باستثناء 3 دول .. تباطؤ التضخم في الاقتصادات المتقدمة لأدنى مستوى منذ 2021
تباطأ التضخم لدى جميع الاقتصادات المتقدمة في الوقت الحالي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ كانون الأول (ديسمبر) من عام 2021، رغم أن نمو الأسعار الأساسية يظهر قوة أكبر بعض الشيء، بحسب ما ذكرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، أمس، بانخفاض المقياس الرئيس للمجموعة التي تشمل الدول الغنية حول العالم ليصل إلى 6.5 في المائة في أيار (مايو)، بينما بلغ المؤشر الأساس المزعوم الذي يستبعد الغذاء والطاقة 6.9 في المائة. وصدرت البيانات عن المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها، أمس.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن جميع أعضاء المجموعة شهدوا تباطؤ معدلات التضخم، باستثناء هولندا والنرويج والمملكة المتحدة.
يشار إلى أن معدل التضخم استمر في التراجع في منطقة اليورو في حزيران (يونيو) مع انخفاض تكاليف الطاقة رغم أن أسعار المواد الغذائية والمشروبات ما زالت مرتفعة، وفق ما أظهرت بيانات رسمية أخيرا.
ورغم تباطؤ التضخم إلا أنه يظل مصدر قلق للبنك المركزي الأوروبي الذي من المتوقع أن يواصل رفع أسعار الفائدة ويستمر في إبطاء الاقتصاد، وارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة 5.5 في المائة في حزيران (يونيو)، مقارنة بـ6.1 في المائة في أيار (مايو)، بحسب وكالة "يوروستات" التابعة للاتحاد الأوروبي، وكان التحسن أفضل قليلا مما توقعه محللون استطلعت "بلومبيرج" آراءهم وتحدثوا عن نسبة 5.6 في المائة.
وبما أن أسعار المواد الاستهلاكية ما زالت أعلى من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، يتوقع محللون أن يتواصل رفع معدلات الفائدة، وارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة 11.7 في المائة في حزيران (يونيو) مقارنة بـ12.5 في المائة في أيار (مايو)، بحسب "يوروستات". وتراجع التضخم في أسعار الطاقة في منطقة اليورو أكثر إلى مستويات سلبية في أيار (مايو)، لينخفض بنسبة 5.6 في المائة في الشهر الماضي بعدما سجل تراجعا بنسبة 1.8 في المائة في أيار (مايو).
وارتفع التضخم الأساس الذي يستثني أسعار الطاقة والأغذية وبعض المشروبات والتبغ المتذبذبة، بعض الشيء إلى 5.4 في المائة في حزيران (يونيو) مقارنة بـ5.3 في المائة في الشهر السابق له، ويعد التضخم الأساس مؤشرا رئيسا بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي الذي يتخذ فرانكفورت مقرا.
تقدم بيانات التضخم صورة متفاوتة، لكنها سمحت للبعض بالتوصل إلى استنتاجات بأن أسعار المواد الاستهلاكية المرتفعة لم تترسخ كثيرا في أوروبا، وارتفع معدل التضخم السنوي في ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، إلى 6.4 في المائة، مقارنة بـ6.1 في المائة في أيار (مايو)، بحسب بيانات رسمية صدرت الخميس.
لكن إسبانيا سجلت تباطؤا في معدل التضخم السنوي وصل إلى 1.9 في المائة بفضل تراجع أسعار الوقود والكهرباء والأغذية.
وأفادت "يوروستات" بأن بين الدول الـ20 التي تستخدم اليورو، سجلت لوكسمبرج أقل معدل تضخم بلغ 1.0 في المائة في حزيران (يونيو)، وعلق جاك ألين رينولدز من "كابيتال إيكونوميكس" على أن لا شيء في هذه الأرقام "سيثني البنك المركزي الأوروبي عن رفع معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إضافية خلال اجتماع تموز (يوليو)".
وقد تباطأ الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي في أيار (مايو)، لكن ضغوط التضخم الأساس، التي ما زالت قوية، قد تجبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي على مواصلة رفع أسعار الفائدة.
وما زال الإنفاق الاستهلاكي مدعوما بمكاسب قوية في الأجور في سوق العمل التي تعاني شحا. لكن التوقعات أقل تفاؤلا. ويعتقد أن معظم الأسر منخفضة الدخل قد استنفدت المدخرات التي راكمتها أثناء جائحة كوفيد - 19.