أوروبا تعتزم تمديد قيود استيراد الحبوب الأوكرانية رغم مقاومة دول في التكتل
تعتزم بروكسل تمديد القيود على استيراد الحبوب الأوكرانية التي فرضتها خمس دول في الاتحاد الأوروبي حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) على الأقل، رغم معارضة كييف ومقاومة عدد من دول التكتل.
وبينما عزز رفع الرسوم الجمركية في أيار (مايو) 2022 تدفق المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي، منعت دول مجاورة (بولندا، المجر، سلوفاكيا، وبلغاريا) من جانب واحد استيراد الحبوب من أوكرانيا في منتصف نيسان (أبريل) بسبب امتلاء صوامعها وانهيار الأسعار المحلية.
وتوصلت المفوضية الأوروبية المكلفة بالسياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، إلى اتفاق مع هذه الدول الأربع ورومانيا في نهاية أبريل ينص على "تدابير إنقاذية" حتى 5 حزيران (يونيو) للسماح لها بعدم تسويق القمح والذرة وبذور اللفت وبذور دوار الشمس على أراضيها شرط ألا تمنع عبور هذه الحبوب إلى دول أخرى.
وتقول وزارة الزراعة الأوكرانية إن كييف صدرت حتى الآن 45.3 مليون طن من الحبوب خلال الموسم الذي بدأ في تموز (يوليو) الماضي، وذلك بانخفاض نسبته 3.7 في المائة.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني الخاص بالوزارة أمس، أن إجمالي حجم الحبوب شمل 15.4 مليون طن من القمح، بانخفاض نسبته 17 في المائة على أساس سنوي.
كما تشمل الكمية 2.6 مليون طن من الشعير، بانخفاض نسبته 53 في المائة على أساس سنوي، و26.4 مليون طن من الذرة، بزيادة نسبتها 20.5 في المائة على أساس سنوي. جدير بالذكر أن أوكرانيا لم تصدر الحبوب عن طريق البحر في مثل هذا الوقت من العام الماضي بسبب الحرب. أما في العام الحالي، فيتم الشحن عبر ممر الحبوب في البحر الأسود.
وقال يانوش فويتشوفسكي مفوض الزراعة الأوروبي بعد اجتماع لوزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء "من الضروري تمديد (هذه القيود) على الأقل حتى نهاية أكتوبر، ويفضل حتى نهاية العام، بعد موسم الحصاد، وإلا سنواجه مشكلة كبيرة". لكنه أوضح أن المفوضية لم تحسم أمرها، وفقا لـ"الفرنسية".
وأضاف أن "المشكلة تكمن في وجود فائض من الحبوب الآن في مخزون الدول المجاورة أكثر من أوكرانيا، يجب علينا تمديد قيود الاستيراد المؤقتة لتحسين الوضع"، داعيا إلى تشديد الوسائل اللوجستية لتخفيف الضغط على مستودعات الحبوب.
وندد ميكولا سولسكي وزير الزراعة الأوكراني الموجود في بروكسل الثلاثاء بهذه القيود. وقال "نعتقد أن تمديدها ليس المسار المناسب، نحن نعارضه" عادا أن ذلك سيصب في مصلحة موسكو.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد "الإجراءات الحمائية القاسية إن لم تكن وحشية".
كما اعترضت على القيود 12 دولة في الاتحاد الأوروبي، بينها فرنسا وألمانيا اللتان أعربتا عن "مخاوف جدية" في منتصف مايو بشأن هذه "المعاملة المتباينة ضمن السوق الداخلية" ودعتا إلى "مناقشات إضافية" بشأن مساعدة بقيمة مائة مليون يورو اقترحت بروكسل تقديمها للمزارعين في الدول الخمس المتضررة.
أكد فويتشوفسكي "آمل أن أكون قد أقنعت الدول الأعضاء بأن (هذه المساعدة) مستحقة، وأن المعايير المختارة منصفة، وآمل ألا تكون هناك أي عقبات أمام التصويت على هذه المساعدة وأن يتم تحويلها في أقرب وقت ممكن إلى المزارعين".