ألمانيا: بناء علاقات تجارية متوازنة مع دول آسيا لا تنحصر في شريك واحد
قال المستشار الألماني أولاف شولتس أمس إن ألمانيا تسعى إلى بناء علاقات تجارية "متوازنة" مع دول عبر آسيا، فيما تستعد برلين لخفض اعتمادها على الصين.
وبحسب "الفرنسية"، أكد شولتس خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج "ألمانيا ملتزمة بتوسيع علاقاتنا الاقتصادية مع آسيا وخارجها". وأضاف "لا نريد أن نحصر أنفسنا مع شريك واحد، بل نرغب في إقامة شراكات متوازنة عبر آسيا وخارجها".
من جهته، دعا رئيس الوزراء الصيني خلال زيارته إلى برلين إلى تعزيز التعاون بين بلاده وألمانيا لمواجهة التحديات الاقتصادية، مؤكدا أن بكين تولي "أهمية كبيرة" للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وقال إن "التعافي الاقتصادي العالمي يفتقر إلى ديناميكية نمو. إن الصين وألمانيا، بوصفهما بلدين كبيرين ومؤثرين، ينبغي لهما العمل معا بشكل وثيق من أجل السلام والتنمية العالميين".
وأكد المسؤول الصيني أيضا أن بلاده تولي "أهمية كبيرة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين ومستعدة للعمل مع ألمانيا لتعزيز هذه العلاقات".
وأجرى المستشار الألماني مع رئيس الوزراء الصيني محادثات في مرحلة حساسة إذ إن برلين تعمل حاليا على إعادة رسم دبلوماسيتها تجاه بكين التي تظل شريكها التجاري الأول.
وباتت نبرة ألمانيا تجاه الصين أكثر حدة مقارنة بما كانت عليه في السابق ولا سيما في عهد المستشارة أنجيلا ميركل التي سعت إلى تعزيز العلاقات التجارية مع العملاق الآسيوي.
ويعتمد الاقتصاد الألماني، الأكبر في أوروبا، على تنويع شركائه "لتقليل المخاطر" المرتبطة باعتماده المفرط على الصين. لكن بروكسل لا يمكنها أن تعرض للخطر صادراتها إلى السوق الصينية التي تعد حيوية لقطاع الصناعة الأوروبي القوي.
أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج مصلحة بلاده في توسيع نطاق التعاون مع ألمانيا.
وأشار لي إلى الوضع الدولي "المعقد" وغياب الزخم في نمو الاقتصاد العالمي. وقال رئيس الحكومة الصينية:" إذا عززنا التعاون في مجال العلوم والصناعة والاقتصاد فإننا سنسهم في استقرار الاقتصاد العالمي"، ورأى أن البلدين بإمكانهما لعب "دور عامل الاستقرار".
ورغم أن التعافي الاقتصادي في الصين فقد زخمه، أعرب لي عن تفاؤله حيال حدوث مزيد من التطور الاقتصادي في بلاده، وأكد أن حكومته ستواصل تعزيز سياسة الانفتاح على الخارج والتحديث حتى مع تزايد اعتماد الصين على الذات.
وصرح لي بأنه تم التوقيع على عشر اتفاقيات مشتركة خلال زيارته لألمانيا. بينما وصف المستشار الألماني المشاورات الحكومية المشتركة بين بلاده والصين بأنها ذات مغزى. وقال شولتس إن " الحوار المباشر والمحادثات الشخصية والتبادل الفعلي لوجهات النظر، كل هذه الأمور أصبحت أكثر أهمية من المعتاد في هذا الزمن الاستثنائي المليء بالتحديات العالمية".
ويرى السياسي الاشتراكي الديمقراطي أن المحادثات الشخصية المباشرة تسهم في فهم الجانبين لبعضهما بعضا بصورة أفضل مشيرا إلى أن هذه المحادثات "تتيح لنا مناقشة القضايا التي تختلف آراؤنا فيها".
واختار المسؤول الصيني، الذي عين رئيسا للوزراء في آذار (مارس)، ألمانيا كوجهة لزيارته الرسمية الأولى في الخارج.
يوم الإثنين، شدد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اللهجة خلال محادثاته مع المسؤول الصيني، إذ أكد أن التعاون بين البلدين "يظل مهما ولكنه تغير في الأعوام الأخيرة"، وفقا لتغريدات نشرتها المتحدثة باسمه سيرستين جاميلين.
وأكد ثورستن بينر مدير المعهد الدولي للسياسات العامة أن "الصين تعد أن ألمانيا هي الطرف الأهم في أوروبا ومع استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة بالتدهور من مصلحة بكين أن تظهر أنها تقيم علاقات بناءة مع أكبر لاعب في أوروبا".
وأضاف بينر "يبقى السؤال في معرفة ما إذا كان الألمان سيستمرون في اللعبة مدعين أن ثمة توافقا واسعا مع بكين" أم أنهم "سيختارون طريقا جديدا ويتحدثون صراحة، على أن يقتصر الإعلان النهائي على المجالات التي ثمة سبيل فعلي فيها للتعاون".