تأثير تكلفة الوصول في الطلب السياحي

السياحتان الداخلية والخارجية من أهم الأدوات الحيوية لزيادة الطلب على الأعمال بين الدول والقطاعات الاقتصادية في الدولة نفسها وترتبط السياحة بالنقل، لذلك صانعو السياسات الاقتصادية يسعون وبشكل مستفيض إلى مناقشة سبل تحسين الطلب على السياحة من خلال مجموعة واسعة من العناصر بحسب ظروف كل بلد وسياسته الاقتصادية إلا أن الإنفاق السياحي والطلب على السياحة من المواضيع الحاسمة في بناء الاستراتيجيات التحفيزية غير النقدية وبدأت بعض الحكومات بتفعيل تلك السياسات غير المباشرة من خلال استهداف الإنفاق السياحي وتسهيل وصول السياح سواء من داخل البلد أو خارجه، لا سيما أن الاقتصاديين يجمعون على أن السياحة وسيلة للتنمية الاقتصادية غير المكلفة بدليل أن الدول الفقيرة والجزر وحتى الدول الغنية تحرص على بذل الجهود لخفض تكلفة الوصول وكلما كان سعر صرف عملة ما أعلى من البلد المستضيف كانت الاتفاقيات الثنائية أكثر حضورا بما في ذلك الترحيب الضمني ببعض الجنسيات التي لديها إنفاق سياحي مرتفع، كما أن للسياسات الحكومية التي تنفذها الدول دورا كبيرا في أعداد الزوار.
هناك مستويات مختلفة من التقييم الاقتصادي للحكم على الطلب السياحي لأي بلد، لكن هناك مسارات سريعة يمكن العمل عليها من أجل تحفيز الطلب وفي الوقت نفسه تحقيق المستهدف من زيارة الأجانب، أي: الإنفاق السياحي وهو مقدار ما يدفعه السائح مقابل الخدمات والسلع منذ دخوله.
أعتقد أن طريقة التفكير لها دور جوهري أن جعلت من السياحة نموذجا للتدفق الدائري للأموال على سبيل المثال للسائح الداخلي ولهذا علينا النظر وفحص تكلفة الوصول بين المدن التي تعد الشرارة لقرار الإنفاق السياحي الداخلي للفرد أو الأسرة، ومن الأمور التي لا تخضع للتفكير المنطقي: سلوك الناس الاستهلاكي، ومن هنا إذا كانت تكلفة الوصول منخفضة ففرص الإنفاق ستكون مرتفعة، ويمكننا الاستشهاد بأثر الطيران الاقتصادي الحقيقي في اقتصاد المدن التي يستهدفها وحجم الإنفاق مقابل تكلفة الوصول.
في الواقع 120 دولارا لرحلة دولية ولمدة أربع ساعات على سبيل المثال تبدو أمرا بسيطا وتذكرة منخفضة التكلفة، لكن العائد الحقيقي يأتي من الإنفاق السياحي اللاحق من السائح وهنا يظهر دور الاقتصاد السلوكي في تحفيز السفر من أجل تحقيق الإنفاق الاستهلاكي.
في ختام حديثي اليوم: انخفاض أسعار الوصول أكثر أهمية من تحقيق هوامش ربح عالية في بعض القطاعات، أعني: أن وجود ممكن اقتصادي وهو النقل مثل الطيران له دور حيوي في زيادة الطلب على السياحة وفي الوقت نفسه سنرى مستويات أعلى من الإنفاق السياحي، ويمكنني لفت النظر إلى تبني أفكار غير تقليدية من أجل خفض تكلفة وصول السائح مثل تأسيس شركات طيران لها امتيازات تنافسية في الطيران الاقتصادي أو حتى تصميم نموذج تجاري بين شركات الطيران عبر صناع السياسات الاقتصادية في المجال السياحي بهدف خفض تكلفة وصول السائح الداخلي والخارجي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي