روسيا تقاوم العقوبات بتعزيز تجارتها مع الصين .. زيادة 40 % في إمدادات الطاقة
دعا ميخائيل ميشوستين رئيس الوزراء الروسي خلال زيارته الصين أمس، إلى زيادة التجارة بين البلدين، قبل لقائه المرتقب اليوم مع الرئيس الصيني شي جين بينج.
وبحسب "الفرنسية"، قال رئيس الحكومة الروسية خلال منتدى اقتصادي في شنغهاي، حسبما ظهر في فيديو نشرته وزارة الخارجية الروسية، "تعتز روسيا بالعلاقات التي تجمعها منذ قرون بالصين".
وأضاف "أنا متأكد أننا سنحقق هذا العام الهدف الذي حدده الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جين بينج لزيادة تجارتنا إلى 200 مليار دولار" وهو رقم أعلن خلال قمة في موسكو في آذار (مارس).
الصين هي الشريك التجاري الأول لروسيا، وسجلت التجارة بينهما مستوى قياسيا بلغ 190 مليار دولار العام الماضي، بحسب أرقام الجمارك الصينية.
عززت الصين وروسيا في الأعوام الأخيرة تعاونهما الاقتصادي والدبلوماسي فيما تطورت الشراكة الاستراتيجية بينهما منذ الحرب في أوكرانيا.
وتسعى موسكو من خلال توطيد علاقاتها التجارية مع الصين إلى تخفيف تأثير العقوبات الغربية في اقتصادها، فيما يرى محللون أن الصين أصبحت الطرف الأقوى في العلاقات مع روسيا التي تواجه عزلة متفاقمة على الساحة الدولية.
وكان الكرملين قد قال إن ميشوستين سيشارك في منتدى الأعمال الروسي - الصيني وسيزور معهدا للأبحاث البتروكيماوية في شنغهاي وسيعقد محادثات مع "ممثلين عن دوائر المال والأعمال الروسية".
ويشارك في المنتدى عدد من رجال الأعمال الروس يعمل بعضهم في قطاعات رئيسة مثل الأسمدة والفولاذ والتعدين، بحسب وكالة "بلومبيرج".
وحضر أيضا ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء المعني بشؤون الطاقة المنتدى حيث قال "تنمو إمدادات الطاقة بأحجام كبيرة وزادت بشكل كبير في عام 2022"، مضيفا "في عام 2023، ستكون هناك زيادة أخرى بنحو 40 في المائة".
العام الماضي، أصبحت الصين أهم جهة تشتري الطاقة التي تنتجها روسيا علما أن صادرات الأخيرة من الغاز تراجعت بعد سلسلة عقوبات غربية فرضت عليها. وسيتوجه ميشوستين الأربعاء إلى بكين حيث سيلتقي الرئيس شي جين بينج ورئيس الوزراء لي كه تشيانج، وفق ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.
وقال أمس في منتدى شنغهاي "العام الماضي، خضعت روسيا لعقوبات كبيرة على نطاق غير مسبوق .. قاومنا وسنواصل تطورنا التدريجي".
وأضاف "أنا على يقين أن تعميق العلاقات بين روسيا والصين وتكثيف تعاونهما سيكون لهما أثر إيجابي في تعزيز اقتصادي البلدين".
لدى سؤالها عن الانتقادات الغربية المحتملة لهذه العلاقة الثنائية، أكدت ماو نينج الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية أن هذه العلاقة هي علاقة "تعاون اقتصادي وتجاري طبيعي على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة".
وذكرت أن بكين "اعترضت دائما على العقوبات أحادية الجانب التي لا يسمح بها مجلس الأمن الدولي وعلى الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية".
وأضافت "إن التعاون بين الصين وروسيا لا يستهدف أي طرف ثالث ولا يسمح بأي تدخل أو إكراه من قبل أي طرف ثالث". وتشدد الصين على أنها تلتزم الحياد حيال الحرب.
وفي شباط (فبراير)، أصدرت بكين وثيقة من أجل "تسوية سياسية" للنزاع ذكرت دول غربية أنها قد تمكن روسيا من إبقاء أجزاء كبيرة من الأراضي التي انتزعتها من أوكرانيا تحت سيطرتها.
وخلال قمة موسكو في آذار (مارس)، دعا الرئيس الصيني نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة بكين. وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي إن الطاقة ركيزة أساسية للتعاون مع الصين.
وذكر أن روسيا والصين تناقشان خططا للتعاون بشأن "توريد المعدات التكنولوجية الناقصة"، في إشارة إلى النقص الذي تعانيه روسيا بسبب العقوبات.
تراجعت صادرات روسيا من الغاز عام 2022 جراء سلسلة من العقوبات الغربية بعد الحرب في أوكرانيا. وفيما اتجهت أوروبا للبحث عن موردين آخرين، لجأت موسكو إلى مشترين أخر بما في ذلك الصين التي ترتبط بها بخط أنابيب "قوة سيبيريا". ازداد التقارب بين بكين وموسكو في الأعوام الأخيرة في إطار شراكة كانت بمنزلة حصن دبلوماسي ضد الغرب. وقال ميخائيل ميشوستين رئيس الوزراء الروسي إن المزارعين الروس مستعدون لزيادة صادراتهم إلى الصين، داعيا إلى تسهيل الوصول المتبادل لأسواق الدولتين.
وأوضح أن المزارعين الروس يستطيعون زيادة مجموعة السلع التي يتم تصديرها إلى الصين من المنتجات النباتية والحيوانية.
وأضاف ميشوستين أن روسيا والصين تحتاجان إلى تعزيز أمنهما الغذائي بشكل مشترك.
وتحدث ميشوستين عن مزيد من التقارب مع الصين في قطاع التكنولوجيا، وفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء.
وارتفع حجم التبادل التجاري للمنتجات الزراعية بين الصين وروسيا خلال العام الماضي بنسبة 42 في المائة سنويا إلى أكثر من سبعة مليارات دولار، في حين سجل خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 2.5 مليار دولار.