "مجرم وكاذب". ويتنافس الجيش مع قوات الدعم السريع على السلطة بينما تتفاوض الفصائل السياسية على تشكيل حكومة انتقالية.
وقال حميدتي في مقابلة أجرتها معه الجزيرة إنهم يعرفون المكان الذي يختبئ فيه البرهان وسيصلون إليه ويسلمونه إلى العدالة أو سيموت "...".
وقالت قوات الدعم السريع، التي يقدر محللون قوامها بنحو 100 ألف جندي، إن الجيش بدأ بمهاجمتها أولا عندما حاصر إحدى قواعدها وفتح عليها نيران أسلحته الثقيلة، بينما قال الجيش إنه يقاتل القوات شبه العسكرية في مواقع قالت إنها سيطرت عليها.
ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن تؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضا أن تعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.
وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوي السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.
ودعت القوى المدنية، التي وقعت على مسودة لذلك الاتفاق في ديسمبر، الطرفين اليوم إلى "وقف العدائيات فورا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل".
وقالت في بيان "هذه اللحظة مفصلية في تاريخ بلادنا... فهذه حرب لن ينتصر فيها أحد، وسنخسر فيها بلادنا إلى الأبد".
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمحاولة الانقلاب وتنفيذ مؤامرة بتخطيط من أنصار الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطيح به من السلطة عام 2019. وأطاح انقلاب في عام 2021 برئيس الوزراء المدني.

أفاد شهود بوقوع إطلاق نار في أجزاء أخرى كثيرة من البلاد خارج العاصمة. وأبلغ شهود رويترز بوقوع تبادل كثيف لإطلاق النار في مروي.
ونشرت قوات الدعم السريع السودانية مقطعا مصورا اليوم السبت قالت إنه لقوات مصرية "تسلم نفسها" لها في مدينة مروي بشمال البلاد. وقال الجيش المصري إن قواته موجودة في السودان لإجراء تدريبات مع جنود سودانيين.
وبينما كانت القاهرة تسعى للحصول على ضمانات لسلامتهم، قال حميدتي لشبكة سكاي نيوز عربية إن الجنود المصريين في أمان وإن قوات الدعم السريع ستتعاون مع القاهرة بشأن عودتهم.
وظهر في المقطع المصور عدد من الرجال يرتدون ملابس عسكرية ويجلسون على الأرض ويتحدثون مع أفراد من قوات الدعم السريع باللهجة المصرية. وأفادت تقارير من مصادر مخابراتية، لم يتسن التأكد من صحتها، بأن قوات الدعم السريع استولت على عدة طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية المصرية واحتجزت طياريها.
وقال الشهود إن اشتباكات اندلعت أيضا بين قوات الدعم السريع والجيش في مدينتي الفاشر ونيالا بدارفور. وقالت القوات إنها سيطرت على مطارات في الفاشر وولاية غرب دارفور.
ودعت الولايات المتحدة وروسيا ومصر والسعودية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء الأعمال القتالية.
ودعا وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة والإمارات إلى العودة لاتفاق سياسي إطاري بين القوى السياسية المدنية والجيش في السودان.
وأغلقت تشاد حدودها مع السودان.
وقالت الخطوط السعودية إن طائرة تابعة لها تعرضت لإطلاق نار بمطار الخرطوم أثناء الاشتباكات.
وأعلنت الشركة تعليق رحلاتها إلى السودان حتى إشعار آخر. وكذلك علقت شركة مصر للطيران رحلاتها إلى الخرطوم لمدة 72 ساعة.
وتشكلت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي من جماعات مسلحة تعرف باسم الجنجويد كانت تقاتل في صراع بمنطقة دارفور في بداية الألفية.
وأدى الصراع إلى نزوح ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص ومقتل 300 ألف.

الأكثر قراءة