«بيزنس كونكت» .. منصة بريطانية لتقليص الهوة بين الحكومة وقطاع الأعمال
تحدث ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني أمس، في حفل إطلاق منصة "بيزنس كونكت" الجديدة التي تجمع الحكومة والشركات الكبرى في البلد، فيما تعصف أزمة داخلية باتحاد أصحاب العمل "سي بي آي".
يأتي ذلك في سياق تنافس حزب المحافظين بزعامة سوناك وحزب العمال المعارض الرئيس مع اقتراب الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.
خسر حزب المحافظين الذي ينظر إليه تقليديا على أنه حزب رجال الأعمال، مكاسبه بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة بعد أن سببت ليز تراس رئيسة الوزراء السابقة، فوضى جراء خطة تخفيضات ضريبية العام الماضي.
وبحسب "الفرنسية"، قال سوناك لقادة الأعمال أمس: إن منصة "بيزنس كونكت" ستمكن الشركات من التواصل مباشرة مع إدارته.
جاء إطلاق المنصة إثر انسحاب عدد من الشركات الكبيرة من اتحاد أصحاب العمل "سي بي آي" الجمعة على وقع اتهام مسؤولين فيه بالاغتصاب.
وأقال الاتحاد توني دانكر مديره العام في وقت سابق من هذا الشهر على خلفية اتهامات بسوء السلوك، لكن دانكر ليس مرتبطا بتقارير عن اتهامات اغتصاب موجهة إلى عدد من موظفي الاتحاد.
وقرر "سي بي آي" الجمعة تعليق جميع أنشطته حتى عقد جلسة عامة استثنائية في حزيران (يونيو).
خلال الحفل أمس، شدد رئيس الوزراء البريطاني أمام جمهور يضم أكثر من 200 من الرؤساء التنفيذيين البارزين وشخصيات الأعمال، أن "بيزنس كونكت" هدفها تعزيز النمو الاقتصادي.
وقال ريشي سوناك في كلمة بثت أيضا على موقع التواصل الاجتماعي "لينكد إن": "سنواصل العمل لجعل بريطانيا الدولة الأكثر دعما للأعمال التجارية والنمو في العالم".
لا تزال بريطانيا تعاني تضخما يتجاوز 10 في المائة، سبب أزمة في تكلفة المعيشة، ما دفع عديدا من أصحاب العمل إلى دعوة الحكومة لبذل مزيد من الجهود لتحفيز الاقتصاد.
ودعا فاعلون في قطاعات الضيافة وتجارة التجزئة والسياحة إلى إعادة التسوق المعفى من الضرائب للسياح.
كما ركز حفل الإثنين جزئيا على قطاعات التصنيع المتقدم وعلوم الحياة والتكنولوجيا.
وأضاف سوناك: "نحن نجمع بعض أكبر الشركات والمستثمرين في المملكة المتحدة لإجراء حوار هادف، وأنا رئيس وزراء شغوف بالعمل مع قطاع الأعمال لإطلاق العنان للفرص والتقدم".
لكن حزب العمال انتقد الإعلان، واتهم الحكومة بسوء إدارة الاقتصاد.
وقال بات ماكفادين المتحدث باسم الحزب: "العائلات في بريطانيا هي الأكثر تضررا من ارتفاع الأسعار مقارنة بعديد من الاقتصادات المماثلة".
إلى ذلك، تعتزم سلسلة مطاعم "بريزو" الإيطالية إغلاق 46 فرعا خاسرا في بريطانيا بعد أن تضررت بشدة من ارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الغذائية.
وقالت سلسلة المطاعم الإيطالية إن نحو 810 عمال قد يتعرضون للتسريح من العمل كجزء من الإصلاحات، بحسب وكالة الأنباء البريطانية "بي أيه ميديا". وقال رؤساء الشركات الخاصة إن خفض عدد الفروع، الذي يعد جزءا من مراجعة استراتيجية أوسع، سيؤثر في المواقع التي "ثبت فيها أن التعافي بعد كوفيد أصعب مما كنا نأمل". وستبقي عملية التغيير على 97 فرعا ونحو 2000 موظف في سلسلة المطاعم.
وقالت سلسلة المطاعم إن عمليات الإغلاق ستؤثر في بعض المواقع في الشوارع الرئيسة، حيث تتحول بشكل أكبر نحو المواقع الموجودة "في مواقع أفضل لتلبية عادات المستهلكين المتغيرة" مثل مراكز التسوق والوجهات السياحية.
وتم إطلاع الموظفين على عمليات الإغلاق صباح أمس، مع بدء عملية تشاور.
وقالت شركة بريزو إنها ستعمل على إعادة توزيع "أكبر عدد ممكن من الموظفين داخليا"، وستدعم الآخرين في فرص عمل جديدة. وتأتي خطة الإغلاق الحالية بعد عامين من إغلاق المجموعة سابقا 22 مطعما وإلغاء 216 وظيفة.