بداية عام أفضل لـ «ميتا» .. النتائج تقفز بالسهم 11 % وتطمئن الأسواق

بداية عام أفضل لـ «ميتا» .. النتائج تقفز بالسهم 11 % وتطمئن الأسواق

أثمرت جهود مجموعة ميتا (فيسبوك وإنستجرام وواتساب) في تقليص حجم أعمالها الأساسية وإعادة التركيز على الأساسي منها، وهو بيع الإعلانات على الشبكات الاجتماعية، إذ جاءت نتائج الربع الأول أفضل من المتوقع، ما طمأن الأسواق المالية.
وحققت المجموعة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا، أرباحا صافية بـ5.7 مليار بين كانون الثاني (يناير) ومارس (-24 في المائة على أساس سنوي)، مع عائدات بلغت 28.65 مليار دولار وشهدت ارتفاعا بنسبة 3 في المائة بعد ثلاثة فصول متتالية انخفضت خلالها عائدات المجموعة، بحسب بيان لنتائج الشركة نشرته الأخيرة.
وارتفع سهم ميتا بنحو 11 في المائة خلال التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك.
وقالت ديبرا أهو وليامسون المحللة في شركة إنسايد إنتلجنس: إن ميتا "حققت بداية عام أفضل مما كان متوقعا، إذ تمكنت في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وأرقام عام 2022 الكارثية، من تسجيل نمو في إيراداتها نسبته 3 في المائة على أساس سنوي، ما يعد إنجازا".
وتابعت أن "التوقعات القوية للشركة للربع الحالي تظهر أنها تتعافى بالفعل".
وفي 2022، شهدت المجموعة للمرة الأولى منذ إدراجها في البورصة عام 2012، انخفاضا في العائدات المتأتية من الإعلانات وخسارة نسبة من مستخدمي فيسبوك، استعادتهم لاحقا.
وتعاني ميتا انخفاض عائداتها بسبب خفض المعلنين ميزانياتهم نتيجة التضخم، والمنافسة من منصة تيك توك، وتغييرات تنظيمية أجرتها شركة أبل، ما يحد من قدرتها على جمع بيانات المستخدمين لبيع إعلانات موجهة بصورة كبيرة.
وقالت وليامسون "إن ميتا ينبغي ألا تشعر بالارتياح، إذ عليها أن تنهي إعادة بناء مسألة الاستهداف بالإعلانات بعد ما تسببت فيه أبل، وإقناع المعلنين بالابتعاد عن تيك توك والمحافظة على نجوم مواقع التواصل فيها".
وأشارت المحللة أيضا إلى المنافسة المتزايدة مع "أمازون" ومواقع تسوق إلكترونية أخرى تستقطب المعلنين من خلال السماح لهم "بالتواصل مع المستهلكين في الصفحات التي يتسوقون منها".
ولفتت "إنسايد إنتلجنس" إلى أن ميتا ستحتفظ بـ20 في المائة من سوق الإعلان الرقمي العالمية في 2023، وهي أصغر حصة لها من هذه السوق منذ 2018.
وبسبب الشعبية الكبيرة التي تحظى بها منصة تيك توك، غيرت "ميتا" طريقة عمل منصاتها لتصبح مشابهة للتطبيق الصيني، بدءا من إمكانية نشر المستخدمين مقاطع فيديو قصيرة ومسلية تسمى "ريلز" وصولا إلى إنشاء خوارزميات تطرح على المستخدم محتويات معينة.
وقال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي للمجموعة الأمريكية خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين "بات 20 في المائة مما يوصي به الذكاء الاصطناعي لكم في فيسبوك وإنستجرام يأتي من حسابات لا تتابعونها".
وأضاف "منذ إطلاقنا مقاطع ريلز القصيرة، تسببت توصيات الذكاء الاصطناعي في زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدم في إنستجرام بنسبة 24 في المائة"، مؤكدا أن مقاطع الفيديو هذه تلعب دورا في تسجيل إيرادات أعلى من السابق.
وأبدى مارك زوكربيرج حماسة لتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعد الموضوع الأبرز راهنا في قطاع التكنولوجيا.
ورأى أن هذه الأنظمة الجديدة ستتيح "لعشرات الملايين من الشركات الصغيرة أن يكون لها برامج للذكاء الاصطناعي تلبي الزبائن عوضا عنها"، مضيفا أن "مختلف منتجاتنا وخدماتنا ستعتمد هذه التقنية".
وعلى غرار زميلاتها في سيليكون فاليه، تستثمر ميتا في الذكاء الاصطناعي، رغم عمليات الصرف الجماعي التي قامت بها.
وفي شباط (فبراير)، أطلق زوكربيرج على 2023 "عام تعزيز الفعالية". واستغنت الشركة التي لم تطلق أي خطة اجتماعية منذ تأسيسها قبل 20 عاما، عن خدمات 11 ألف موظف في تشرين الثاني (نوفمبر) (13 في المائة من القوة العاملة) و10 آلاف آخرين في آذار (مارس).
ومن المقرر أن تصرف الشركة مجموعة جديدة من الموظفين في أيار (مايو)، لكنها "ستعاود التوظيف بعد ذلك"، على قول سوزن لي، المديرة المالية للمجموعة.
وأشارت إلى أن التوظيف سيتم تحديدا على مستوى الفرق المسؤولة عن "الذكاء الاصطناعي التوليدي والإعلانات والبنية التحتية وقسم رياليتي لابس" الذي يصمم منتجات خاصة بعالم "ميتافيرس".
وأكد مارك زوكربيرج أن هذا المفهوم الذي يشكل كونا موازيا سيبقى أولوية لشركته، مع أن الحماسة تجاهه تلاشت عام 2022. وتحدث زوكربيرج عن جهاز جديد للواقعين الافتراضي والمعزز سيطرح خلال هذا العام، "بسعر مناسب لشريحة واسعة من الأشخاص".
وخسرت "رياليتي لابس" نحو أربعة مليارات دولار في الربع الأول من العام، بعد تكبدها خسائر صافية بلغت 13.7 مليار دولار في 2022.
وتسعى فيسبوك وإنستجرام من جهتهما إلى تنويع مصادر دخلهما من خلال "ميتا فيريفايد" الذي يمثل اشتراكا شهريا يبدأ من 12 دولارا أطلق في مارس، ويحصل المستخدم بموجبه على علامة توثيق لحساباته في المنصتين، إضافة إلى امتيازات أخرى.

سمات

الأكثر قراءة