السبت, 10 مايو 2025 | 12 ذو القَعْدةِ 1446


جبل إيفرست .. ما بين الماضي والحاضر

عندما انطلق كامي ريتا شيربا في أول رحلة استكشافية له إلى جبل إيفرست في 1992، اضطر إلى الترحال لفترة تقرب من شهر، من أجل الوصول إلى معسكر قاعدة إيفرست.
وبسبب عدم وجود رحلات جوية منتظمة إلى "لوكلا" في ذلك الوقت - وهي بلدة صغيرة تقع في شمال شرق نيبال، وهي تعد اليوم نقطة انطلاق شهيرة لتسلق أعلى قمة في العالم - اضطر فريقه إلى التحرك لفترة استمرت عدة أسابيع من "جيري"، وهي بلدة تقع على بعد نحو 190 كيلومترا شمال شرق العاصمة كاتمندو، من أجل الوصول إلى معسكر القاعدة، بحسب ما ذكرت "الفرنسية".
وفي ظل عدم وجود أي فنادق أو مقاه على طول الطريق، اضطر أعضاء المهمة إلى الطهي لأنفسهم باستخدام مواقد الكيروسين، أو حتى كانوا يستخدمون في بعض الأحيان الأعلاف المجففة لإعداد وجباتهم.
وفي ذلك الوقت، كانت الرحلات الاستكشافية تستغرق ما يصل إلى 90 يوما، يقضي خلالها المشاركون ما يقرب من شهرين في الارتحال.
ويقول شيربا، "في الوقت الحاضر، صارت هذه الأمور شيئا من الماضي. يمكنك الآن الهبوط بشكل مباشر في المعسكر الأساسي، وطلب أي طبق - تقريبا - تطلبه في الفنادق ذات الخمس نجوم في كاتمندو".
ويضيف، "إذا أتيح المال لدى المرء، فإنه يمكنه الحصول على كل شيء تقريبا داخل المعسكر الأساسي الذي يمكن الحصول عليه في كاتمندو، من حيث الإقامة المريحة والطعام الرائع الشهي وخدمة الإنترنت والمرافق الطبية." ويعني توافر الفنادق والنزل والمروحيات ومقاهي بيع الشاي، إضافة إلى العشرات من الرحلات اليومية إلى "لوكلا"، أن الرحلات الاستكشافية إلى إيفرست في الوقت الحالي، تستمر بالكاد لأكثر من نحو 45 يوما.
وتعكس شهادة شيربا تأثير التسويق لصناعة التسلق في ظل زيادة حجم الاستثمارات في المنطقة، ما جعل التسلق أسهل كثيرا على مر العقود. ومع ذلك، فإن ارتفاع التكاليف يعني أنه صار من الممكن تحقيق المغامرة بشكل متزايد فقط من جانب ناد حصري مقصور على الأثرياء الذين يستطيعون إنفاق آلاف الدولارات للوصول إلى أعلى قمة في العالم.

الأكثر قراءة